قائمة الموقع

أثار سبسطية.. تاريخ سرقته (إسرائيل)

2021-02-09T20:23:00+02:00
سبسطية
الرسالةنت- رشا فرحات

ليس جديدا على لصوص التاريخ الفلسطيني ما حدث مؤخرا في سبسطية، حينما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي الموقع الأثري المعروف في البلدة الواقعة شمال نابلس، والتي ينتظر أهلها أن توضع على خارطة السياحة العالمية، باعتبارها واحدة من المواقع الأثرية الفلسطينية الأكثر أهمية، وليضمنوا حمايتها من السرقات (الإسرائيلية) المستمرة.

وقال رئيس بلدية سبسطية محمد عازم، إن جنود الاحتلال اقتحموا الموقع الأثري في البلدة وأغلقوه أمام المواطنين، وحاولوا إنزال العلم الفلسطيني من فوق أحد الأعمدة الأثرية في الموقع.

وتتعرض بلدة سبسطية لاقتحامات متكررة من قوات الاحتلال العسكرية، والإغلاق المتكرر لقلعتها الأثرية، لتأمين دخول سياح يهود يؤدون طقوسا دينية، بزعم أن المكان يعتبر أحد الحدائق (الإسرائيلية) الأثرية.

وتطوق مستوطنة “ليشم” قلعة سبسطية من جهاتها الأربعة وقد دمرت في طريقها بعض الأماكن الأثرية التابعة للقلعة وأبقت جزءا من القلعة فقط مطوقا بالاستيطان.

وفي منتصف العام الماضي أصدرت (إسرائيل) قرارا عسكريا يقضي بمصادرة أراضي قلعة دير سمعان ودير قلعة الواقعة بين أراضي بلدتي كفر الديك ودير بلوط في مدينة سلفيت شمال الضفة الغربية.

وتعتبر دير سمعان خربة أثرية بيزنطية تقع على قمة تلة ارتفاعها 350 مترًا عن سطح البحر، وتبلغ مساحتها حوالي 3 دونمات، وتقع على بُعد ثلاثة كيلومترات من الشمال الغربي لبلدة كفر الديك غرب محافظة سلفيت، وهي منطقة يعود عمرها التاريخي إلى أكثر من 1600عام.

ويسعى الاحتلال لتحويل المواقع الأثرية إلى مناطق ترفيهية ومتنزهات للمستوطنين ولتزوير واقعها الأثري كحضارة تعاقبت عليها عصور تاريخية طويلة، وقد فعلها وبدأ ببناء مجمع سكني استعماري مبتلعا جزءا من الآثار القديمة في المنطقة تدريجيا حتى أحيط المكان الأثري بالاستيطان من كل الجهات.

وتسمى سبسطية على اسم الملك الروماني في ذلك العصر، وتعتبر أكبر موقع أثري فلسطيني فاق عمر آثارها الأربعة آلاف عام، حيث تمتد العصور التاريخية التي عمرت سبسطية من العصر البرونزي وحتى العصر الكنعاني وفيها آثار متبقية من مدينة شكيم الكنعانية.

وعلى من يريد الدخول إلى سبسطية أن يجتاز حاجز حوارة، أكبر الحواجز العسكرية في الضفة الغربية، وبعد اجتياز الحاجز يمكنك الدخول إلى قلعة سبسطية التي لا زالت ممتدة وتستقبل كل يوم عشرات الإسرائيليين حيث يقيمون حفلاتهم وعباداتهم في منطقة البازيلكا الرومانية، والتي يسميها سكان المنطقة الفلسطينيون بالبيادر، وفيها ثمانية أعمدة وبقايا أرضية فسيفساء قديمة.

كما شكلت سبسطية موقعا مسيحيا مهما، وفيها بقايا لكنيسة بيزنطية مخصصة ليوحنا المعمداني، حيث تقول الأساطير أنه أعدم ودفن فيها، وهناك كنيسة صليبية أخرى تحولت إلى مسجد قائمة في القرية الفلسطينية ويشكل أثرا تاريخيا هاما.

بالرغم من أهمية سبسطية التاريخية، بالكاد تم إجراء أبحاث أثرية في الموقع، ولقد كانت آخر حفريات أثرية ودراسات حقيقية قد جرت في الموقع عام 1967، عندما كانت الضفة الغربية لا تزال تحت سيطرة الأردن.

وقد بنت السلطة الفلسطينية مركز التفسير في داخل المنطقة التاريخية بتمويل من اليونسكو لتثقيف الزوار القلائل عن تاريخ المنطقة الأثرية داعية لانسحاب ما تسمى سلطة الطبيعة والحدائق (الإسرائيلية).

ولكن مركز التفسير لا يعرض الكثير من المعلومات، ولا يرد على كثير من التساؤلات، وتبقى التوعية بأهمية المكان التاريخية مجهودات شخصية وصفحات لمرشدين سياحيين فلسطينيين على فيس بوك تولوا مهمة الحفاظ على ما تبقى من أثار تاريخية فلسطينية، قبل أن يسرقها الاحتلال بالكامل.

اخبار ذات صلة