بخبرة 15 عاما من العمل في كبرى شركات الخدمات المالية كانت كيم كاريتسكي دائما ترى نفسها بارعة في إدارة الشركات وتقديم الاستشارات، بيد أنها لم تفكر مطلقا في أن تكون رائدة أعمال، لكنها الآن صاحبة مشروع خاص أطلقته منذ حوالي 4 أعوام.
تقول كاريتسكي في تقريرها -الذي نشره موقع "ثرايف غلوبال" (Thrive Global) الأميركي- إنها لم تكن لتمتلك الشجاعة مطلقا لتحقيق هذه القفزة النوعية في حياتها لولا أعوام التدريب المكثف الذي تلقته في مؤسستين عالميتين معروفتين بأنهما تعتبران الموظفين أعظم أصولهما.
وعملت كاريتسكي مع العديد من المديرين الذين تحدوها وأخرجوها من منطقة الأمان الخاصة بها في لحظات مهمة.
وذكرت الكاتبة أنه منذ أن أطلقت شركتها في عام 2017 كان طريقها مثيرا ومحفزا وصعبا ومبنيا على العمل الجاد.
وفيما يلي بعض الدروس التي تعلمتها كاريتسكي خلال تجربتها.
1. السمعة هي كل شيء
رغم التدريب المذهل الذي تلقته كاريتسكي كمحللة شابة فإنه لم يمر يوم واحد دون أن تفكر في سمعتها، فهي تتحقق من كل بريد إلكتروني بحثا عن أي خطأ إملائي، وفي كل نقاش مع عميل أو شريك إستراتيجي تسأل نفسها: هل سأكون فخورة برؤية هذا العمل أو هذا النقاش على الصفحة الأولى لإحدى الصحف؟ وكثيرا ما تفكر في اقتباس لـ"وارن بافت" يقول فيه "إذا خسرت المال فسأكون متفهما، إذا فقدت السمعة فسأكون قاسيا".
الدرس المستفاد: السمعة هي كل ما تملك، لذا من الأفضل ألا ترتكب أي خطأ يعرضها للخطر.
2. شبكة المعارف هي المفتاح
أدركت الكاتبة أنها تمتلك شبكة علاقات كبيرة وواسعة نسبيا، وكان بناء العلاقات والحفاظ عليها دائما أمرا طبيعيا بالنسبة لها، كما كانت شبكتها المكونة من العملاء والشركاء الإستراتيجيين من أهم الأصول في عملها.
اعلان
الدرس المستفاد: أنت لا تعرف أبدا من سينتهي به الأمر إلى أن يصبح عميلا أو منافسا أو زميلا يوما ما، لذا كن لطيفا ومهنيا مع الجميع طوال الوقت.
3. استثمر في ذاتك
بعد حوالي 3 أشهر من إطلاق شركتها نظمت كاريتسكي مأدبة عشاء في مطعم لـ20 امرأة في مجال الأعمال التجارية تكن لهن الإعجاب، بدءا من الزميلات السابقات إلى العميلات المحتملات إلى الأقران وحتى والدتها.
تجولت في الغرفة وقدمت نفسها شخصيا، وعلقت على أكثر ما يعجبها في كل ضيفة، لم يكن هناك هدف آخر، لقد تواصلت النساء مع بعضهن البعض بشكل جيد، وعزز هذا شراكات مهنية قيمة بالنسبة لها.
الدرس المستفاد: أنفق القليل من المال لإتاحة الفرصة لإنشاء علاقات شخصية.
4. إنه ماراثون وليس جريا سريعا
أكدت الكاتبة أنها لا تستطيع دائما التخطيط للأشهر المقبلة، فعندما أطلقت مشروعها حددت بعض أهداف الإنتاجية، ولكن سرعان ما أدركت أن كل هذا يستغرق وقتا وجهدا، لا يحدث ذلك بين عشية وضحاها، بل قد يحدث بشكل غير متساو على مدار العام، ففي عام مثل 2020 كان التحلي بالمرونة والذكاء أمرا بالغ الأهمية.
الدرس المستفاد: بغض النظر عن مدى الانشغال أو الإرهاق الذي قد تشعر به خذ دقيقة للتنفس وحدد الأولويات، إذا كانت الأمور مستقرة فلا بأس بذلك، يوفر وقت التوقف عن العمل فرصة للقراءة والتأمل ووضع الإستراتيجيات والتواصل.
5. أدوات التتبع البسيطة والدقيقة هي أفضل حليف
تعتمد كاريتسكي على برنامج مايكروسوفت إكسل، لتتبع إيراداتها ونفقاتها، ومن الضروري تحديثها، كما تعتمد على نظام "آوت لوك" (Outlook) لإدارة المهام.
الدرس المستفاد: لكي تكون منتجا يجب أن تكون منظما.
6. من المهم أن تكون قادرا على قول لا
أوضحت كاريتسكي أنها تحب أن تعطي الناس ما يريدون، لكن في بعض الأحيان لا تتوافق رغبات أو مطالب الآخرين مع ما تراه الأفضل بالنسبة لهم أو ما يناسبها.
وعند إجراء هذه المحادثات الصعبة تحاول أن تكون مختصرة ومباشرة ومستندة إلى الحقائق، وفي بعض الأحيان يستغرق الأمر أكثر من مناقشة محرجة.
الدرس المستفاد: إن تحدي العميل أو الاختلاف معه يتطلب الثقة، ولكن من الضروري الحفاظ على "مراقبة ذات جودة" على العمل والوقت.
وفي الختام، أشارت الكاتبة إلى أن العديد من رواد الأعمال الناجحين يتمنون لو أنهم بدؤوا رحلتهم في وقت مبكر، وتقول إنه عليك أن تكون مستعدا للعمل الشاق ولخيبة الأمل وللمجهول، وعلى استعداد لتحمل مخاطر كبيرة.
وتؤكد كاريتسكي أنها لم تندم أبدا على 15 عاما أمضتها في بناء المهارات واكتساب الثقة، لأن ذلك أفادها في بعث مشروعها الخاص.
المصدر : مواقع إلكترونية