منذ نجاحهم وتمثيلهم لمدينة القدس في انتخابات المجلس التشريعي وهم مطاردون منشغلون عن المدينة بملاحقة حقهم بالبقاء فيها.
بدأت حكومة الاحتلال بملاحقتهم وطردتهم من المدينة، بل ومنذ ذلك الوقت وهي تناقش سحب الهويات المقدسية منهم، ولا زالوا حتى اللحظة معتقلين في سجونها.
وأصدرت وزارة الداخليّة (الإسرائيلية) قراراً في مايو/أيار 2006، يقضي بسحب بطاقات الإقامة (الإسرائيلية) من كلّ من النّواب: أحمد عطون (47 عاماً)، ومحمد طوطح (46 عاماً)، ومحمد أبوطير(65 عاماً)، والوزير السّابق لشؤون القدس خالد أبوعرفة (54 عاماً)، تحت حجة "عدم ولائهم لدولة (إسرائيل) ، مما يعني طردهم من مدينة القدس المحتلة، وعدم السّماح لهم بدخولها مجدداً.
وقبل أسبوعين نظرت المحكمة (الإسرائيلية) العليا في استئناف للمحامي فادي القواسمة باسم نواب كتلة الإصلاح والتغيير المبعدين عن القدس منذ الانتخابات السابقة لتعرضهم للاعتقال عدة مرات، ثم سحب الإقامة منهم وإبعادهم عن المدينة المحتلة بحجة عدم الولاء لـ(إسرائيل).
وأكد النائب أحمد عطون أن القانون الدولي يضمن لهم الحق في السكن تحت الاحتلال ويمنع تغيير وضعهم، مشيرا إلى أن سحب إقامتهم يعتبر سابقة خطيرة قد تستخدم لسحب إقامات المئات من مدينة القدس وتفريغ المدينة من أهلها.
واليوم بعد خمسة عشر عاما، ونحن على مشارف الانتخابات التشريعية الجديدة، يقضي النواب ايامهم في مدينة رام الله بعيدين عن مدينة القدس وعن مباشرتهم لدورهم في إدارة شؤونها والدفاع عنها وتمثيل أهلها، كما أنهم مشغولون في قضية الالتماس التي قدمت للمحاكم الإسرائيلية منذ عام 2006 ولا زال البت فيها يتأجل حتى اليوم!
فكيف ستكون مشاركة أهالي القدس في الانتخابات التشريعية القادمة؟ وهل شكّل هذا الواقع الذي دفع ثمنه نواب القدس تأثيرا على الرغبة في تمثيلهم.
الكاتب المهتم بقضايا القدس زهير الدبعي يرى في مقابلة مع "الرسالة" أن أهالي القدس خذلوا كما خذل غيرهم بعد نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة، ولكنهم دفعوا الثمن مضاعفا لأن واقعهم كان أكثر أسفا، فهم يتعرضون كل يوم لمضايقات الاحتلال التي تجعل إدارة شؤونهم من نوابهم أمرا صعبا.
ولم ينس الدبعي أن يذّكر باعتقال النواب وابعادهم منذ ذلك الوقت والذي شكل أزمة أخرى وصعوبة أكبر، ولكنه يعتقد أن الانتخابات القادمة يجب أن تكون مختلفة، قائلا: "أعتقد أن الانتخابات يجب أن تكون أكثر جدية وعمقا وأكثر انتباها والتفاتا لأهالي القدس، فقد جربنا الانتخابات مرتين، ولم تكن مجدية لأهالي القدس بالقدر الكافي".
ويشير الدبعي إلى أن رأيه ليس تقليلا من قيمة الانتخابات لكنه لا يريد لتلك الأخطاء أن تتكرر وأن لا تغطي نقاط الضعف وتكون فقط مخرجا من أزمة الانقسام، بل هي مخرج من الأزمة كلها وعلى رأٍسها أزمة القدس.
ويعتبر أن التعاطي مع قضية القدس لم يكن صادقا ولا جديا لا وطنيا ولا دينيا طوال السنوات السابقة وهو ما قد يؤثر على تفاعل أهالي القدس مع الانتخابات.
مشاركة المقدسيين في الانتخابات أمر سياسي ومهم جدا ولكنهم يواجهون المحتل والاعتقال والاقتحامات المتكررة لبيوتهم، وهم يحتاجون لمن يضمن واقعا جديدا لقضيتهم وأن تكون هي أولوية التفكير الفلسطيني، وهذا الذي لم يتحقق لأهالي القدس على حد قول الدبعي، الذي تساءل: في ظل الهجمة الشرسة على القدس، واعتقال النواب المقدسيين وملاحقتهم، ماذا يمكن لنتائج الانتخابات أن تقدم؟