لم يمنع برد الشتاء القارس جنود الاحتلال الإسرائيلي في سجن الدامون من انتهاك حرمة الاسيرات داخل غرفهن، فاقتحموها ليلا حتى أوجعوا بعضهن من الضرب، وانتهكوا خلوتهن دون إشعار.
كان الهدف من عملية الاقتحام الشابة المقدسية نوال فتيحة – 19 عاما- التي سحبها جنود الاحتلال وقيدوها بالأصفاد لتنقل إلى الزنازين، ثم أغلقوا القسم لساعات طويلة واستولوا على بلاطات الطبخ، مما دفع الأسيرات لإرجاع وجبة الإفطار احتجاجا على الإجراءات العقابية بحقهن.
وترقد فتيحة داخل زنازين العزل الانفرادي بالدامون في ظروف صعبة، بجانب الأسيرة فدوى حمادة، والتي مر على عزلها أكثر من شهرين، حيث تقبع كلتاهما داخل زنزانة ضيقة عتمة رائحتها كريهة، لا تصلح للحياة الآدمية، وفيها كاميرات مراقبة على مدار الساعة، تحرمهما أي نوع من الخصوصية، إضافة إلى سوء الطعام المقدم لهما كما ونوعا.
ومنذ فبراير 2020 لا تزال فتيحة وهي من بلدة سلوان في القدس المحتلة موقوفة في سجن الدامون دون تهمة.
حادثة الاعتداء على الأسيرات تتكرر يوميا، فقبل أيام وبإيعاز من إدارة سجن الدامون اقتحمت مجموعة من الضباط والسجانين احدى غرف الأسيرات بشكل مفاجئ وذلك دون اخبارهن عن أي شيء مما جعل الأسيرات يُكشفن على الضباط دون حجاب، ومن ثم اعتدوا على بنات الغرفة بالضرب دون أي مبرر.
ووفق افادة الأسيرات عبر رسائل وصلت لذويهن، فإن إحدى الأسيرات تعاني من اضطرابات نفسية نتيجة ظروف الأسر، وقامت إدارة السجن بعزلها انفراديًا، بادعاء أنها قامت بتهديد بعض السجانات.
وقامت الإدارة ممثلة بمجموعة من الضباط والسجانين فجر التاسع عشر من الشهر الجاري، باقتحام الغرفة حيث الأسيرة التي تم عزلها، وذلك دون اخبارهن عن أي شيء مما جعل الأسيرات يُكشفن على الضباط دون حجاب، ومن ثم اعتدوا على بنات الغرفة بالضرب دون أي مبرر.
وردا على هذه الخطوة الهمجية وخصوصا أنهن نساء ولهن خصوصية قمن بإعادة وجبة الفطور وتم اغلاق القسم عليهن حتى الساعة الثالثة والنصف، وبعد ذلك تحدثت الأسيرات مع الإدارة، وأخبروها أن هذا التصرف غير مقبول بتاتًا وألا يتم اقتحام الغرف بهذه الطريقة وهذا الأسلوب.
يقول عبد الناصر فروانة المختص في شؤون الأسرى، أن سلطات الاحتلال (الإسرائيلي) لجأت الى العزل الانفرادي منذ السنوات الأولى لاستكمال احتلالها للأراضي الفلسطينية عام 1967، وانتهجتها سياسة ثابتة في تعاملها مع المعتقلين الفلسطينيين، ومن ثم أنشأت أقساماً جديدة وزنازين عزل إضافية.
وبحسب فروانة، فإن غالبية المعتقلين الفلسطينيين مرّوا بتجربة العزل الانفرادي، أثناء التحقيق أو ما بعده وخلال سنوات سجنهم، مبينا أنه يتم وضع الأسير في مكان ضيق ومعتم ورديء التهوية، وخال من مظاهر الحياة المختلفة، وعزله تماما عن الأسرى والعالم الخارجي وتُفرض على المعزول اجراءات مشددة لإبقائه في حالة حصار دائم وحرمان من أبسط مظاهر الحياة الاجتماعية والإنسانية.
يقول: "العزل الانفرادي من أقسى أنواع وأشكال التعذيب، وتلجأ إليه سلطات الاحتلال كوسيلة للضغط على المعتقل أثناء التحقيق لانتزاع الاعترافات منه، وكذلك تلجأ إليه كوسيلة للانتقام لما قام به الأسير من عمل مقاوم قبل اعتقاله، وأحيانا لإحداث حالة ارباك وعدم استقرار بين صفوف الأسرى وعزل الأسرى المؤثرين وقيادات الحركة الأسيرة والحد من تأثيرهم على الآخرين".
وحول فترات العزل، ذكر أنه قد يكون قصير المدى، لأيام واسابيع، وقد jجدده أجهزة الأمن أو المحاكم الصورية لشهور متتالية يمكن أن تتجاوز السنة، وقد يكون مفتوحاً ويستمر لسنوات طويلة.