أعلنت حركة فتح صباح السبت، عن لقاء جمع الرئيس محمود عباس والقيادي في الحركة ناصر القدوة في مدينة رام الله.
ومع قرب الانتخابات التشريعية والرئاسية يأتي لقاء عباس-القدوة بعد سلسلة من الأخبار المتداولة التي تكشف عن المزيد من تشرذم حركة فتح، والتي يخشى عباس من أنها قد تشهد انشقاقات في الحركة تؤدي إلى تعدد القوائم وتشتت الأصوات.
فقد قاطع القدوة اجتماع اللجنة المركزية الأخير ضمن "خطوات عملية" على الأرجح من جانبه لتشكيل أو دعم قائمة غير قائمة حركة "فتح" الرسمية في الانتخابات التشريعية المرتقبة، وذلك نتيجة غضبه من سياسة الرئيس عباس والمحيطين به.
ويبدو أن عباس الذي يحصد نتاج سياسته الإقصائية داخل فتح خلال السنوات الماضية، يدرك حجم الغضب الفتحاوي عليه ويحاول أن يسيطر على هذا الغضب عبر التفاهمات مع الرموز التي من الممكن أن تخرج من تحت عباءته وتذهب للترشح بعيداً عن الحركة مثل القدوة.
وقد هدد عباس خلال اجتماع المركزية الأخير أنه سيمنع بالقوة كل من يحاول النزول بقائمة بعيدة عن القائمة الرسمية للحركة وهو تهديد لا يستثني القدوة والاسير مروان البرغوثي.
وكان القدوة دعا البرغوثي إلى حسم أمره بسرعة فيما يتعلق بتشكيل قائمة انتخابية لخوض المنافسة على المجلس التشريعي القادم، مؤكدا دعمه للبرغوثي بالانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في يوليو/ تموز المقبل.
وجاءت تصريحات القدوة خلال مداخلة له في ندوة عبر تطبيق "زووم"، نظمها "معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية" تحت عنوان "السياسات الفلسطينية وتغير الإدارة الأميركية".
وقال القدوة: "هناك حاجة ملحة لإحداث تغييرات جذرية، وهي ممكنة عندما نقوم نحن في حركة (فتح) بأخذ تنظيمنا إلى مصافه الطبيعية من خلال موقف سياسي محترم ومفهوم ومقبول من الشارع، والانفتاح على القوى الفلسطينية الحية من مستقلين، ويسار سابق، ورجال أعمال وطنيين، ومنظمات مجتمع مدني".
من غير المعروف ما إذا كان البرغوثي سيتمسك حتى النهاية بكل مطالبه حول تشكيل قائمة "فتح" الرسمية، أم أنه سيتوصل إلى حل وسط مع عباس في المرحلة المقبلة.
وتفيد المصادر بأن "القدوة يشدد على أهمية أن يكون البرغوثي في قائمة التشريعي التي يقوم القدوة بالتشاور حولها مع عدد كبير من القيادات السياسية والشبابية الفلسطينية المختلفة، حيث يطرح القدوة أن يكون البرغوثي في رأس القائمة، لكن البرغوثي لم يحسم أمره بعد بالنسبة لقائمة التشريعي، فيما حسمه بالنسبة للانتخابات الرئاسية بالترشح".
وحتى الان ما زال القدوة والبرغوثي يرفضان أي تحالف مع القيادي المفصول من حركة "فتح" محمد دحلان، وقد قال القدوة حول دحلان: "هذه المجموعة لا تستطيع أن تشكل حالة مقبولة ومحترمة لدى الشعب الفلسطيني، بالرغم من المساعدات التي تقدمها للفقراء في غزة، لكن هذا لا يترجم إلى موقف سياسي.
وأقدم البرغوثي والقدوة على تحدي إرادة الرئيس الدكتاتوري ولكنهما يخشيان أن يتحملا مسؤولية وعبء الانشقاق عن فتح، لذا أبقيا الباب موارباً ففي حال قبل عباس بشروطهما حول شكل وآليات المشاركة في الانتخابات خاصة فيما يتعلق بالترشيح قد تمر المرحلة بأقل الخسائر والا فإن فتح تتجه نحو كسر عظم بين تياراتها المتصارعة بصمت منذ سنوات.