تشير دراسة حديثة إلى أن نوعا من الدهون يقلل خطر الموت بمرض فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19″، فما هو، وأين يوجد؟
أجرى الدراسة باحثون من الولايات المتحدة في مركز سيادرس سينيا (Cedars-Sinai) الطبي، ونشرت في مجلة "البروستاغلاندين، الليكوترين والأحماض الدهنية الأساسية" (Prostaglandins, Leukotrienes & Essential Fatty Acids).
والدهون التي وجد الباحثون أنها تقلل الموت بكوفيد-19، هي أحماض "أوميغا 3 الدهنية" (omega-3 fatty)، وتوجد في زيت السمك (Fish oil) والسلمون والرنجة والماكريل والسردين، كما تتوافر في صورة مكملات غذائية.
نؤكد هنا أن المعلومات التي سنعرضها هنا للاسترشاد، فزيت السمك ليس علاجا لكوفيد-19 وليس بديلا عن إجراءات الوقاية من المرض مثل التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات والنظافة الشخصية. وعليك أيضا استشارة طبيبك حول كيفية الحصول على "أوميغا 3″، وهل يناسب حالتك ويمكن أن يساعدك في تقليل خطر مضاعفات "كوفيد-19″؟
قام الباحثون بقياس مؤشر أحماض "أوميغا 3" في الدم من 100 مريض مصاب بفيروس "كوفيد-19″، وتم تحليل خطر الموت. ووجد الباحثون أن ارتفاع مستوى أحماض "أوميغا- 3" قد يقلل من خطر الوفاة بكوفيد-19، وذلك بنسبة 75%
وقال الباحثون إن لأحماض أوميغا 3 الدهنية طويلة السلسلة "حمض إيكوسابنتانويك" (Eicosapentaenoic acid EPA) و"حمض الدوكوساهيكسانويك" (Docosahexaenoic acid DHA)، خصائصَ مضادةً للالتهابات قد تساعد في تقليل معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات الناجمة عن عدوى "كوفيد-19".
وذكر الباحثون أن مرض "كوفيد-19" الشديد والمميت، يحدث جزئيا، عن طريق الارتفاعات السريعة للسيتوكينات الالتهابية مثل "تي إن إف ألفا" (TNF-alpha) و"إنترلوكين 1 بيتا" (IL-1β) و"إنترلوكين 6″ (IL-6)، مما يؤدي إلى متلازمة إطلاق السيتوكين أو "عاصفة السيتوكين". ووفقا ذلك تتمثل إحدى الطرق الوقائية لعدوى "كوفيد-19" في تقليل إطلاق السيتوكين.
وفي عاصفة السيتوكين تحدث استجابة مناعية خطيرة، حيث يتم إنتاج الخلايا المناعية بشكل مفرط وتدخل إلى الرئتين، مما يقود إلى تدهور في الجسم يشبه تسمم الدم. يرافق هذا تراجع في القدرة على التنفس والتهاب رئوي، مما قد يقود في النهاية إلى الموت.
السيتوكين
ولأحماض "أوميغا 3" طويلة السلسلة الموجودة في زيت السمك عدد كبير من الأنشطة البيولوجية، بما في ذلك تعديل الاستجابات الالتهابية المعدلة بشكل مباشر وغير مباشر وتعديل إطلاق السيتوكين وتقليله.
وقال الباحثون إن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات حول العلاقة بين أحماض "أوميغا 3″ الدهنية و"كوفيد-19".
ووفقا لمكتب المكملات الغذائية (Office of Dietary Supplements ODS)، توجد أحماض (DHA) و(EPA) في الأسماك وزيوت الأسماك وزيوت الكريل (krill oils)، لكن يتم تصنيعها في الأصل بواسطة الطحالب الدقيقة، وليس عن طريق الأسماك. وعندما تستهلك الأسماك العوالق النباتية التي تستهلك الطحالب الدقيقة، تتراكم "أوميغا 3" في أنسجتها.
وبعد ابتلاعها تتحلل الدهون الغذائية في تجويف الأمعاء ثم يتم امتصاصها، بمجرد دخول مجرى الدم، وتنتشر جزيئات البروتين الدهني داخل الجسم، لتوصيل الدهون إلى أعضاء مختلفة من أجل الأكسدة اللاحقة، أو التمثيل الغذائي، أو التخزين في الأنسجة الدهنية.
وتلعب "أوميغا 3" أدوارا مهمة في الجسم كمكونات الفسفوليبيد التي تشكل هياكل أغشية الخلايا، وخاصة في شبكية العين والدماغ والحيوانات المنوية
ووفقا لمكتب المكملات الغذائية فإن المأخوذ الكافي (Adequate Intakes AIs) من "أوميغا 3" يوميا لمن تجاوز عمر 14 عاما، من الذكور هو 1.6 غرام، والإناث 1.1 غرام، أما بالنسبة للحامل فهو 1.4 غرام يوميا، وللمرضع 1.3 غرام يوميا.
ويختلف محتوى "أوميغا 3" في الأسماك بشكل كبير، إذ تحتوي الأسماك الدهنية في المياه الباردة، مثل السلمون والماكريل والتونة والرنجة والسردين، على كميات عالية من "أوميغا 3″، بينما تحتوي الأسماك قليلة الدهون -مثل القاروص والبلطي وسمك القد- على نسبة أقل.
ويعتمد محتوى "أوميغا 3" في الأسماك أيضا على تكوين الطعام الذي تستهلكه الأسماك، وعادة ما تحتوي الأسماك المستزرعة على مستويات أعلى من (EPA) و(DHA) مقارنة بالأسماك التي يتم صيدها من البرية، لكن ذلك يعتمد على الطعام الذي تتغذى عليه.
الجزيرة نت