الفأر الأمريكي ينحني للبعبع الصهيوني !!

الرسالة نت - كمال عليان

لم تستطع الولايات المتحدة الأمريكية حتى هذه اللحظة من ثني رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو عن قراره باستمرار بناء المستوطنات من أجل تواصل المفاوضات مع سلطة فتح.

ولكن يظهر نتنياهو بشخصية الممثل غير المبالي لكل الانتقادات التي يتعرض لها وحكومته في المسرحية الصهيونية الأمريكية التي يخرجها الرئيس الأمريكي أوباما، فيما يتسارع نتنياهو لمواصلة الاستيطان في كل مناطق الضفة الغربية والقدس.

مختصون في الشأن الإسرائيلي أكدوا أن الولايات المتحدة الأمريكية باتت تركز على مصالحها مع (إسرائيل) وتؤجل مصالحها مع العرب، معتبرين في أحاديث منفصلة لـ"الرسالة نت" أن الموقف الأمريكي أصبح موقف الصهيوني وذلك بعد هزيمة أوباما في انتخابات الكونغرس.

وكانت الولايات المتحدة اقترحت على (إسرائيل) اتفاقا أمنيا لمدة 10 أعوام مقابل تجميد جزئي للاستيطان خارج مدينة القدس، الأمر الذي وصفه بنيامين نتنياهو بالعرض "السخي".

وكانت أمريكا قد مدت الكيان الصهيوني قبل أيام بشحنة كبيرة من القنابل الذكية التي تصيب هدفها بشكل دقيق، وذلك تحضيراً لحرب قادمة تحضر لها الأخيرة ضد مربع المقاومة الإقليمي والدولي.

موقف خطير

المختص في الشئون الصهيوني محمد مصلح يرى أن (إسرائيل) تقف حاليا موقف القوي بعد هزيمة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الانتخابات النصفية للكونغرس الأمريكي.

وكان اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة قد شن حملة انتقادات لاذعة للرئيس الأمريكي أوباما، الأمر الذي جعل منصب أوباما كرئيسا لأمريكا في مهب الريح - كما يرى المراقبون-.

ويقول المحلل مصلح: "في مقابل الموقف الإسرائيلي القوي نجد الموقف الفلسطيني والعربي الضعيف المستعد دائما للتنازل "، مؤكدا أن المفاوض الفلسطيني لم يجد حائطا ليستند عليها.

وأضاف مصلح: "الموقف الأمريكي الأخير موقفاً خطيراً تجاه القضية الفلسطينية وهو يؤكد لكل من كان يراهن على أمريكا بأن خياره قد فشل"، موضحا أن (إسرائيل) تستثمر الموقف الأمريكي الحالي الضعيف.

وكان الوفد الأمريكي في المجلس الأممي ووفود قريبة منه، أيّدت أمس الاقتراح الصهيوني بحذف البند السابع، المتعلق بالأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة (الضفة الغربية، القدس، غزة والجولان) من أجندة "حقوق الإنسان"، ممّا يجعل تناول مسألة الجولان المحتل بشكل دوري "أمراً شبه مستحيل".

ويؤكد مصلح أن الولايات المتحدة بحاجة إلى دعم اللوبي الصهيوني خصوصا في ظل غياب إستراتيجية عربية لحل عادل للقضية الفلسطينية، "وبالتالي أمريكا تؤجل مصالحها مع العرب وتركز على مصالحها مع الاحتلال".

لن يتوقف الاستيطان

وبدوره؛ أعتبر المختص في الشئون الصهيونية الدكتور عمر جعارة أن الموقف الصهيوني أصبح ممثلا لحركة  "شاس" الصهيونية المتطرفة التي تعتبر الداعم الرئيسي لموقف نتنياهو في استمرار "الاستيطان".

وقال الدكتور جعارة: "نتنياهو لن يوقف "الاستيطان" أبدا لأنه يعتبر نفسه بذلك أعطى جائزة للتعنت الفلسطيني وهذا ما لا يريده"، مبينا أن "الاستيطان" لم يتوقف أصلا في الضفة المحتلة والقدس.

ولم تفرض (إسرائيل) على نفسها أبداً قيوداً في البناء في القدس التي يسكن فيها 800 ألف شخص بما في ذلك فترة تعليق الاستيطان لعشرة شهور، ولا ترى (إسرائيل) علاقة بين العملية السلمية وبين سياسة التخطيط والبناء في القدس التي لم تتغير منذ 40 عاماً.

أجندة صهيونية

وفي ذات السياق؛ أكد المختص في الشئون الصهيونية ناجي البطة أن الكيان الصهيوني يقوم بتنفيذ أجندة قائمة على أفكار الحركات الصهيونية، معتبرا أن الاستيطان هو عصب الاحتلال حسب ما قال رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق بنغريون.

وقال البطة: "واهم من يظن أن (إسرائيل) يمكن أن تفاوض موضوع الاستيطان مع أي مفاوض حتى لو كان الثمن كبير جدا"، عازيا ذلك إلى أن وقف الاستيطان يعني وقف المشروع الصهيوني.

يذكر أن سلطة فتح وافقت في وقت سابق على الدخول في المفاوضات مع الاحتلال رغم استمرار الاستيطان، لدرجة أن رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس أكد انه ذاهب للمفاوضات حتى لو كان نسبة نجاحها 1%.

وحول موقف المفاوض الفلسطيني أوضح المختص في الشئون الصهيونية أن ما يجري بين سلطة فتح و(إسرائيل) هي إملاءات بقيادة فلسطينية هزيلة ضعيفة لا تمتلك خيارات وليس لديها قوة أو أوراق ضغط.

ومما لا شك فيه أن استخفاف نتنياهو بكل الدعوات التي تطالبه بوقف الاستيطان للمضي في مفاوضات مثمرة وجادة، يعيدنا إلى المربع الأول بالنسبة لظروف ومناخات العملية السلمية، الأمر الذي يجعل من المصالحة الفلسطينية بمثابة الدرع الواقي لأي تهديدات خارجية.

 

 

 

البث المباشر