بعيدا عن الحسم، تسير الانتخابات (الإسرائيلية) الرابعة المقرر عقدها في 23 مارس/آذار المقبل، حيث أن كل المؤشرات تقول إن الانتخابات القادمة ستأتي بحكومة يمينية أخرى، حيث تبقى فرص فوز بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال قوية رغم ظهور "نجم" جدعو ساعر الذي انشق عن الليكود.
ورغم ظهور أحزاب وتحالفات جديدة واختفاء أحزاب أخرى معظمها خصوم لنتانياهو حتى داخل حزبه الليكود الذي شهد انشقاقات، ما زال الأخير قادرا على تحريك المشهد (الإسرائيلي) وضمان الفوز.
التغييرات الأخيرة تؤكد ان الانتخابات القادمة تجري وسط خارطة سياسية وحزبية مفخخة، خاصة في ظل ما تقول الأحزاب الدينية إنه تهميش لها، وفي ظل اختفاء أحزاب اليسار، وهذه التغييرات الحزبية الاخيرة تجعل من التحالفات أكثر صعوبة وتعقيداً.
لكن الغريب أنه رغم حالة السخط الكبير في (إسرائيل) والاحتجاجات العارمة على سياسة نتانياهو في إدارة أزمة كورونا وانفصال جدعون ساعر الشخصية الثانية في الليكود، ورغم قضايا الفساد المتهم فيها، فمازال حزبه "الليكود" محتفظاً بقوته وصدارة المشهد، وما زال الأوفر حظاً لرئاسة الحكومة.
وبحسب استطلاع الرأي الأخير الذي أجرته القناة 12 العبرية فإن النتائج جاءت على النحو التالي لو جرت انتخابات اليوم سيحصد الليكود (نتنياهو) 29، وحزب أمل جديد (ساعر) 16، وسيحصل يمينا (بينيت) 13، ويوجد مستقبل (لابيد) 13، والمشتركة (عودة) 10، شاس (درعي) 8، ويهدوت هتوراة (ليتسمان) 8، وستحصد "إسرائيل" بيتنا (ليبرمان) 7، والإسرائيليون (خولدائي) 6، ميرتس (هوروفيتس) 5، أزرق أبيض (غانتس) 5 مقاعد.
وبحسب الاستطلاع لو جرت انتخابات اليوم وتحالف بينيت مع ساعر فإن النتائج تقول إن الليكود (نتنياهو) سيحصد 30 مقعدا، بينما تحالف بينيت-ساعر 25، ويوجد مستقبل (لابيد) 15، المشتركة، (عودة) 10، فيما سيحصد شاس (درعي) 8، ويهدوت هتوراة (ليتسمان) 8، (إسرائيل بيتنا) (ليبرمان) 7، (الإسرائيليون) (خولدائي) 6، ميرتس (هوروفيتس) 6، أزرق أبيض (غانتس) 5 مقاعد.
والخيار الثالث في حال جرت انتخابات اليوم وتحالف لابيد وخولدائي وغانتس سيبقى الليكود متصدرا بـ30 مقعدا فيما سيحصل التحالف لابيد-خولدائي-غانتس على 28، أمل جديد (ساعر) 13، يمينا (بينيت) 12، المشتركة (عودة) 10، شاس (درعي) 8، يهدوت هتوراة (ليتسمان) 8، (إسرائيل بيتنا) (ليبرمان) 7، ميرتس (هوروفيتس) 4 مقعد.
والملاحظ ان كل الاستطلاعات تشير إلى أن أي تحالفات جديدة لن تتمكن من إزاحة نتانياهو عن صدارة المشهد في دولة الاحتلال، ويبدو أن نتانياهو يتفادى أخطاءه باللعب على أوراقه الرابحة في الفترة الأخيرة أبرزها التطبيع مع بعض الدول العربية والتي منحته فرص قوية للتقدم.
ويرى البعض أن قوة الأحزاب اليمينية تعود لانقسام اليمين بين مؤيد ومعارض لنتنياهو، حيث تستقطب معارضته أصواتا كثيرة من اليسار والوسط أملا بإسقاطه، حتى لو كان البديل لا يقل تطرفا عنه، خاصة بعد تكرار فشل التخلص منه عبر أحزاب الوسط واليسار في (إسرائيل).
ويبدو أن السمة الأبرز للانتخابات القادمة سيكون محورها نتانياهو وسيكون الناخبون والأحزاب امام اختيار محدد إما مع او ضد بقاء نتانياهو في الحكم.
فقد نجح نتانياهو في حصر الخارطة السياسية والحزبية في شخصه، كما جعل الانتخابات معركة شخصية تدور حوله وتمكن من تحويل الحلبة السياسية والحكومة إلى رهينة بيده ووفق مصالحه الشخصية، وسط تغييب شبه تام للقضايا الملحة والتحديات الأمنية الإقليمية التي تشكل تهديدا للأمن القومي (الإسرائيلي)، رغم اتفاقيات التطبيع مع دول عربية وخليجية، وترحيل حل القضية الفلسطينية إلى المجهول.