أعلنت شركات أميركية وفرنسية أنها أوقفت تطوير لقاحين مضادين لفيروس كورونا، فيما قررت وزارة الصحة الألمانية ترخيص علاج تجريبي لكورونا تلقاه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
وقالت شركة "ميرك" (Merck) لصناعات الأدوية الأميركية إنها "أوقفت تطوير لقاحين مضادين لفيروس كورونا، وإنها ستركز اختباراتها على علاجات للإصابة بالفيروس عوضا عن اللقاحات".
وأضافت الشركة أن اختباراتها المبكرة للقاحي "في 590" (V590)، و"في 591″ (V591) أظهرت توليدهما مناعة أدنى من تلك التي شوهدت لدى أشخاص تعافوا من فيروس كورونا، وكذلك تلك التي ولدتها لقاحات أخرى للفيروس.
بدورها، أعلنت شركة "مودرنا" (Moderna) الأميركية للتكنولوجيا الحيوية في بيان اليوم الاثنين أن اللقاح المضاد لكورونا الذي طورته لا يزال فعالا ضد النسختين المتحورتين البريطانية والجنوب أفريقية من الفيروس.
وأكدت في نهاية تجارب أن الخبراء يتوقعون أن يحمي اللقاح من عدوى "النسخ المتحورة المكتشفة حتى تاريخه".
وأوضحت "مودرنا" أنها عملت على تطوير جرعة إضافية لزيادة الحماية منذ النسخ المتحورة.
فرنسا.. تعثر مشاريع لقاحات كورونا
وفي فرنسا، أعلن معهد باستور (Institut Pasteur) اليوم أنه أوقف تطوير مشروعه الرئيسي للقاح ضد فيروس كورونا المستجد، لأن الاختبارات الأولى أظهرت أنه كان أقل فعالية مما كان متوقعا.
وقال المعهد تعقيبا على قراره وضع حد لمشروعه "كانت الاستجابات المناعية أقل من تلك التي لوحظت لدى الأشخاص الذين شفوا من عدوى طبيعية، وكذلك من تلك التي لوحظت مع اللقاحات المصرح بها ضد فيروس كورونا".
واستخدم المعهد لقاح الحصبة قاعدة لتطوير لقاحه ضد فيروس كورونا.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي أعلنت شركة "سانوفي" (Sanofi) الفرنسية أنها ستتأخر في إطلاق لقاحها، ولن يكون جاهزا حتى أواخر العام 2021، بسبب نتائج كانت أسوأ من المتوقع.
ألمانيا ترخص علاج "ترامب"
أما في ألمانيا فقالت وزارة الصحة إنها "ستبدأ الأسبوع المقبل باستخدام العلاج التجريبي القائم على الأجسام المضادة الذي تلقاه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب".
وأكد وزير الصحة الألماني ينس شبان في تصريحات صحفية أن الحكومة اشترت 200 ألف جرعة بسعر 400 مليون يورو، أي بتكلفة ألفي يورو للجرعة، لتصبح بذلك ألمانيا أول دولة في الاتحاد الأوروبي تستخدم هذا النوع من العلاج.
ويقوم العلاج على مزيج من الأجسام المضادة "الأحادية النسيلة" تحاكي ما يفعله الجهاز المناعي بعد الإصابة بفيروس كورونا، وذلك عن طريق منع طرف الفيروس الذي يسمح له بالالتصاق بالخلايا البشرية واختراقها.
الفقراء الضحية الأكبر لكورونا
وفي سياق متصل، حذرت منظمة "أوكسفام" (Oxfam) من أن الفشل في محاربة فيروس كورونا سيفاقم اللامساواة في جميع البلدان تقريبا ما لم تتحرك الحكومات لإعادة تنظيم اقتصاداتها بشكل جذري.
وحثت المنظمة الخيرية الحكومات على ضمان أن يحصل الجميع على اللقاح المضاد لفيروس كورونا وعلى الدعم المادي في حال خسارتهم وظائفهم.
وقالت في تقرير لها بعنوان "فيروس اللامساواة.. موجه إلى قادة مؤتمر دافوس" إن "أغنى ألف رجل في العالم عوضوا خسائرهم التي سجلوها في الأيام الأولى للجائحة، فيما قد يستغرق الفقراء أكثر من 10 أعوام لتعويض خسائرهم".
وتوقعت المنظمة أن تفوق معدلات الفقر في عام 2030 ما كانت عليه قبل بدء الجائحة، حيث سيعيش 3 مليارات و400 مليون من البشر بنحو 5.5 دولارات في اليوم.
ولفتت إلى أن النساء والمجموعات العرقية والإثنية المهمشة تتحمل العبء الأكبر من تبعات هذه الجائحة، وسيدفعها ذلك إلى الفقر والجوع والافتقار إلى العناية الصحية.
وتسبب فيروس كورونا في "أضرار بالغة" في قطاع الوظائف مع خسارة ما يعادل 255 مليون وظيفة عام 2020 بحسب ما أعلنت منظمة العمل الدولية.
مليونا وفاة حول العالم
وتسبب فيروس كورونا المستجد بوفاة 2.12 مليون شخص في العالم منذ نهاية ديسمبر/كانون الأول 2019، فيما أصيب رسميا أكثر من 99.14 مليون شخص في العالم بالفيروس منذ ظهور الوباء شفي منهم ما لا يقل عن 60 مليونا.
والولايات المتحدة هي أكثر البلدان تضررا جراء الوباء، إذ سجلت أكثر من 419 ألف وفاة، تليها البرازيل حيث سجلت 217 ألف وفاة، والهند أكثر من 153 ألف وفاة، والمكسيك 149 ألف وفاة، فيما اقتربت الوفيات في المملكة المتحدة من 100 ألف وفاة.
ومنذ بدء تفشي الوباء ازداد عدد اختبارات الكشف بشكل كبير وتحسنت تقنيات الفحص والتعقب، مما أدى إلى زيادة في الإصابات المشخصة.
ورغم ذلك فإن عدد الإصابات المعلن قد لا يعكس إلا جزءا بسيطا من الإجمالي الفعلي، مع بقاء نسبة كبيرة من الحالات الأقل خطورة أو التي لا تظهر عليها أعراض غير مكتشفة.
المصدر : الجزيرة + وكالات