يحتفي الفلسطينيون سنويا في الثالث عشر من مارس بالجريح الفلسطيني، حيث يمثل الشاهد الأول على بشاعة جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الجرحى الفلسطينيين، وكذلك يعد تقديرا لهم لمواصلة حياتهم بعد الإصابة التي اتخذوا منها حافزا لمواصلة حياتهم نحو الأفضل.
وفي كثير من المواجهات الاستفزازية التي يتعمدها الاحتلال مع الفلسطينيين، يستخدم أسلحة محرمة دوليا في قنص المدنيين، وخاصة في الرأس او الأطراف، مما أوجد عددا كبيرا من مبتوري الأطراف في قطاع غزة.
اليوم انطلقت مجموعة من الشبان مبتوري الأطراف على دراجات هوائية من النصيرات وسط قطاع غزة متجهين إلى معبر ايرز حاملين العلم الفلسطيني، يقول ناجي ناجي رئيس لجنة الدراجات الهوائية المسئول عن المبادرة وهو جريح أيضا: "الهدف من ماراثون الدارجات الهوائية إيصال رسالة بأن ذوي الإعاقة والجرحى لهم متسع داخل المجتمع".
وأضاف:" قابلنا الناس بحماس خلال المارثون لاسيما حين كان الجرحى يتحدثون للمواطنين عن قضيتهم وأهمية وجودهم الفعال في المجالات كافة، ولا شيء يعيق حياتهم حتى لو كانوا جرحى أو مبتوري الأطراف".
وذكر ناجي أن الشباب الجرحى الذين شاركوا في المارثون جلهم أصيبوا في الحروب الأخيرة على غزة أو مسيرات العودة، مشيرا إلى أن مشاركتهم جاءت بعيدا عن المؤسسات فقط ليثبتوا أنه مبادرون.
ويفتخر بفريقه الذي يواجه صعوبات الحياة ليثبت أنه قادر على إحداث تغيير في نظرة المجتمع للمصابين بأنهم غير عاطلين بل مبدعون في مجالاتهم، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الصعوبة التي واجهتهم في المارثون هي عدم توفير الدراجات الهوائية للكثير من الشباب الجرحى الذين رغبوا بالمشاركة.
وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس الراحل ياسر عرفات، كان قد أصدر مرسوما رئاسيا عام 1968 يقضي بأن الثالث عشر من مارس هو يوم الجريح الفلسطيني، تلك الشريحة التي تشكل الضلع الثالث من مثلث التضحية والفداء على مذبح الحرية بعد الشهداء والأسرى.
كما يمثل "يوم الجريح الفلسطيني" يوما وطنيا بامتياز تنظم فيه العديد من الفعاليات الرسمية والشعبية الوطنية؛ وفاء للجرحى وتقديرا لتضحياتهم ولمعاناتهم المتواصلة، وتذكيرا للعالم بجرائم الاحتلال الإسرائيلي.
ويذكر أنه في العقود الثلاثة الأخيرة هناك حوالي 300 ألف جريح، حيث سجلت الانتفاضة الأولى إصابة 130 ألف مواطن، وفي هبة النفق 1996 كان هناك 1600 جريح، وفي الانتفاضة الثانية عام 2000 وقع 35 ألفا، وخلال عدوان غزة 2008 أصيب 5450، وعدوان 2012 وقع 1526 جريحا، و 11 ألف آخرون في عدوان 2014، بينما أصيب بعد اعلان ترامب 8300 مواطن، بينما في مسيرات العودة سقط 9520 جريحا.
وفي ذات السياق، طالبت اللجنة العليا لجرحى مسيرات العودة الكبرى، اليوم السبت، جميع المؤسسات الحقوقية والدولية بمنح الجرحى الفلسطينيين حقوقهم كاملة غير منقوصة.
ودعت اللجنة في بيان لها بمناسبة يوم الجريح الفلسطيني، مؤسسة أسر الشهداء والجرحى التابعة لمنظمة التحرير إلى اعتماد جميع الجرحى وخاصة جرحى مسيرات العودة الكبرى اعتمادًا ماليًا كحق ثابت لهم كفله القانون الفلسطيني والمراسيم الرئاسية.
وقالت اللجنة، إن يوم الجريح الفلسطيني يمثل يومًا وطنيًا بامتياز يتم إحياؤه من خلال تنظيم فعاليات رسمية وشعبية وطنية وفاءً وتقديرًا لتضحياتهم ومعاناتهم المتواصلة، وتذكيرًا للعالم بجرائم الاحتلال المتواصلة بحق الفلسطينيين.