قائمة الموقع

الشهيد العامل جودة.. سادس ضحية للقمة العيش في الداخل المحتل

2021-01-24T11:23:00+02:00
عمال
الرسالة- محمود فودة

أفاق الفلسطينيون، اليوم الأحد، على حادثة استشهاد العامل فؤاد سبتي جودة (50 عاما) من منطقة عراق التاية شرقي مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، خلال ملاحقة الاحتلال لعدد من العمال الفلسطينيين.

وبحسب رواية شهود العيان فإن قوات الاحتلال طاردت العمال أثناء محاولتهم الدخول من فتحة فرعون بالقرب من طولكرم للعمل في الأراضي المحتلة عام 48، مشيرةً إلى أن الاحتلال أطلق الغاز المسيل للدموع باتجاههم، ما أدى لاستشهاد العامل جودة نتيجة الاختناق.

وأكد عزمي جودة، شقيق العامل عقب استشهاد شقيقه، أن الشهيد فؤاد وهو متزوج وله أربعة أبناء، لم يكن يعاني من أية مشاكل صحية سابقا، وتم نقل جثمانه إلى مستشفى رفيديا بنابلس تمهيدا لتشييعه لاحقا.

وفي منتصف الشهر الماضي، أعلنت عائلة عبيات عن استشهاد ابنها العامل عبد الفتاح محمد عبيات (37 عاماً)، من مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية المحتلة، أثناء عمله داخل مستوطنة "جيلو" المقامة على أراضي بيت لحم، على أيدي المستوطنين، بعدما ضربوه وقيدوه.

وقال فتحي عبيات، شقيق الشهيد إنّ الشهيد بعد أن أنهى رفيقاه عملهما، استأخراه وحاولا الاتصال به، لكن هاتفه لم يجب، وبعد عدة محاولات أبلغا شرطة الاحتلال التي لم تعرف عنه شيئاً، ما اضطرهم للرجوع إلى المستوطنة ومكان عمله في الشقة ليتفاجؤوا بأنّ عبد الفتاح مقيد ومضروب على رأسه".

وأكد عبيات في تصريحات صحفية أنه لا يوجد لشقيقه عبد الفتاح أي عداوات، وأن الدلائل تشير إلى قيام المستوطنين بالاعتداء عليه وقتله، وخاصة أنه قتل في داخل مستوطنة "جيلو"، بينما تماطل شرطة الاحتلال بالكشف عن الجناة رغم وجود كاميرات مراقبة في المكان، "فهم يريدون إخفاء الأدلة التي تتعلق بالمستوطنين"، مشيراً إلى أنه سيتوجه للقضاء ولكل الجهات الحقوقية المختصة للكشف عن قتلة شقيقه.

كما توفي عامل فلسطيني وأصيب آخرون، في 2 ديسمبر الماضي جراء تعرضهم لحادث دهس على حاجز بيت لحم الشمالي جنوبي الضفة الغربية المحتلة، وذكرت مصادر متعددة في حينه أن باصًا لشركة صهيونية دهس مجموعة من العمال أثناء وجودهم على "الحاجز العسكري 300" في طريقهم إلى أعمالهم.

وفي التعقيب على ذلك، قال الأمين العام لاتحاد نقابات عمال فلسطين شاهر سعد إن استشهاد العامل جودة يمثل استمرارًا للمسلسل الاجرامي بحق العمال الفلسطينيين، إذ إنه منذ بداية الشهر تم تسجيل ست وفيات بين العمال خلال بحثهم عن لقمة العيش في الداخل المحتل، بتعمد قتلهم أو إهمال ظروف سلامتهم.

وأضاف سعد في اتصال هاتفي مع "الرسالة" أن العامل جودة استشهد نتيجة إلقاء جيش الاحتلال قنابل مسيلة للدموع ما أدى لحدوث أزمة قلبية حادة أدت لوفاته بشكل مباشر، أثناء محاولته الدخول للداخل المحتل لاستكمال عمله.

وأوضح سعد أن الاحتلال الإسرائيلي يسمح بدخول العمال الفلسطينيين عبر الحواجز والمعابر المعتمدة ووفقا للتصاريح الرسمية للعمل في مجالي الصناعة والخدمة، فيما يتجه عمال بقية القطاعات للدخول عبر نقاط معروفة لديهم وبالاتفاق مع أرباب العمل الإسرائيليين، وبعلم جيش الاحتلال بكل تفاصيل هذه العملية.

وأشار إلى أن ما لا يقل عن 40.000 عامل فلسطيني يدخلون بشكل دائم من خلال النقاط غير الرسمية للعمل في الداخل المحتل، من أصل 200.000 عامل يدخلون عبر المعابر والطرق الأخرى التي استشهد خلالها جودة.

 وبيّن أن الذين يدخلون عبر الطرق غير الرسمية يتعرضون للقتل والضرب والاهانة من جيش الاحتلال الذي يتسلى بتعذيب العمال الباحثين عن لقمة عيشهم، وسط تجاهل كل المؤسسات الحقوقية والقانونية لحقوق هؤلاء العمال.

وأكد أن لجائحة كورونا تأثيرا كبيرا ومباشرا على سوق العمل الفلسطيني في ظل ازدياد نسبة البطالة، إثر تسريح 135.000 عامل في شتى القطاعات داخل الأراضي الفلسطينية نتيجة ظروف الجائحة التي طالت كل مناحي الحياة.

وأوضح أن هؤلاء المسرحين بات العمل في الداخل المحتل وجهة لهم، بالإضافة إلى عشرات آلاف العمال الذين يعملون بشكل دائم في الداخل، لتلبية احتياجاتهم اليومية، في ظل الظروف الاقتصادية العامة.

وقال إن تلبية حقوق العمل يتأتى من اتجاه واحد يتمثل في فتح منظمة العمل الدولية مكتبا لها داخل الأراضي المحتلة خاصة أن (إسرائيل) عضو في هذه المنظمة وهي المسؤولة عن كل العمال الأجانب في الدول المختلفة، من خلال الاعتناء بأوضاعهم وظروفهم المختلفة.

 

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00