قائمة الموقع

هل يذهب عباس بفتح موحدة للانتخابات؟

2021-02-10T11:11:00+02:00
محمود عباس
الرسالة نت- شيماء مرزوق

تفرض الانتخابات الفلسطينية ملفات عديدة على أجندة الأحزاب الفلسطينية مع قرب العملية الانتخابية، والتي يرغب الجميع أن يزيد من أرصدته عبر الصناديق.

الانتخابات ملف سيفرض نفسه على الاجندة العربية وليس الفلسطينية فقط، باعتبار أن النتائج ستؤثر على المشهد السياسي العام، واستعداداً لهذا السباق فإن مصر والأردن تمارسان ضغوطا على رئيس السلطة محمود عباس من أجل التصالح مع محمد دحلان وتريدان أن تتم هذه المصالحة قبل الانتخابات لتلافي فوز حركة حماس.

وبحسب التفاصيل التي سردها دبلوماسي عربي، فإن التقدير لدى مصر والأردن هو أن الخلاف بين عباس ودحلان سوف يؤدي إلى تشتيت أصوات حركة فتح وتفتيتها، وهو ما سيجعل حركة حماس تستفيد منه انتخابيا، ما يُهدد بفوز جديد للأخيرة في الانتخابات المقبلة.

وكشف المصدر أن "زيارة مديري المخابرات الأردنية والمصرية في السابع عشر من الشهر الماضي إلى رام الله ولقاءهما الرئيس محمود عباس، كان يصب في هذا الإطار"، لافتا إلى أن الزيارة كانت بعد يومين فقط من صدور المراسيم الرئاسية بإجراء الانتخابات الثلاثة: التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني، قبل نهاية العام الحالي.

الموقف المصري الأردني ليس جديدا فقد حاولت الدولتان مراراً رأب الصدع الفتحاوي الداخلي لكن يبدو أن الضغوط ستزداد حالياً مع قرب الانتخابات حيث أن مصر والأردن ومن خلفهما الإقليم العربي يرغبان في أن تدخل فتح الانتخابات قوية وألا تتم إذا ظلت الحركة مشتتة، وذلك عبر تشكيل قائمة فتحاوية موحدة تضم مرشحي عباس ودحلان معا، لضمان أن تكون الحركة قوية في مواجهة حماس.

وليس سراً أن كلّا من مصر والأردن والإمارات، تعمل بشكل واضح على إدخال دحلان وتياره إلى الحياة السياسية، وتريد لهم أن يشاركوا في مؤسسات السلطة الفلسطينية.

من ناحية أخرى فإن الهدف الأساس لمحاولة ترميم البيت الفتحاوي هو مواجهة حماس ومحاولة تحجيم قوتها بالاحتواء عبر صناديق الاقتراع وذلك لا يمكن أن يجري في ظل الصراع الفتحاوي الداخلي.

الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة أكد في مقال له أن ملف المصالحة الفتحاوية الداخلية سيكون على الاجندة الخفية للحوار الذي بدأ في القاهرة بين الفصائل الفلسطينية لترتيبات المرحلة القادمة.

وقال "مصر ليست مجرد وسيط، بل فاعل مؤثر، له توجهاته من الحوار الفلسطيني الداخلي، التي تتركز أساسا على إعادة ترميم تداعيات انتخابات 2006 التي جاءت بحماس الى الحكم، مع رؤية واقعية لدى السلطات المصرية التي تعترف بقوة وحضور حماس اللذين لا يمكن تجازوهما، لكن القاهرة تفضل تحجيمها، إذا استطاعت فتح تجاوز أزمتها الداخلية، وأنهت مصارعة الديوك داخلها.

ورغم حاجة عباس لدخول الانتخابات بفتح قوية موحدة إلا أن رئيس السلطة الثمانيني العنيد، الذي رفض كل مبادرات الصلح سابقاً، لا يبدو أنه قد يقبل بها في الوقت الراهن حتى لو على حساب تشتيت أصوات فتح الانتخابية.

وقد واجه عباس سابقاً ضغطا هائلا مما سمي في حينه الرباعية العربية المشكلة من مصر والأردن والسعودية والامارات لفرض مصالحة مع دحلان، لكنه نجح في تجاوز هذه الضغوط.

اخبار ذات صلة