قائمة الموقع

نداء الشنطي.. غزيّة تحارب طاقتها السلبية بفن "الكويلينج"

2021-01-12T20:15:00+02:00
الرسالة نت-محمود العتال

في ركنٍ خاص داخل منزلها وعلى طاولةٍ خشبيةٍ خصّصتها للعمل وبأناملها الرقيقة، تبدعُ الشابّة نداء الشنطي (24عامًا) بإنتاج لوحاتٍ فنية من "الكويلنج"، أو ما يُعرف بفن (لف الورق) مستخدمة أوراقًا ملوّنة، وإبرةً مشقوقة، وصمغًا أبيضًا، وملقطًا ومشرطًا.

تناثرت لوحات نداء على طاولتها الخاصة فتوسّطها شكل لفايروس كورونا باللون الأحمر كرسالة تحذير من خطورته، وعلى الجانب الأيمن انتصبت خريطة فلسطين متوشحةً بألوان العلم الثلاثة، ومن خلفها علّقت على حائط الغرفة لوحة تعبّرُ بها عن الأفراح بِلباس التراث الفلسطيني مخطوط عليها: "عريسنا زين الشباب، زين الشباب عريسنا".

الشابةُ التي تقطن مدينة غزة، في حي الشيخ رضوان، وأتمّت دراسة "علم الاجتماع" من جامعة الأزهر عام 2019 تقول: "استخدمتُ هذا الفن لتفريغِ الطاقة السلبية، وملء وقت الفراغِ بعد ساعات الدراسة والعمل، حيث استهواني لأنه فن جديد في غزة"، مؤكدة أنها لاقت تشجيعا من أهلها وصديقاتها.

وبمساعدةِ صديقتها التي تتقنُ ذلك الفن، واستثمارِ مواقع التواصل الاجتماعي، باشرت نداء بتعلّم الكويلينج الذي أتقنته بسرعة، وبدأتْ بإنتاج لوحاتٍ فنية أعجبت من حولها.

ويعد "الكويلنج" فنا قديما عرفه الصينيون مع بداية معرفتهم الورق، فشكّلوا من خلاله لوحاتٍ فنية متنوعة، وبدأ بالانتشار في أوروبا وجميع أنحاء العالم في العصر الحديث، واستخدمته راهبات فرنسيات وإيطاليات لتزيين الكتب والورق والصناديق والهدايا.

وتجسّد الفنانة الشنطي في لوحاتها الأزهار والآلات الموسيقية والآيات القرآنية وأسماء شخصيات تاريخية، بالإضافة للمعالم الفلسطينية التي احتلت جزءاً كبيرا من لوحاتها، وكذلك تناولت أعمالها الفنية الحديث عن المناسبات الاجتماعية مثل أعياد الميلاد.

واستطاعت تجسيد جائحة كورونا عبر تصوير طفل يرتدي الكمامة، بالإضافة إلى مجسمات فنية خاصة بالفايروس باللونين الأزرق والأخضر.

ومن أبرز المعوقات التي واجهت نداء، هي عدم توفر المواد الخام "الورق" اللازمة لتطبيق هذا الفن على أصوله، فعملت على الاستعاضة عنها بما هو متوفر من ورق بحجم A4.

وتطمح نداء إلى امتلاك مكانٍ خاصٍ بها تنجزُ فيه لوحاتها، فهي ما زالت تتنقل من غرفة لأخرى داخل بيتها، وتسعى إلى تطوير مهاراتها من خلال متابعة كل ما هو جديد، وبجانب ذلك إعطاء دوراتٍ تدريبية تسهم في التعريف أكثر بفن "الكويلينج".

وختمت تقول: "ثقْ بالوصول، ما دمتَ تُجاهد" واثقةً ومؤمنةً بالوصول إلى هدفي، لأني اقضي ساعات في العمل، مشيرة إلى أنها لا تهدف من خلال هذا الفن تحقيق أي ربح مادي، وأن ما سيعود عليها من أموال سيُخصص للعائلات الفقيرة.

ويشارُ إلى أن قطاع غزة الذي تحاصره سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ 14 عامًا، ويسكنه قرابة 2 مليون فلسطيني، يعاني أكثر من 54% من سكانه من الفقر الشديد، ناهيك عن العزلة التي تحرمُ الكثير من الشباب فرص التطوّر والتعرّف على العالم من حولهم، وهو الأمر الذي يجعل من أيّ إبداعٍ كسرًا للحصار، وتحديًا لقسوة الظروف هنا.



 

اخبار ذات صلة