في كل مرة تطرح فيها العملية الانتخابية، تبرز التحالفات المرتبطة بالشخصيات التي غادرت مربع العلاقة مع رئيس السلطة محمود عباس، وإمكانية التحالف المشترك بينها للإطاحة بالرجل الذي أطاح بهم وأشرع إلى وجوههم العداء.
تبرز على رأس القائمة شخصيات عديدة ومهمة لعبت دورا مهما لدى عباس، وتملك نفوذا عمليا قادرا على إبقاء حالة المنافسة مع رئيس السلطة.
من أبرز تلك الوجوه القيادي المفصول من الحركة محمد دحلان، ورئيس وزراء عباس السابق سلام فياض، إلى جانب تحالفات أبرزها الاعلام العبري عن مروان البرغوثي الأسير القيادي في حركة فتح.
بجوار هذه الأسماء، برزت سهى الطويل كإحدى الأدوات المشاكسة التي حاولت التشويش على قيادة السلطة.
حركة فتح حسمت أمرها بأنه لا عودة لتيار دحلان لساحة التحالفات مجددا، بحسب دلال سلامة عضو اللجنة المركزية بحركة فتح.
وقالت سلامة، الأحد، إنّ المفصول من الحركة دحلان، لن يتمكن من المشاركة في الانتخابات المرتقبة ضمن قوائمها.
وأضافت "سلامة": من خرج عن "حدود فتح فهو خارج إطار التوافقات والائتلافات السياسية التابعة للحركة".
وقبل سنوات أصدرت محكمة فلسطينية حكمًا غيابيًا ضد النائب محمد دحلان بالسجن ثلاث سنوات، بعد إدانته بـ "اختلاس 16 مليون دولار".
وبعد إصدار المرسوم الرئاسي الذي حدد مواعيد إجراء الانتخابات الفلسطينية، أعلن "التيار الإصلاحي" الذي يقوده النائب دحلان عن رغبته بخوض الانتخابات التشريعية في إطار "فتح"، مشيرًا أنهم سيشكلون قائمة مستقلة في حال رفضت الحركة ذلك.
في ذات السياق، كان جبريل الرجوب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، قد أعلن أن محاولة فرض دحلان من بعض الأطراف الإقليمية لن تمر.
وذكر الرجوب في لقاء سابق نظمه منتدى الإعلاميين، أنّ هذه المحاولات لن تمر على صعيد بيئة فتح.
أما دحلان، فأصدر تياره بيانا داخليا يلزم اعضاءه بتجاهل أي حديث يحاول اذكاء الصراع مع حركة فتح، معلنا التزام التيار بالمشاركة في قوائم موحدة مع الحركة.
وأوضح التيار في بيانه إصراره على الانضمام ضمن هذه القوائم، فيما سيخوض الانتخابات ضمن قوائم وطنية مشتركة حال تعذر المشاركة في قوائم فتح الداخلية.
وكتب سمير المشهراوي القيادي في التيار، أن قيادات في مركزية فتح عزته في وفاة أمه، إلى جانب تجديد دعوته للرئيس عباس بإعادة المصالحة الوطنية.
أما البرغوثي، فعاد الاعلام العبري ليطرح اسمه مجددا ضمن بورصة المرشحين للانتخابات.
لكنّ طارق فهمي مسؤول الوحدة الفلسطينية في مركز الأمن القومي، استبعد إمكانية ترشح البرغوثي.
فيما تشير أوساط سياسية مراقبة إلى احتمالية دعم البرغوثي لمرشح توافقي حال تعذر مشاركته في الانتخابات.
وتجدر الإشارة إلى اتصالات سابقة قام بها قيادات بفتح مع القاهرة، ايدت خلالها ترشيح البرغوثي.
لكن حركة فتح حسمت عبر متحدثيها ترشح عباس كمرشح وحيد للحركة في الرئاسة.
ويضع هذا الترشح إمكانية دعم شخصيات سياسية أخرى من طرف دحلان والبرغوثي وفياض، إلى جانب إمكانية اندفاع سهى الطويل لفتح ملفات حول وفاة عرفات يؤثر على الرجل، وفق ما هددت به مؤخرا عبر الاعلام العبري.
ورغم ضعف تأثير الطويل التي رافق مسيرة حياتها مجموعة شبهات بحسب قيادات في فتح، إلا أن ظهورها وتأييدها لخط منافسي الرئيس يجعل تجسد مقولة المثل السوري: "الحجر الي ما بعجبك بفجك"، أو كما قالها الفلسطيني "الحجر الي ما بصيبك بدوشك"!.