أكد نائب رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس موسى أبو مرزوق، أن تشكيل قائمة مشتركة مع فتح أصبح أمرا صعبا، في ظل تغير الأحوال والأوضاع والمواقف، قائلا ان هذه القائمة ليس لها فرص كبيرة في النجاح.
وقال أبو مرزوق لإذاعة "وطن"، أن حركة فتح حتى الآن تنتظر المشهد لأن هناك أكثر من حديث حول أكثر من قائمة، متابعا " كان هناك توافق سابق مع عضو مركزية فتح جبريل رجوب، بأن يكون هناك قائمة مشتركة تتحاور حولها فتح وحماس ولكن مع تغير الأحوال أصبح هذا الأمر صعبا!، وتابع "لا ندري، التصريح الأخير للرجوب يحمل في طياته أن فتح ستنزل بقائمة مع من يشاركها من الفصائل وهذا كله تم توضيحه فقط في الأيام الأخيرة".
وأكد أبو مرزوق أن حركة حماس سوف تجتمع وتتخذ القرار بكيفية مشاركتها في الانتخابات القادمة، ولكن من الواضح جدا أن تشكيل قائمة على مستوى الكل الفلسطيني في الضفة وغزة والقدس ليس لها فرص كبيرة في النجاح.
وتابع " سيكون لنا موقف، وقلنا قبل ذلك في أكثر من لقاء أن كل الخيارات مفتوحة حتى تتضح مواقف كل الفصائل من الموضوع، والان اعتقد ان كثير من الفصائل أوضحت مواقفها، بالتالي حماس ستلتقي وتتخذ موقفا حول كيفية الدخول الى الانتخابات، وما هو شكل القائمة لدخولها الانتخابات."
وحول تعامل حماس مع نتائج الانتخابات إن جرت، قال أبو مرزوق بالتأكيد ان حماس وبقية مكونات الشعب يجب أن يعترفوا بالانتخابات ونتائجها، ويتعاملون على هذا الأساس، وبالتالي الرأي الذي قدمته حماس هو الذهاب لحكومة توافق وطني ووحدة وطنية حتى لو فازت في الانتخابات.
وأضاف أن حكومة الوحدة الوطنية حين تشكيلها يجب أن تمارس كامل صلاحياتها على الضفة وغزة والقدس، مشيرا انه على مدار كل السنوات السابقة كان هناك سلطة في غزة وسلطة في رام الله، والان ستأتي حكومة وحدة وطنية ستدير الأمر كله، ومن المفترض أن تتعامل مع الشقين بعدالة وميزان واحد وألا يكون هناك شرق وغرب في التعامل.
وحول الحديث عن تأجيل حوار الفصائل المقرر خلال آذار الجاري في القاهرة لبحث انتخابات المجلس الوطني لمنظمة التحرير، أكد أن الحديث والأخبار التي يتم تداولها عن تأجيل الحوار شيء مفاجئ، مضيفاً "إذا كان الخبر صحيح فهذا مقدمة وتمهيد لـ "نقوص" في موضوع الانتخابات الكلية".
وحول احتمالية تأجيل الانتخابات قال أبو مرزوق: واضح جدا إذا كان هناك تلاعبا في التواريخ التي تم التوافق عليها، إضافة إلى أن معظم الأمور التي تم الاتفاق عليها حتى الآن لم يجري بشأنها أي إجراء، فنحن نعم متخوفون ألا يكون هناك انتخابات خاصة في ظل ما نسمعه من أحاديث كثيرة، حول قوائم مختلفة وعدم وجود توافق داخل فتح، بالتالي هناك تخوفا ألا يكون هناك انتخابات وهذا شيء مزعج.
وحول وجود تفاهمات بين حماس وفتح، على دعم حماس للرئيس محمود عباس في انتخابات الرئاسة، أكد أبو مرزوق أنه كان هناك تفاهمات سابقة في إسطنبول، حول القائمة المشتركة بين فتح وحماس ودعم انتخاب الرئيس محمود عباس لرئاسة السلطة، وحول منظمة التحرير والتوافق عليها، ولكن هذه التفاهمات انتهت ولم تعد قائمة وأصبح هناك مسارا اخر، وحتى الآن لم نتخذ أي قرار بخصوص انتخابات الرئاسة.
وحول وجود أي تفاهمات على الملفات الهامة بين فتح وحماس قبل إجراء الانتخابات، قال: نحن خضنا سابقا حوارات طويلة مع فتح وتوصلنا إلى نهايات وأوراق تم توقيعها في كل الملفات، ولكن للأسف لم يطبق أي منها، ولذلك كان المخرج لكل شيء هو الانتخابات ونرجو ان تكون بالفعل هي المخرج.
وبين أبو مرزوق أن رأي حماس كان مع خوض حوارات جديدة قبل الانتخابات، حول كل الملفات الجوهرية، لكن فتح أرادت أن يكون المرسوم الرئاسي بإجراء الانتخابات قبل كل شيء، وأصروا أن يكون المرسوم سابق لكل الملفات والحوارات على المستوى الوطني، حتى نخرج بنتائج ثم تكون الانتخابات على قاعدة متفق عليها في كل الملفات.
وقال: "كالعادة أمام إصرار فتح أن تكون المراسيم الانتخابية قبل الحوارات، وافقنا وتم اعلان المراسيم ثم جرت الحوارات، ومخرجات حوار القاهرة كانت واضحة وكان الحوار في مجمله حول الانتخابات، وتم تأجيل الكثير من القضايا التي لم نكن نرغب بتأجيلها سواء ما يتعلق بالمجلس الوطني الفلسطيني وما يتعلق بالمؤسسات ووحدتها، والإجراءات العقابية وغيرها."
أما فيما يتعلق بموضوع المعتقلين السياسيين، قال ابو مرزوق ان حماس أطلقت سراح 45 مسجونا أمنيا داخل غزة، وباقي 40، ولكن في المقابل، لا يوجد أي تغيير في الضفة تجاه مرسوم الرئيس المتعلق بالحريات، ولم نرى أي تغيير، بينما في غزة هناك حرية مطلقة لكل التنظيمات وليس فقط لفتح، والحرية مطلقة ليس فقط من حيث العمل التنظيمي والسياسي، انما أيضا المقاوم وغيره.
وبين ابو مرزوق أن الخطوة الأولى لحماس بعد مرسوم الرئيس هي إطلاق سراح 45 من المسجونين، ولكن نريد أن نرى نفس الشيء من قبل فتح في الضفة؟
وقال أبو مرزوق "اليوم نشاهد اعتقالات في صفوف حماس في الضفة من الاحتلال، كما يقوم الاحتلال بإرسال بلاغات مستمرة لكل رموز حماس في الضفة، من أجل ثنيهم عن المشاركة في الانتخابات"، متسائلا "ما موقف السلطة من كل هذه الإجراءات خاصة ان هناك تعاونا بين الطرفين حسب ما نصت عليه الاتفاقيات السابقة".
وبين أبو مرزوق ان هذا التدخل الإسرائيلي بانتخابات الشعب الفلسطيني فيه مصلحة للاحتلال، فهم يريدون توجها معينا للانتخابات، وإفرازات معينة وليس هناك قراءة أخرى لكل هذه الاعتقالات والبلاغات.
وحول تحمل حماس المسؤولية عن الانقسام طيلة السنوات السابقة، قال أبو مرزوق: الشعب يراقب والشعب هو من وقعت عليه كل الأحداث السابقة، وهو من عاش كل الفترات السابقة، متابعا " نحن نجحنا في انتخابات رفضتها فتح عمليا ووافقت عليها صوريا، ثم وقف العالم وبعض دول الإقليم في وجه نتائج الانتخابات وخيارات الشعب، ولم ينجحوا هذه التجربة وحاولوا تغيير المشهد بوسائل مختلفة منها القوة."
وتابع "ما نتج عن ذلك هو حكم لفتح في الضفة وإدارة" لحماس في غزة، ولم يكن هذا حكما لأنه نحن منذ اليوم الأول عرضنا على أبو مازن العودة الى القطاع ورفض واعتذر، وكان هذا في أول أيام الخلافات، أما عنوان السلطة بقي في الضفة وغزة."
وأوضح أبو مرزوق "أن موقف حركة حماس منذ اللحظة الأولى هو أن هذا الانقسام غير طبيعي، وانطلاقا من ذلك حاورت الحركة فتح وهي صاحبة الولاية الشعبية، وقدمت تنازلات مستمرة كان آخرها تنازل إسماعيل هنية عن رئاسة الوزراء وتسليمها للدكتور رامي الحمد الله، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، ولكن سرعان ما أصبحت تحكم في رام الله وتزيد من العزل على غزة."
وأوضح أبو مرزوق ان الإجراءات العقابية آنذاك بقيت مستمرة على القطاع، وجعلت الشعب ينظر بامتعاض لكل هذه الإجراءات، وعندما بذلت حماس كل ما في وسعها من أجل وحدة الشارع الفلسطيني، لم يكن هناك تجاوبا من قبل فتح.
وقال أبو مرزوق " ان الموافقة على الانتخابات الأخيرة، والذهاب الى آخر المشوار كما يريده أبو مازن، وبكل الشروط التي تم وضعها وهو النسبية الكاملة والتتابع بالانتخابات كان لسبب واحد فقط لأننا نحن تحت الاحتلال ولا يجوز لشعب تحت الاحتلال ان يتفرق ويتمزق ويجب ان نكون وحدة واحدة".
وأضاف: حماس وافقت على كل ما أراده الرئيس محمود عباس من تصور للوضع الفلسطيني، في النهاية حماس ذهبت الى آخر المشوار حتى تحقق الوحدة والانسجام الفلسطيني، وهذا ما انطلقنا منه في مشوارنا الأول نحو الموافقة على الانتخابات على قاعدة المقاومة الشاملة، وعنوانها في هذه المرحلة المقاومة الشعبية، وتم التدحرج في هذه الفكرة بالأساس حتى تكون الانتخابات هي العنوان وحماس قدمت كل ما في وسعها من أجل تحقيق المصالحة والوحدة الوطنية.
وحول علاقة حماس مع الإدارة الامريكية الجديدة، أكد أبو مرزوق انه لا يوجد أي اتصالات مباشرة او غير مباشرة مع الإدارة الامريكية، ولكن هناك تواصلا مع الأوروبيين.
وقال: نعم تواصلنا مع مختلف الدول الأوروبية بصورة مباشرة وغير مباشرة، والدول الأوربية موقفها من الانتخابات إيجابي وهي مستعدة لمراقبة الانتخابات ولكن بالنسبة للاعتراف بنتائج الانتخابات، أجلته الدول حتى ترى النتائج ثم تقرر في حينه ما هو الموقف.