رفضت حركة طالبان اتهام الحكومة الأفغانية لها بالتنصل من اتفاق الدوحة ودعم تنظيمات إرهابية، بينها تنظيم القاعدة، واتهمت كابل بالتصعيد ضدها، في حين رأى الرئيس الأفغاني أشرف غني أن هناك فرصة للتوصل إلى سلام مع الحركة.
وتأتي الاتهامات المتبادلة بين الطرفين رغم اتفاقهما -خلال لقائهما أول أمس الاثنين في الدوحة- على مواصلة مفاوضات السلام التي كانت قد انطلقت بالعاصمة القطرية في سبتمبر/أيلول الماضي، قبل أن تتعثر بسبب تصاعد القتال في الميدان.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأفغاني رحمة الله أندر إن طالبان مستمرة في علاقاتها مع تنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية الأخرى، خلافا لما نص عليه اتفاق الدوحة الذي تم إبرامه قبل عام.
واتهم أندر طالبان بعدم خفض العنف، وتصعيد هجماتها في جميع أنحاء البلاد، وفق تعبيره.
لكن هذه الاتهامات نفاها محمد نعيم الناطق باسم المكتب السياسي لحركة طالبان عضو وفد الحركة إلى المفاوضات.
وفي مداخلة مع الجزيرة استنكر نعيم ما وصفه بتناقض تصريحات المسؤولين في الحكومة الأفغانية التي ترحب باتفاق السلام، وفي الوقت نفسه تذهب باتجاه التصعيد ضد الحركة.
وقال نعيم إن اتهامات الحكومة للحركة بأن لها صلات بجماعات إرهابية هي اتهامات قديمة ومكررة ولا أساس لها من الصحة.
وأضاف أن طالبان ملتزمة تماما بما ورد في اتفاقية السلام المبرمة بالدوحة، وأنها أثبتت ذلك، مشيرا إلى أن الحركة أوقفت عقب توقيع الاتفاقية عمليات كبيرة كانت تستهدف المقار العسكرية والأمنية، كما جمدت خططا للسيطرة على ولايات مثل قندوز (شمال) وقندهار (جنوب).
وكان الناطق باسم المكتب السياسي لحركة طالبان محمد نعيم قال في وقت سابق إن الحركة تريد إنهاء الحرب في أفغانستان بناء على اتفاقية الدوحة.
فرصة للسلام
من جهته، قال الرئيس الأفغاني أشرف غني خلال لقائه اليوم الأربعاء أعضاء في برلمان بلاده إن الفرصة الآن جادة أكثر من أي وقت مضى للتوصل إلى السلام مع حركة طالبان.
وأضاف غني أن ما قرره حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) في اجتماعه الأخير كان رسالة مهمة.
وخلال اجتماع لوزراء دفاع الناتو عقد الخميس الماضي عبر تقنية الفيديو، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن بلاده لن تقدم على انسحاب متسرع أو غير منظم من أفغانستان، مشيرا إلى أنه قدم ضمانات بذلك إلى نظرائه في الحلف.
بقاء القوات
ووسط التراشق بالتصريحات بين حكومة كابل وحركة طالبان، تزداد المخاوف من تصعيد ميداني أكبر بسبب قدوم فصل الربيع الذي يشهد عادة هجمات كبيرة لحركة طالبان، وبسبب تراجع فرص سحب القوات الأميركية من أفغانستان الذي يفترض أن يتم في مايو/أيار المقبل بموجب اتفاقية الدوحة للسلام.
وفي هذا الإطار، قررت الحكومة الألمانية تمديد مهام قواتها في أفغانستان حتى 31 يناير/كانون الثاني 2022.
ومع تصاعد أعمال العنف على الأرض قالت الحكومة الأفغانية إنها تريد انسحابا مدروسا للقوات الأجنبية، في حين هددت طالبان باستئناف القتال في حال عدم سحب تلك القوات في الموعد المتفق عليه.
وباتت الولايات المتحدة ودول أخرى منخرطة في عمليات حلف شمال الأطلسي بأفغانستان ترهن سحب قواتها باستقرار الوضع الأمني، معتبرة أن طالبان لم تلتزم بخفض العنف المنصوص عليه في اتفاقية السلام المبرمة بين الحركة وواشنطن قبل عام في الدوحة.
وعلى الأرض، قتل مسلحون الرئيس السابق لجمعية الصحفيين خليل نرمغو في ولاية بغلان (شمال أفغانستان).
وفي ولاية أوروزغان (جنوب شرق البلاد) لقي 10 أفراد من عائلة واحدة -بينهم 3 أطفال- حتفهم جراء انفجار محرك الحافلة التي كانت تقلهم.
المصدر : الجزيرة + وكالات