التزمت الإدارة الأمريكية الجديدة الصمت التام حيال مسألة الانتخابات الفلسطينية المزمع أن تبدأ في مايو المقبل على ثلاث مراحل، ويبدو أن الإدارة الجديدة لم تكن تتوقع أن الرئيس الفلسطيني جاد في مسألة الانتخابات، ولكن مع صدور المراسيم بدأت الولايات المتحدة تستوضح حول مسألة الانتخابات، في ظل مخاوف من مشاركة حماس واحتمالات فوزها.
ورغم التحول الطفيف في الموقف الأمريكي من مشاركة حماس في النظام السياسي الفلسطيني الا أنها ما زالت تتمسك بشروط الرباعية للاعتراف بأي حكومة تكون الحركة جزءا منها.
لذا فإن إدارة بايدن ليست متحمسة لانعقاد الانتخابات الفلسطينية، وتنظر إلى احتمال انعقادها بفتور، وتتمسك بالموقف الأميركي التقليدي الذي ينص على ان الخيار الديمقراطي هو شأن فلسطيني وضرورة "قبول المشاركين في العملية الديمقراطية للاتفاقات السابقة - أوسلو - ونبذ "العنف" والاعتراف بحق (إسرائيل) في الوجود".
وأحد أهم المخاوف بالنسبة للولايات المتحدة تأتي بالنظر إلى تحليلات عدد من الخبراء في واشنطن الذين يعتقدون أن "القوى الوطنية والعلمانية خاصة حركة فتح تتجه نحو خسارة أكيدة في حال انعقاد انتخابات حرة ونزيهة".
وبحسب تقرير للقناة الـ«12» العبرية، فإن إدارة بايدن طلبت من الرئيس عباس توضيحات بخصوص الشراكة مع حماس في الانتخابات الفلسطينية.
وبحسب التقرير، فإن الولايات المتحدة تريد الاطمئنان على أن أي حكومة فلسطينية قادمة، يجب أن تعترف (بإسرائيل) وتنبذ "العنف" وتحافظ على الاتفاقيات وتلتزم بها، وقد حاولت السلطة طمأنة الولايات المتحدة إنه لا خوف ولا قلق من خلاف أو صدام حول هذه المسألة، حيث أن «الانتخابات تجري تحت مظلة منظمة التحرير، والمنظمة ملتزمة بكل الاتفاقات، وأي حكومة يتم تشكيلها ستتشكل وفق ذلك».
وتفسر الصحيفة ذلك بأنها مسألة واضحة للجميع ولكل الفصائل الفلسطينية، فالكل متفق على سحب الذرائع من (إسرائيل) وعدم إعطائها أي سبب لمنع الانتخابات، أو حصار الحكومة القادمة أو التحريض عليها"، ولذلك لا تود حماس ترشيح أحد منها لمنصب الرئيس.
رد السلطة حول مسألة الانتخابات جاء سريعاً وحمل تطمينات كبيرة للولايات المتحدة حيث بعثت السلطة برسالة عرضت تسلسل الالتزامات الأخيرة من جميع الفصائل السياسية (بما في ذلك حماس) فيما يتعلق بالانتخابات:
الخطوة الأولى: اجتماع الأمناء العامين (قادة الفصائل (الأحزاب): التاريخ 3 سبتمبر 2020
وتوصلت خلاله جميع الفصائل السياسية بما في ذلك حماس في اجتماع جميع الأمناء العامين للفصائل السياسية الفلسطينية في 3 أيلول على ما يلي:
1. الالتزام بمعايير القانون الدولي.
2. الالتزام بدولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
3. الالتزام بمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها المظلة السياسية والممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.
4. الالتزام بمبدأ التداول السلمي للسلطة من خلال الانتخابات.
5. الالتزام بالمقاومة الشعبية (سلمية).
الخطوة الثانية: المراسيم الرئاسية نتيجة لما ورد اعلاه، فقد أصدر الرئيس محمود عباس المرسومين الرئاسيين التاليين الملزمين لأي فصيل أو شخص مرشح للانتخاب:
1. مرسوم انتخاب المجلس التشريعي الفلسطيني والرئاسي والمجلس الوطني الفلسطيني الصادر عن الرئيس عباس. ينص المرسوم بوضوح على أنه يستند إلى القانون الأساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية وأن المنظمة هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.
2. قانون الانتخاب المعدل الصادر عن الرئيس عباس، وينص بوضوح على أن قانون الانتخاب يستند إلى القانون الأساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية وأنها هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.
الخطوة الثالثة: شرط الانتخاب للترشيح (طلب الترشيح): يجب على كل شخص ينضم إلى الانتخابات أن يوقع على طلب ويقبل قانونًا أساسيًا للانتخابات وتعديلاته التي تُقر وتقبل القانون الأساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية وأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.