قائمة الموقع

العلاقة التركية الإسرائيلية.. هل تحافظ على "شعرة معاوية"؟

2021-01-26T18:49:00+02:00
العلاقة التركية الإسرائيلية.. هل تحافظ على "شعرة معاوية"؟
الرسالة نت - خاص

 

أكدّ مختصون سياسيون، أن العلاقة التركية الإسرائيلية لا تزال تحكمها بعض العلاقات والمجالات الاضطرارية، التي تعمل على ضبط العلاقة المشتركة بين الطرفين، "وتمثل شعرة معاوية في العلاقة بينهما".

جاء ذلك في لقاء نظمته حملة المقاطعة فلسطين بالتعاون مع مؤسسة الرسالة للاعلام، "حول آفاق العلاقة التركية الإسرائيلية وتداعياتها على القضية الفلسطينية".

بدوره، د. عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أوضح أن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يتعرض لضغوط من أطراف عديدة لاخراجه من المشهد.

وقال الأشعل خلال مداخلته في اللقاء، إنّ "اردوغان لديه مواقف إيجابية؛ لكن لا ننتظر منه اكثر من ذلك، فهو يلعب على حبل مشدود بين الروس والامريكان".

وأضاف: "اردوغان يتعرض لمؤامرة من جهات كثيرة تريد التخلص منه، احداها محاولة الانقلاب (..) افضل من معظم الزعماء الذين تنكروا للقضية".

وأوضح أن المنطقة العربية تشهد صراعا بين ثلاثة برامج "تركية إيرانية إسرائيلية" على المنطقة، في ظل غياب الموقف العربي وعدم القدرة على صوغ وبلورة مشروع عربي.

ونبه إلى أن حزب العدالة يحاول التغلب على العلاقة التقليدية التي فرضت بين أنقرة والكيان.

وبين أن تركيا لن تقف مع الكيان ضد غزة، لكن في الوقت ذاته لن تدخل في أزمة بسبب القطاع، وكذا قطر التي تواجه مصالحة تفرض عليها قيود مشددة.

علاقات استراتيجية!

من جهته استعرض الباحث بالشأن التركي م. نعيم معين، محطات العلاقة الاستراتيجية التي جمعت أنقرة مع الاحتلال خلال العقود الماضية، "طالت المجالات الاقتصادية والعسكرية وغيرها".
وقال إن التيار المحافظ في تركيا لم يكن يسمح له أن يكون ضمن المنظومة، "موضحا أن كل محافل الدولة في الخارجية والاقتصاد والأمن كانت في التيار المعادي  للتيار المحافظ الذي يمثل العدالة والتنمية جزء منه".

وأوضح معين أن الحزب لم يكن معنيا بمواجهة أو تحدي تيار العسكر أو مواجهة دولية قبل التمكن في الحكم.

وذكر أن الحزب لعب طرفا وسيطا بين دول بالمنطقة والاحتلال، ونجح في انشاء مدينة صناعية بين الفلسطينيين والاحتلال في محاولة للتغلب على هذه المعيقات.

ولفت معين إلى أن المنعطف في العلاقة تمثل في العدوان 2008، الذي شهد موقفا تركيا ساخطًا تجاه جريمة الاحتلال، و"كلما اقتربت العلاقة الثنائية يجري اجراء إسرائيلي يؤدي الى تقليصها وكان آخرها الإعلان عن نقل السفارة الامريكية بالقدس".

ولفت إلى أن تراجع العلاقة التركية الامريكية دفع أنقرة للتجاوب مع بعض إجراءات التجاوب مع الكيان.

وأكدّ معين أن العلاقة الثنائية بين أنقرة والكيان في كثير من الملفات تقع في خانة التنافس، "كالملف المصري والغاز في المتوسط، والفلسطيني وغيرها؛ لكن في الوقت ذاته لم تنقطع العلاقة بين الطرفين، فأنقرة شاركت في إطفاء الحرائق شمال الكيان، والأخير عرض مساعدة عليها في أكثر من مرة".

وبين أن الطرفين يسعيان لحلحلة الإشكاليات بينهما لحاجة كل منهما لبعضهما البعض، خاصة على الجانب الاقتصادي.

ولفت معين إلى وجود فهم لدى أنقرة أن التحالف الاماراتي مع الكيان، يستهدف لحشرها في المنطقة، إلى جانب حاجة تركيا لمعدات خاصة مع امتناع دول غربية تزويدها بها، وكان الكيان الجهة البديل لهذه المنتجات.

وأكدّ ان تركيا تتعامل مع القضية بمنظور القانون الدولي، فهي تعترف بحل الدولتين ومارست ضغوط على حماس للقبول بهذا الخيار.

وذكر أن تركيا ليست دولة ايدلوجية تريد أن تعمل على حل القضية وفق مفهوم المقاومة، بل عبر القانون الدولي.

ضرورات المرحلة

من جانبه، أوضح د. عدنان أبو عامر  أن تركيا دولة سياحية من الطراز الأول للاسرائيليين،  والحليف الاستراتيجي الأهم سابقا والأفضل للمناورات الإسرائيلية، وكلها تراجعات باستثناء الجانب الاقتصادي، إلى جانب وصول الحالة السياسية التي وصلت لأزمة كبيرة.

وقال أبو عامر في مداخلته خلال اللقاء، "إن الحكومة الإسرائيلية لا تبدي اهتمام على صعيد استئناف العلاقة، مستدلا أن معظم التصريحات بشأن تحسين العلاقة خرجت من انقرة وليست تل أبيب".

ورأى أن المستوى الأمني الإسرائيلي ليس راضيا على طبيعة قطع العلاقة في ظل ما تمثله تركيا من عمق اسيوي أوروبي وهي صاحبة الجيش الثاني الأكبر في الناتو.

وذكر أن هناك عدم انسجام بين الرئيس الأمريكي جوبايدن مع اردوغان، إلى جانب تأزم العلاقة مع الأوروبيين، "هذا قد يدفع الاتراك لتفكيك الازمات الإقليمية بهذه المرحلة".

وأكدّ أن أنقرة تدرك أن الطريق لواشنطن يمر عبر تل أبيب، مستبعدا وجود مؤشرات لامكانية تحسين العلاقة، موضحا أن الشروط الإسرائيلية يبدو عصية على أنقرة خاصة فيما يتعلق بحركة حماس.

اخبار ذات صلة