غزة – الرسالة نت
جرت في مدينة غزة امس الخميس مراسم زفاف لـ مئة عريس وعروسة في حفل زفاف جماعي ، غالبيتهم من أبناء الشهداء والأرامل جراء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة قبل تسعة شهور.
وجرى الاحتفال في قاعة أفراح بمدينة غزة وسط أجواء احتفالية ذات طابع إسلامي محافظ عبر الفصل بين العرسان.
وارتدت العرائس عباءات سوداء وخمار يغطي الوجه فيما ارتدى الرجال أيضا الزي الأسود.
وأحضرت عدد من الزوجات من أرامل الشهداء أطفالهن الأيتام وسط أناشيد زفاف إسلامية وارتدى بعض الأطفال بدلة العريس وفستان العروس.
ورعت حفل الزفاف الهيئة الخيرية لإغاثة الشعب الفلسطيني بالتعاون مع حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وبدعم من عدة دول خليجية، ووزعت خلال الحفل هدايا على العرسان منها أثاث لمنازلهم الجديدة.
وقال إبراهيم النجار مسئول الهيئة الإسلامية في غزة :" إن العرس الجماعي "يأتي للتخفيف عن أبناء الشهداء وإدخال البسمة على عوائلهم المكلومة بفقدان أبائهم خلال الحرب الإسرائيلية الأخير".
وذكر النجار أن حفل الزفاف الجماعي تضمن مئة عريس وعروس غالبيتهم فقدوا أباءهم أو أشقاءهم أو أزواجهم أو دمرت منازلهم في الحرب الإسرائيلية الأخيرة.
وشنت إسرائيل هجوما على قطاع غزة الذي يقطنه مليون ونصف المليون فلسطيني في الفترة الممتدة من 27 كانون أول /ديسمبر حتى 18 كانون ثان/ يناير الماضي وخلفت أكثر من 1440 شهيدا وخمسة ألاف جريح.
وقال أحمد (عريس) إنه قرر الزواج للمرة الأولى من أرملة ناشط استشهد في الحرب الإسرائيلية وعبر حفل الزفاف الجماعي "تأكيدا على رغبة شعبنا في الصمود والبقاء".
وأعرب أحمد ، بينما كان يتوسط أقرانه العرسان ، عن سعادته في المشاركة في هذا الاحتفال " الذي يؤكد تمسك الشعب الفلسطيني بالفرحة والعيش بكرامة وفي الوقت ذاته الصمود في وجه الاحتلال".
من جهته قال عريس أخر هو عبد الله حنون إنه كان يتمني لو أن والده الذي قضى في القصف الإسرائيلي إبان الحرب حاضر في حفل زفافه "الذي هو فرحة العمر".
وأضاف أنه يشعر وعائلته رغم ذلك بروح والده تشاركهم الفرحة بينما يزف مع "مقاومين وجرحى من الحرب".
ودأبت جمعيات وفصائل فلسطينية في قطاع غزة على رعاية احتفالات زفاف جماعي منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية للتخفيف من حدة أثارها لدى عائلات الضحايا وتحديا للحصار الإسرائيلي المشدد على القطاع منذ أكثر من عامين.
وقال خالد البطش عضو القيادة السياسية لحركة الجهاد الإسلامي إن الشعب الفلسطيني عازم على نيل حقه في العيش الكريم والتعبير عن الفرح رغم ما يقاسيه من مصاب وأحزان.
وأضاف البطش :" نبعث عبر هذا الحفل برسالة واضحة تؤكد أن شبابنا يفرحون عند الفرح كما كل الشعوب ويكونون ذوي بأس عند مواجهة الاحتلال والدفاع عن أرضهم الفلسطينية".