غزة - محمد بلّور
عادت الحياة من جديد لطريق محررة "نتساريم" المسمى حديثا بطريق الحرية تكريما لشهداء أسطول الحرية، تثور سحابة من غبار أبيض بين حين وآخر مع مرور مركبات وشاحنات من النوع الثقيل تلتهم طريق معبّد بمخلّفات مواد البناء.
وكيل وزارة الأشغال المهندس ياسر الشنطي أكد في حديثٍ خاص لـ"الرسالة نت" أن وزارته أعلنت صباح اليوم الأحد رسميا عن افتتاح الطريق البالغ طوله 3500 متر وعرضه 34 مترا أمام المركبات وحركة المواطنين.
المرحلة الأولى
يعقد وكيل وزارة الأشغال ياسر الشنطي ذراعيه خلف ظهره مستقبلا أشعة الشمس متحدثا عن طول الشارع المناهز لثلاثة كيلومترات تم الانتهاء من تعبيد 2000 متر منها، فيما تنتصب لوحة كبيرة على بداية الطريق الساحلي تسرد تفاصيل المشروع الممول من الحكومة السويدية والمنفذ عبر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
ويقول الشنطي: "نفذنا 2 كيلو بعرض 34 متر وحددنا معالم الشارع وبمشاركة وزارة الأشغال والحكم المحلي رسمنا حدود الشارع الذي كلفنا 700 ألف$".
وأوضح أن وزارته تنوي في المرحلة الثانية استكمال العمل عبر صيانة من تبقي من الطريق بمسافة 1500 متر قريبا ثم إضافة طبقة "فوسكورس" ورصفه كله بمادة الإسفلت.
وحول أهمية الطريق أكد الشنطي أنه يربط شرق مدينة غزة بغربها ويخدم كل من محررة نتساريم ومدينة الزهراء والمغراقة ويسهّل حركة المركبات والشاحنات القادمة من المعابر التجارية بعيدا عن زحام شارع صلاح الدين.
ومضى يقول: "الحكومة الفلسطينية خصصت مبلغ مليون $ شهريا لمشاريع البنية التحتية"، مشيرا إلى أن وزارته تجتهد الآن في إصلاح شارع صلاح الدين.
وتضع وزارة الأشغال مشاريع تعبيد وإصلاح الطرق على سلم أولوياتها حيث من المقرر قريبا استكمال تعبيد شارع صلاح الدين وتعبيد شارع القرارة، وتعبيد الطريق والواصل بين محطة حمودة ونقطة الجمارك، وتعبيد شارع الرشيد شمال القطاع.
مواصفات العمل
يتتنقل المقاول جحجوج ببطء متعمد بين جانبي الطريق وهو يناقش تفاصيل ومواصفات التنفيذ مع بعض المسؤولين المشرفين على العمل.
ويؤكد جحجوح في حديثٍ خاص لـ"الرسالة نت" أن شركته بدأت العمل منذ عدة شهور بعد أن توصلت لصيغة توافق مع وزارة الأشغال حول المواصفات المنوي تنفيذها.
وأضاف: "وضعنا باطون بسمك 30 سم على طبقتين كل طبقة سمكها 15 سم من الباطون ثم قمنا برش ودحل الباطون حسب المواصفات".
ورفع قامته مبديا فخره بإنجاز المشروع الذي يعتبر تحديا للاحتلال مضيفا: "دمر الاحتلال البيوت ونحن عدنا كطائر العنقاء من بين الدمار واستخدمنا باطون اسمه 0-10 عوضا عن مادة الفوسكورس المحرومين منها بسبب الحصار".
وأوصى بضرورة الإسراع برصف الشارع في المرحلة الثانية قريبا حتى لا تذهب المرحلة الأولى أدراج الرياح ويفقد الباطون تماسكه.
وحول معيقات العمل أوضح أنه احتاج لعدد كبير من الآليات التي لم تكن غالبا متوفرة بالعدد والنوعية المطلوبة.
وما أن شاهد أصحاب المركبات تجمعا لبعض المسئولين والمقاولين على بداية الطريق من جهة الطريق الساحلي، حتى بدأ أصحاب المركبات خاصة الشاحنات في استخدامه عوضا عن زحام الطرق الأخرى.