لا زال الاحتلال الإسرائيلي يمنع المصلين من الدخول إلى المسجد الأقصى، بذريعة الإجراءات الصحية والطوارئ التي فرضتها أزمة انتشار وباء كورونا، ومنعت الصلاة في المسجد منذ أشهر، والتي زادت تشددا في الأربعين يوم الأخيرة، باستثناء المجاورين له في البلدة القديمة.
وأقامت شرطة الاحتلال حواجز على مداخل البلدة القديمة، واضطر المصلون إلى أداء صلاة الجمعة أمام ساحات باب العامود، أبرز أبواب القدس.
وتناقلت مصادر إعلامية أخبارا عن انتهاء موعد المنع الذي حددته سلطات الاحتلال في الثامن من فبراير، وعليه وبعد 40 يوماً من المماطلة وفرض الإغلاق الشامل، وجب على الاحتلال أن يسمح للمصلين بالدخول إلى باحات الأقصى.
وقد أطلق مقدسيون حملة لشد الرحال نحو المسجد مطالبين بفتحه والسماح بالصلاة فيه، وعدم تركه للاحتلال ومستوطنيه للتفرد فيه وتنفيذ مخططات التقسيم التي يسعى لتحقيقها.
ويقول الدكتور عبد الله معروف المختص بقضايا القدس بأن الإغلاق الصهيوني في القدس انتهى الأحد الماضي، لافتا إلى أن ذلك الإغلاق لم يطبقه الاحتلال إلا على المقدسيين وعلى المسجد الأقصى المبارك فقط.، فيما ترك مستوطنيه يسرحون ويمرحون بعشرات الآلاف دون حسيب ولا رقيب!
ويلفت معروف إلى أن الواجب الآن الوجود بقوة وكثرة في المسجد الأقصى المبارك، ودعم تجار البلدة القديمة في القدس الذين تضررت مصالحهم ووقفت تجارتهم بعد هذا الإغلاق الانتقائي، والحرص على شراء الحاجيات بأقصى طاقة ممكنة من تجار البلدة القديمة.
وأفاد مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر كسواني، في تصريح صحفي، بأن دعوة شد الرحال هي رد طبيعي على اغلاق دام أكثر من أربعين يوما بحجة كورونا، ولكنه تحول لحصار للبلدة القديمة بشكل خاص وهذا الحصار يشمل المحلات والمتاجر القديمة التي عانت من خسائر كبيرة جراء هذا الاغلاق.
وينوه الكسواني إلى أن الحصار للبلدة القديمة بالقدس المحتلة والمسجد الأقصى تزامن مع جولات استيطانية بحماية جيش الاحتلال الصهيوني داخل باحات الأقصى.
من ناحية أخرى، وفي ظل منع المصلين من سكان الضفة والقدس من دخول الأقصى، رصدت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس اقتحام 18526 متطرفًا يهوديًا، خلال أشهر الاغلاق وتحت حماية القوات الإسرائيلية.
كما أن المؤشرات والمعطيات كافة تدل على تصاعد في وتيرة الانتهاكات بحق المسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة، وبطريقة انتقائية بينما تسير وتيرة الحياة بشكلها الاعتيادي في بقية الأماكن والأحياء في مدينة القدس رغم جائحة كورونا.
ويذكر أنه في وقت سابق من العام الماضي، دعا وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان إلى منع فلسطينيي الضفة الغربية من دخول الأقصى حتى لا ينقلوا الفيروس، بعد اكتشاف الحالات الأولى في بيت لحم.
وحاولت الشرطة (الإسرائيلية) استغلال إعلان الحكومة لإجراءات إضافية لمكافحة الوباء، وأغلقت المسجد الأقصى بينما أبقت على اقتحامات المتطرفين اليومية بالإضافة إلى أعمال الحفر، مستغلة أزمة كوروناز وقد انتهى هذا الاستغلال بإغلاق سبعة من أبواب الأقصى وفتح ثلاثة.