موسى: تهدف إلى تسويق فتح على حساب عرفات
الغول: على عباس أن يتخذ عرفات قدوة له
حبيب: فرصة فتحاوية للانضمام لقوافل الفاتحين
الرسالة نت– أحمد الكومي
يعتبر اليوم الحادي عشر من شهر نوفمبر من كل عام يوماً فارقاً في حياة أبناء حركة فتح، حيث يشهد رحيل الزعيم ياسر عرفات الذي قضى مشواراً طويلاً في المفاوضات العبثية مع " إسرائيل" ، والذي سرعان ما اُختتم بجريمة مقنعة خيوطها قصيرة أودت بحياته، وحرفت المسار الفتحاوي عن هدفه، في إقامة ما كان يتمنى.
"من هم المجرمون؟ هل "إسرائيل" لوحدها من قتلت عرفات؟ أم هناك أيد فلسطينية خططت وفكرت ونفذت؟" هي جملة التساؤلات التي من المتوقع سماعها خلال الأيام القليلة القادمة، لترسم صورة في أذهان محبي عرفات بأن هناك من يحرص على معرفة المجرم المجهول دون أن يسألوا أنفسهم، لماذا قتل أبو عمار؟.
وبغض النظر عن الأسباب الخفية لمقتله، يبقى السؤال الذي يطرح نفسه في كل عام تمر فيه الذكرى، هل ستحرف ذكراه، بوصلة فتح عن مسارها السياسي وعنوانه " الحياة مفاوضات "؟!، أم كالعادة ستتكشف خيوط الجريمة، وتتصاعد الاتهامات، وتبرز الوثائق، وتتوالى المؤتمرات الصحفية، لإظهار بادرة حسن نية من بعض قادتها لرفع الحرج وتلفيق التهم مرة أخرى.
مهزلة سياسية
الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة كان لها رأي مغاير لما يحدث، حيث وصفت ما يجري في سلطة فتح بالمهزلة السياسية يقودها رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس وفريقه، دون أي اعتبار يذكر للنهج الأساس الذي وجدت فتح لأجله.
القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" د. يحيي موسي، يقول: إن نهج التفاوض ثابت وحكر في حركة فتح وسياستها، ولم يعد يرتبط بتعقيدات العملية السياسية التي تسعى لإقامة الدولة الفلسطينية بكل حيثياتها.
وقال موسى في تصريح خاص لـ "الرسالة نت":" قادة فتح انقلبوا على الرئيس عرفات في حياته فكيف حين مماته؟"
ولم يكن حديث الكاتب الصحفي حسام الدجني مغايرا لما جاء به موسى، حيث أكد أن حركة فتح عقدت مؤتمرها السادس وأخرجت حلفاء الراحل أبو عمار من مطبخها السياسي.
وأضاف في مقال له نشره على مدونته الخاصة:" إن أصدقاؤك يا سيادة الرئيس ورفقاء دربك هم الآن منضمون إلى سوق بطالة النخب السياسية، ومن يقود السفينة الآن هم من حاولوا أن ينقلبوا على فخامتكم سيادة الرئيس الشهيد."
وينشغل قادة فتح، والرأي العام على هواهم، في كل عام تمر فيه الذكرى بأسباب وفاة عرفات، ومعرفة هوية القاتل، دون أن يخوضوا بدوافع حصاره في رام الله من قبل جيش الاحتلال.
ومن بعض ما سمع عن أحد حاشية عرفات، يقول ناصر القدوة المراقب الدائم لفلسطين في الأمم المتحدة، إن الغموض في وفاته يجب أن يبقى مفتوحا حتى يتمكن الشعب الفلسطيني في لحظة ما مستقبلا من الكشف عن ذلك، وأشار إلى إن سلطة فتح لا تمتلك القدرات الفنية أو السياسية لكشف ملابسات وفاته.
التاريخ يعيد نفسه
بات من الصعب غياب مشهد الشخصيات التفاوضية الثلاثة في اتفاقية أوسلو عن أذهان الشعب الفلسطيني، وذلك عندما كان يتوسط الرئيس الأمريكي بيل كلينتون آنذاك الرئيس الفلسطيني عرفات ونظيره الإسرائيلي.
حيث تكرر المشهد أكثر من مرة هذا العام من قبل خليفة عرفات، "عباس" والذي يقسم من خلال ممارساته بأن لا يفارق سياسة سابقه، وأن يستمر في مسلسل التنازل الفلسطيني.
وفي هذا السياق أوضح كايد الغول عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، أن أبو عمار لم يكن ضد خيار المفاوضات، مستدركاً:" عرفات أدرك في الآونة الأخيرة أن الكيان الصهيوني بالشراكة مع راعيه الأمريكي يدفعون الفلسطينيين إلى تقديم المزيد من التنازلات، وهو ما دفع به إلى التمرد والدفاع عما تبقي من حقوق الشعب الفلسطيني".
وقال : على عباس أن يتخذ أبو عمار قدوة له، في قيادة العملية السياسية، وأن يوقف المفاوضات العبثية لأنها توصل في نهايتها إلى طريق مسدود، سيكون مظلماً على القضية الفلسطينية.
وطالب الغول ، حركة فتح بأن تقف وقفة مسئولة تراجع فيها كل خيارات التفاوض، وتعيد الاعتبار لبرنامجها المقاوم وأن تعود إلى مرحلة الكفاح المسلح، والتي انطلقت على أساسه.
وأردف قائلا:" مهما حاولت فتح أن تتنصل من نتائج هذه المفاوضات فهي المسئول الأول عن ضياع حقوق الفلسطينيين كافة".
مرور الكرام
وعاد القيادي في حماس موسي ليؤكد أن فتح تستغل ذكرى عرفات لتسويق نفسها أمام جمهورها، بالإضافة إلى أنها فرصة لقادتها ليتباروا في إظهار أنفسهم بأنهم المسئولون عن الكشف عن ملابسات مقتله، وقال إن ذلك يجري بعيداً ومخالفاً للنهج الذي وجدت فتح لتسير عليه وتواصل الطريق التي سلكها المؤسس عرفات.
في حين يرى الشيخ خضر حبيب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أن يوم رحيل عرفات يجب أن يمثل فرصة حقيقة لحركة فتح لمراجعة مسلسل المفاوضات العبثي مع قادة الاحتلال.
وأوضح خلال حديثه لـ"الرسالة نت"، أن الراحل أبو عمار دفع حياته ثمناً لتمسكه بحقوق الشعب الفلسطيني بعدما رفض أن يقبل بما يريده الاحتلال ومن خلفه الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش.
وقال إن القاصي والداني بات يدرك أنه لا جدوى من المفاوضات، وأنه يجب على فتح أن تقف مع نفسها وتعيد تقييم أوضاعها، ويجب أن تتذكر أنها حركة تحرر وجدت للانضمام إلى قوافل الفاتحين، وليس المفاوضين على حقوق من أرخص دمه في سبيل عودة أرضه.
واختتم القيادي حبيب حديثه، بأن المعطيات الواقعية تقول أن ذكرى أبو عمار ستمر مرور الكرام، دون حدوث تغيير يذكر على النهج الفتحاوي، حالها حال سابقاتها من الذكريات، مؤكداً أن فتح ستبقى ماضية في مسلسل المفاوضات لأجل المفاوضات.
وهكذا تمر ذكرى رحيل عرفات، فهل نشهد بعدها عودة فتحاوية للكفاح بعد أن انتهت بتسليم السلاح؟، أم سيبقي الحال على ما هو عليه.