قائمة الموقع

حكاية "وطن" والانتخابات

2021-03-10T20:55:00+02:00
ارشيفية
الرسالة نت– مها شهوان

لملم "وطن" أوراقه وحمل حقيبته على ظهره وودع زملاءه بعدما انتهى عقد بطالته في مؤسسة أهليه، فقد خرج مسرعا دون أن يتناول قطعة من كعكة الوداع، كل ما يشغل باله الوصول إلى الباصات العائدة إلى جنوب القطاع.

المكان ليس بعيدا عن عمله السابق، لكنه خرج يقفز في الهواء حتى وصل الباص أخيرا، صعد وجلس كما اعتاد على كرسيه القريب من السائق "أبو عرب"، وبقي ينتظر حتى جاء آخر راكب.

أشعل سيجارته ووضع سماعة هاتفه المحمول في أذنه، تحرك السائق بعدما أدار الراديو فكان صوت المذيع فيه أعلى من الأغاني التي يرددها "وطن".

كلمات جديدة كان يسردها المذيع عبر نشرة الأخبار فتارة يقول "محكمة الانتخابات"، وتارة أخرى يعلن عن أيام الطعن على السجل الانتخابي، ثم يسترسل بنشرته ويتحدث عن قوائم الترشيح، تساءل وطن: اذاعة ايش هادي، فأجابه أبو عرب "إذاعة وطننا".

استهجن وطن وبقية الركاب ما سمعوه، فقد سخروا وطلبوا من السائق أن يغير المحطة، لكن جدية المذيع وهو يواصل نشرته دفعتهم للإنصات أكثر حين قال "محاكم الانتخابات " ثم دعا المواطنين لتحديث بياناتهم.

بعدما انتهى المذيع من نشرته، استغرب وطن: وين أخبار الهجرة والبطالة والفقر والمعبر والرواتب والمنحة القطرية؟

بداية الحديث عن الانتخابات، لم يول الفلسطينيون أي أهمية للمرسوم الرئاسي الذي أعلنه رئيس السلطة محمود عباس يناير الماضي، كونهم اعتادوا على مثل هذه الأخبار التي سرعان ما يتم التراجع عنها ووضع العراقيل قبل تحديث بيانات الناخبين.

لكن الأمر اختلف هذه المرة بعد فترة من إعلان موعد الانتخابات، حيث الخطوات الإيجابية التي باتت ملموسة على أرض الواقع وصرف رواتب كاملة لموظفي السلطة في قطاع غزة بعدما كانوا يحصلون 70% من رواتبهم، عدا عن التسهيلات التي شهدها قطاع غزة وإن كانت قليلة.

اليوم بات "وطن" والشباب من جيله يترقبون قوائم الانتخابات لتفحصها ومعرفة الشخصيات المرشحة وبرنامجهم السياسي، لديهم شغف لخوض تجربة الانتخابات لأول مرة لاسيما جيل التسعينات منهم، ورغبتهم باختيار المناسب لحل قضاياهم من بطالة وفقر وغيرها.

لطالما سمع جيل التسعينات عن العملية الانتخابية وتجربة ذويهم، اليوم "وطن" وبقية الركاب يتساءلون هل ستمضي الانتخابات؟ ماذا سيكون مصيرها؟ هل سنخوض التجربة دون عراقيل؟

تلك التساؤلات راقبها السائق أبو عرب، وكان ينظر إليهم ويبتسم مرة ثم يفكر بما يقولونه، إلى أن سألوه " ايش شايف يا عم قولتك بتصير"، ليرد: قولوا الله يا عمي.

قبل نزول وطن من الباص تحمس بعد الحوار، وقرر فتح موقع الانتخابات المركزية للتأكد من بياناته من خلال حزمة هاتفه المحمول حاول كثيرا لكن باقته كانت ضعيفة، تأفف ثم أغلق هاتفه.

اخبار ذات صلة