أكدت صحيفة "إسرائيلية"، أن معظم طالبي اللجوء لدى الاحتلال يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وبعضهم يعاني من "جوع حقيقي".
وأوضحت صحيفة "هآرتس" العبرية في تقرير أعده "أور كشتي"، أن "نحو 85 في المئة من طالبي اللجوء في تل أبيب يتحدثون عن انعدام الأمن الغذائي، بل ومعظمهم في المستوى الأكثر خطورة، الذي يتضمن علامات الجوع"، بحسب استطلاع هو الأول من نوعه أجرته وزارة الصحة بالتعاون مع بلدية تل أبيب.
وأكدت معدة التقرير في وزارة الصحة "الإسرائيلية" الدكتورة موران كلايخفيلد مغنازي، أنه "بعد أن فقدوا أماكن عملهم، هناك ممن لا يحملون الإقامة وصلوا لضائقة جوع حقيقية"، مضيفة: "هذه مجموعة سكانية تصرخ في وجهنا".
وبحسب مصدر مطلع، أكد للصحيفة أنه "في أحياء تل أبيب الجنوبية، تسود أزمة إنسانية شديدة"، كما عبر مصدر في وزارة العدل الإسرائيلية، عن قلقه من هذا الوضع.
وذكرت "جميلة" (35 عاما)، وهي أم لخمسة أولاد توجد في دولة الاحتلال منذ 2007، أنه بعد إقالتها من عملها بداية تفشي كورونا، وأنه "منذ سنة لا يوجد لدينا المال لشراء الطعام"، مضيفة: "يصعب الشرح للأولاد لماذا لا يوجد طعام".
وذكرت "هآرتس"، أن "جميلة تأتي مرة كل أسبوع أو أسبوعين إلى مركز المساعدة، الذي افتتحه قبل بضعة أشهر نشطاء من الجالية السودانية في حي "نفيه شأنان"، حيث يوزعون على طالبي اللجوء المساعدات"، منوهة إلى أن "كل عائلة تواجه بصورة مختلفة الضائقة، لكن القصص متشابهة؛ فهناك القفز عن الوجبات وتقليص كمية الغذاء".
وأكد مركز مساعدة مشابه يعمل في الجالية الإرتيرية، أن "الضائقة صعبة"، وقال أحد النشطاء: "لقد استدعونا لمساعدة الأمهات بدون أزواج واللواتي لم يتناولن الطعام منذ يومين، الجمهور في إسرائيل لا يعرف هذا".
وقالت "أم" أخرى من طالبي اللجوء لدى الاحتلال: "كل مساء أفكر كيف سأوزع الطعام، حتى رزمة الغذاء القادمة"، وأفادت "هآرتس"، أنه "يعيش في تل أبيب نحو 40 ألف شخص بدون إقامة، من بينهم 6500 طفل في سن صغيرة جدا حتى عمر 18 عاما".
ونوهت إلى أن استطلاع وزارة الصحة الذي نفذه قسم التغذية التابع لها في كانون الأول/ديسمبر 2020، وشمل 500 شخص من طالبي اللجوء في "إسرائيل" ويوجدون في جنوب تل أبيب، أظهر أن متوسط مكوثهم في إسرائيل 10 سنوات.
وبحسب إجابات المستطلعين، وصلت نسبة من لديهم حالة الأمن الغذائي في مرحلة الخطر لنحو 54 في المئة، علما بأن "التعريف الدارج للأمن الغذائي؛ هو القدرة على الشراء بصورة منظمة للطعام الذي يغذي بالطرق الدارجة، أي ليس بواسطة السرقة أو التنقيب في حاويات القمامة أو المساعدات، والحديث عن مستوى خطير، يعني انعدام الأمن الغذائي، أي أن الحديث يدور عن الجوع، الذي ينعكس في نقص الغذاء".
وأكدت الصحيفة، أن المعطيات القاسية من تل أبيب، فاجأت عددا من المصادر الحكومية التي اطلعت عليها، وذكر مصدر مطلع أن "من لا توجد لهم إقامة، هم جياع".
ونبه البروفيسور اهارون تروان، من مدرسة علوم التغذية في الجامعة العبرية، أن "الحديث يدور عن معطيات مخيفة، تقتضي معالجة سياسية وأخلاقية"، معتبرا أن "مفهوم "انعدام الأمن الغذائي"، هو محاولة لتجميل الواقع، هؤلاء أشخاص لا يستطيعون الحصول على الطعام، وهذا أمر يضر بالجسم والعقل، إنهم يتحطمون".
وذكرت إحدى العاملات في منظمات المساعدة، أنه "في بعض الأحيان نعلن للناس نفاد رزم الغذاء، ونردهم جوعى إلى أماكن تواجدهم.
وكشف مقرب لـ"هآرتس" وهو مصدر آخر مطلع على الوضع في الأحياء الجنوبية بتل أبيب التي يعيش فيها طالبو لجوء، أن "جميع الوزارات الحكومية تعرف ما الذي يحدث هنا، ومرة أخرى قرروا أن لا يقرروا".