احتج مسؤولون في وزارة القضاء الإسرائيلية على دعوة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، لأصحاب مصالح بالتظاهر مقابل مقر وزارة القضاء، بادعاء أن المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت، يعرقل تنفيذ خطته الاقتصادية. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم، الإثنين، عن المسؤولين قولهم إن دعوة نتنياهو "تذكّر بدعوة متظاهرين إلى محاصرة الكابيتول" في إشارة إلى مهاجمة مؤيدي الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، للكونغرس.
وكان نتنياهو قد ادعى أثناء لقائه مع أصحاب مصالح تجارية في مقعى في القدس، خلال جولة انتخابية، أن مندلبليت يمنع المصادقة على خطة منح هبات، بسبب توقيتها عشية الانتخابات. وقال نتنياهو لأحد المتواجدين في اللقاء "تعال مع جميع أصدقائك إلى وزارة القضاء".
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن نتنياهو قوله لصاحب المقهى "يقولون أن هذا اقتصاد انتخابات. بأي وقاحة هم لا يعطوننا هذا؟" وأضاف أن "لدينا خطة لتحفيز عاملين على العودة (إلى العمل). والمستشارون القضائيون والغانتسيون (نسبة لبيني غانتس) على أشكالهم لا يسمحون بتنفيذ ذلك. ووزير المالية لديهم (في وزارة القضاء) الآن. وإذا لم يصادقوا على ذلك، تعال أنت وأصدقائك إلى (شارع) صلاح الدين"، حيث مقر وزارة القضاء. وأجاب صاحب المقهى قائلا لنتنياهو إنه "إذا قلت إن المشكلة هناك، فسنصل إلى هناك".
وأصدر مكتب مندلبليت توضيحا في أعقاب أقوال نتنياهو، قال فيه إن مسودة مشروع قانون يهدف إلى تشجيع العاملين في إجازة بدون راتب على العودة إلى العمل، والوثائق المطلوبة، نقلتها وزارة المالية إلى وزارة القضاء من أجل الاطلاع عليها في نهاية الأسبوع الماضي، وأن "المسودة قيد عناية الموظفين المهنيين بالسرعة المطلوبة".
وقال المسؤولون في وزارة القضاء إن المواجهة حول هذا الموضوع متواصلة منذ شهر، وبداية مقابل وزير المالية، يسرائيل كاتس. وأضافوا أنه فيما يدعي كاتس أن مندلبليت يعارض الخطة الاقتصادية ورفضها، اتضح أنها لم تُستعرض أبدا أمامه بعد، وأنه لا يمكنه رفضها أصلا.
وبعث مندلبليت رسالة إلى كاتس، قال فيها إنه بسبب انتخابات الكنيست القريبة، ينبغي دراسة أي هبات شرعية للجمهور وأي هبات قد تعتبر كاقتصاد انتخابات محظور، وتبدو أنها "رشوة انتخابية".
ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن مسؤول قضائي قوله إنه "في جميع الأحوال، الهدف هو التحريض ضد مندلبليت. وستُصور أجزاء من الخطة التي سيتم شطبها لأسباب قانونية على أنها رغبة من جانب نتنياهو لتقديم منفعة للشعب، بينما سيُصور المستشار كرجل شرير. ويصعب ألا نرى بذلك جزءا من التحريض ضد المستشار وجهاز القضاء عشية مرحلة الإثباتات في محاكمة رئيس الحكومة".
وعقب وزير القضاء، بيني غانتس، من خلال حسابه في تويتر، "بيبي، هذا كلام كاذب. لقد نقلتم يوم الخميس فقط مسودة جزئية جدا لمشروع القانون إلى المستشار القضائي للحكومة، الذي يعمل عليها في هذا الوقت، وبعد أن استمريتم برفض نقلها مدة شهر. ودعوتك للجمهور بالصعود على وزارة القضاء خطيرة وتحدّ بالتحريض. وأدعوك إلى التراجع فورا. وإذا حدثت مشاهد كالتي شاهدناها في الولايات المتحدة، فإن الدماء ستكون على يديك".
عرب48