أصحاب الأحلام العظيمة التي تنشأ في سن مُبكرة من أعمارهم لا يعرفون إلا طريق النجاح وبلوغ الهدف، وكل لحظة لديهم هي سُلم الصعود الذي يسيرون عليه كل يوم، إيمان إياد الطيب هي واحدة من هذه الفئة، لكنها تميزت بحُلم فريد ونجاح باهر.
قبل عشرة أعوام من اليوم نضج شغف الطيب ذات الرابعة والعشرين من حُب التعلم والتجربة في فن الكويلنج إلى الإتقان والظهور.
فتروي خريجة اللغة العربية لنا خلال اتصال هاتفي أنّ بداية هذا الفن كانت من خلال رؤيته على الإنترنت ثم تحولت الرؤية إلى رغبة في التعلم قادتها للبحث والتوصل للأساسيات الخاصة به ثم إتقانه.
وتقوم فكرة "الكويلنج" على لف الورق المقوى الملون وتشريحه بشكل متساو في الطول والسمك بواسطة أدوات خاصة وتشكيله على لوحة؛ تعبر عن موضوعات مختلفة كالمناسبات وأعياد الميلاد والأفراح والتخرج وغيرها.
عدم شيوع هذا الفن في غزة والمعروف عالميًا باسم "الكويلنج" أرشد إيمان لإبرازه وتطويره وإرشاد الناس إليه؛ ليكون في مقدمة الفنون الجديدة، فكان له ظهور مميز منح إيمان لقب ملكة الورق لدورها في تطوير هذا الفن.
طريق الطيب لم يخل من صعوبات كانت دافعًا لها للمواصلة فكان عدم توافر الأدوات الفنية الخاصة بهذا الفن رغم بساطتها تحديا واجهته.
تقول "للرسالة": عدم توفر الأدوات اللازمة لم يكن مانعًا لي من المواصلة فقد وجدتُ البدائل رغم أنها تأخذ وقتا أكبر لإنجاز العمل لكنها كانت تفي بالغرض.
شاركت إيمان في العديد من المعارض، فيما بات فنها يزين العديد من الهدايا حتى انضمت لفريق إعداد الهدايا الشهير في غزة والمعروف باسم " Surprise Company ".
وتشير إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي كان لها الدور الأبرز في شهرتها وتعرف الناس على فنها والتواصل معها لطلب الهدايا، مبينة أن الإنسان بطبعه يميلُ للشيء المثير والغريب لذا لاقى فنها غير التقليدي إقبالًا كبيرًا من الناس في غزة.
لم تقتصر بصمة إيمان المميزة في فن الكويلنج على الأشغال اليدوية بل اتجهت لتعليمه للأطفال كونه يفرغ طاقتهم ويروح عن أنفسهم وهذا ما رأته إيمان خلال عملها مدربة لهذا الفن لفئة الأطفال.
تعتقد الطيب أن مشروع الكويلنج كان نقلة فارقة في حياتها فتقول: "إن في حياة الشخص لحظة فارقة قد تغير حياته، وفرصة قد تمنحه عمرًا إضافيًا فوق عمره إذا أحسن التقاطها وفتح نوافذ روحه وعقله لتتسرب إليها؛ ليشحذ بعدها الهمة والشغف من أجل أن يكون شخصًا مميزًا في هذا المجتمع.
ملكة الورق تتمنى أن ينتشر هذا الفن بشكلٍ أوسع مما هو عليه وأنْ يحظى باهتمام أكبر من المؤسسات المعنية بالفن.