قائمة الموقع

"بتكوين" مشروع سياسي بامتياز.. هل يفشل يوما ما؟

2021-01-23T16:06:00+02:00
توضيحية
الرسالة نت-وكالات

ربما تشهد قيمة العملة المشفرة ارتفاعا مقابل الدولار، لكن ذلك لا ينفي حقيقة فقدانها مبادئها التحررية الفوضوية.

في هذا التقرير الذي نشرته صحيفة "ذا تايمز" (The Times) البريطانية، قال الكاتب أوغو ريفكيند إن قيمة البتكوين كانت قبل سنوات تعادل حوالي 40 جنيها إسترلينيا، لكنها تضاعفت كثيرا لتصل إلى 27 ألف جنيه إسترليني حاليا (نحو 37 ألف دولار).

وفي عام 2010 اشتهر أميركي من رواد البتكوين باستخدام 10 آلاف عملة بتكوين لشراء البيتزا، أما قيمة هذه العملات حاليا فتساوي اليوم أكثر من ثلث مليار دولار.

وفي ذلك الوقت توقع الخبراء أن العملة المشفرة -التي لا يدعمها أي شيء على الإطلاق- ستنهار، لكن من الواضح أنهم كانوا مخطئين، يقول الكاتب.

 خدعة

وأشار الكاتب إلى أن عملة بتكوين قد تكون خدعة أو مخططا هرميا أو مجرد فقاعة، لكن من المؤكد أنها مشروع سياسي بامتياز.

وقال إنه لا يمكن أن نعرف على وجه اليقين الهدف من إنشاء بتكوين، لأننا ببساطة لا نعرف من اخترعها، لكن توجد نظريتان رئيسيتان: تهدف الأولى إلى تحديد السلم الزمني لظهور عملة بتكوين لمعرفة متى أطلقت، في حين تشير النظرية الثانية -التي يرى الكاتب أنها معقولة أكثر- إلى أن بتكوين بمثابة رسالة منظمة.

فلم يتم إنشاء بتكوين خلال الانهيار المالي فقط، بل بسببه، في محاولة للحد من سيطرة الحكومات على الأموال في ظل انعدام الثقة، يضيف الكاتب.

ويوضح ريفكيند أن عملة بتكوين لا تعمل كسائر العملات التقليدية، وإنما يحكمها التشفير والخوارزميات، وهذا يعني أنه لا يمكن لأحد أن يقلل من قيمتها أو يزيحها أو يفرض ضرائب عليها.

اعلان

ويعتقد أن هذه العملة الرقمية أنشئت بناء على سياسة تحررية وفوضوية بشكل إيجابي، وهو ما يجعلها تعمل بشكل جيد رغم خطورتها على صعيد تجارة المخدرات والجريمة المنظمة.

ويرى الكاتب أن قيمة بتكوين من المحتمل أن تهبط مرة أخرى ثم ترتفع مجددا مثلما حدث طوال السنوات العشر الماضية، حتى لو كان هذا الهبوط سيكون الأخطر.

فرصة استثمارية

ورغم كل شيء -يقول ريفكيند- لا تزال بتكوين موجودة، وأصبحت تمثل فرصة استثمارية بدلا من اعتبارها "أداة ثورية"، وقد ساهم اعتمادها من قبل رواد الأعمال مثل التوأم وينكلفوس في جعلهم يجنون أكثر من مليار دولار الآن إن لم يكن أكثر.

ولفت إلى أن تداول بتكوين لم يعد يقتصر على الأشخاص العاديين، بل أصبحت شركات إدارة الأصول وصناديق التحوط وحتى شركات التأمين تشارك فيه، حيث باتت المعاملات ضخمة وبعشرات الملايين من الدولارات.

وتساءل الكاتب في النهاية: ألم يكن الهدف من هذا المشروع هو إضعاف أصحاب النفوذ؟ ألم يكن ذلك سبب إعجاب دعاة الحرية منذ البداية؟ ألم تكن الغاية المراد تحقيقها هي التعامل مباشرة مع بتكوين دون وسطاء؟ ألم يكن الهدف الرئيسي من إنشاء بتكوين هو منع الحكومات من استخدام مدخراتك لإنقاذ رجال الأعمال؟

لكن بدلا من ذلك أصبحت بتكوين طريقة يستخدمها نفس الأشخاص لجعلك تستنزف جميع مدخراتك بنفسك، ما الفرق إذًا؟ يا لها من مأساة! يا له من فشل! يختم الكاتب.

المصدر : تايمز

اخبار ذات صلة
مَا زلتِ لِي عِشْقاً
2017-01-16T14:45:10+02:00