قال جنرال "إسرائيلي" إن حكومته مطالبة بتقوية العلاقة مع يهود أمريكا، وبناء الجسور مع الكونغرس على جانبي الحزبين الديمقراطي والجمهوري، بهدف كسب دعم المؤسسة الأمنية الأمريكية في إسرائيل، وممارسة تأثير أكبر على قرارات واشنطن في القضايا الأساسية التي تهم تل أبيب.
وأضاف عيران ليرمان نائب رئيس معهد القدس للاستراتيجية والأمن، في مقال له أن "الأحداث الأخيرة في واشنطن أدت إلى استقطاب خطير في المجتمع الأمريكي، سينعكس على الإدارة الجديدة التي تتطابق مواقفها مع التيار الرئيسي للحزب الديمقراطي، وليس مع الجناح التقدمي، والذي تعتبر مواقفه تجاه إسرائيل إشكالية، بل وعدائية".
وأكد أنه "في ظل هذه الظروف، فإن ارتباط إسرائيل بالحزب الجمهوري، جعلها نقطة خلاف في النقاشات السياسية، خاصة مع إدارة ترامب، وعمل على تقويض الدعم التقليدي من الحزبين، وبالتالي فإن دخول رئيس جديد من الحزب الديمقراطي يعتبر فرصة لإعادة تعزيز دعم إسرائيل منهما معاً".
وأوصى بأنه "من المناسب ألا تنجر إسرائيل خلف الاستقطابات الأمريكية، وتعزيز الانتماء للحزبين، فلا تنحاز إسرائيل لليسار المتطرف الذي تجاوز عتبة العنف في أحداث الاحتجاج، أو اليمين الراديكالي المشبع بنظريات المؤامرة، ونبرته معادية للسامية، وعلى المستوى العملياتي، تحتاج إسرائيل لسياسة واضحة ومتسقة، تُترجم في عمل البعثات الإسرائيلية في الولايات المتحدة، والرسائل المنقولة لقيادة المنظمات اليهودية".
وأكد أن "إسرائيل مطالبة باستعادة قاعدة الدعم التاريخية من الحزبين الأمريكيين، بما في ذلك خلق مسافة مع صديقها وداعمها السابق، ترامب وفريقه، لأن هناك مبررات وأسبابا عملية لذلك، أهمها ارتباط إسرائيل باليهود الأمريكيين، الذين يشعرون بالذهول من سلوك ترامب، حتى أن المؤيدين الواضحين لإسرائيل في صفوف القيادة اليهودية في الولايات المتحدة رأوا بقلق بالغ علامات تماهي الإسرائيليين مع ترامب وطريقته في الحكم".
وأشار إلى أن "هذا الانطباع لدى اليهود الأمريكيين يتطلب من إسرائيل الاستماع إلى أعلى مستوى لمخاوفهم وتوقعاتهم، والحاجة لإعادة بناء العلاقات الخاصة معهم، والحفاظ على دعم حزبي الكونغرس لإسرائيل، لأنه يتحكم في ميزانيات المساعدات الموجهة لها، وتقوية الروابط مع التيار الرئيسي للحزب الديمقراطي، وعزل تأثير العناصر المتطرفة في اليسار، دون إدارة الظهر للأصدقاء التقليديين في المعسكر الجمهوري".
وأضاف أن "تطويع العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، لاسيما مع يهود الولايات المتحدة، أمر مهم لوجود قضايا ذات أهمية بعيدة المدى لمستقبل إسرائيل على جدول الأعمال، وعلى رأسها المشروع النووي الإيراني، بجانب موازين القوى في شرق المتوسط، واستقرار الأنظمة، والتحركات في الساحة الفلسطينية، وبسبب احتمالية نشوء الجدل حول القضايا الحساسة، من المهم عدم وضع عقبات في طريق الحوار الأمريكي الإسرائيلي".
عربي 21