قائمة الموقع

وسط انشقاقات فتح.. هل يكمل عباس طريق الانتخابات؟

2021-03-14T12:22:00+02:00
وسط انشقاقات فتح.. هل يكمل عباس طريق الانتخابات؟
الرسالة نت - محمد عطا الله

 قرابة الأسبوع هو الوقت المتبقي لإعلان الفصائل الفلسطينية عن قوائمها التي ستخوض فيها الانتخابات التشريعية المزمع عقدها في 22 مايو المقبل، وهي المرحلة التي تعتبر بمثابة "الحسم" وإثبات مدى الجدية لدى كل الأطراف؛ لإنجاز الانتخابات.

وفي ظل حالة التشتت والانشقاقات التي تعيشها حركة فتح قبيل الإعلان الرسمي عن القوائم، فإنه بات من المشكوك فيه أن تكمل الحركة السير في طريق الانتخابات خاصة بعد فصل القيادي ناصر القدوة والذي أعلن نيته تشكيل قائمة منفصلة عن حركته، تحت اسم "الملتقى الوطني الديمقراطي".

ويضع هذا الانشقاق الجديد رئيس السلطة أمام خيارات معقدة، لا سيما وأن المشهد بات يتضح أكثر حتى اللحظة من خلال تبلور ثلاث قوائم تمثل الأولى "عباس"، والثانية "ناصر القدوة"، والثالثة "محمد دحلان"، فيما قد يفجر تشكيل القيادي بفتح نبيل عمرو أو الأسير مروان البرغوثي قوائم منفصلة أزمة جديدة لدى أبو مازن.

ما سبق يدفع للتساؤل عن السيناريوهات والخيارات التي قد يذهب إليها عباس ومدى إمكانية استكماله السير في طريق الانتخابات، في ظل حالة التشرذم والانشقاقات داخل "فتح".

 ثلاث سيناريوهات

يعتقد الكاتب والمحلل السياسي د. حسام الدجني أن رئيس السلطة محمود عباس يجد نفسه أمام واحد من ثلاثة سيناريوهات، أولها أن لديه موافقة من حركة حماس على الذهاب لقائمة وطنية مشتركة تشارك فيها فتح وعدد آخر من الفصائل.

 ووفقا للسيناريو الأول، وبحسب الدجني، فإن فصل أي قيادي لا يؤثر على شعبية "فتح" كون أن حماس ستكمل الفاقد في هذه الأصوات، كما ستكمل فتح الفاقد في أصوات حماس في الضفة لذلك سيكون في هذا الخيار مصلحة للجميع وتجاوزا لكل ما سيترتب على الدعاية الانتخابية.

ويوضح الدجني في حديثه لـ"الرسالة" أن السيناريو الثاني يتمثل برغبة عباس بسط سيطرته وهيمنته الشخصية بعيدا عن مصلحة "فتح" ولا يكترث كثيرا لنتيجة الانتخابات، مبينا أنه قد يرى أن هؤلاء الأشخاص لا وزن لهم شعبيا؛ وبالتالي يحسم الموقف داخل فتح ويضبط إيقاع التنظيم وهو يعتقد أن من حقه كرئيس اللجنة المركزية أن يفعل ذلك ويفصل من يشاء.

ويبين أن السيناريو الثالث يقوم على نظرية المؤامرة وهو الأضعف من بين السيناريوهات، والذي ينص على أن أبو مازن وآخرين يريدون تفتيت فتح وإضعافها، وهو غير منطقي كون ألا أحد يذبح نفسه بيده.

ويتوقع الكاتب الدجني أن يكون السيناريو الأول هو الأقوى وربما يكون هناك توافقا يؤجل الإعلان عنه حول القائمة المشتركة بين فتح وحماس والفصائل وهو ما يتمناه الجميع.

وعن خيار عباس حال رفضت حماس المشاركة في قائمة معه، يشير الدجني إلى أنه في هذه الحالة سنكون أمام أكثر من خيار ويكون الأول والأكثر ترجيحا هو صناعة أبو مازن لأزمة تُؤجّل الانتخابات، كونه لن يذهب لانتخابات لا يضمن نتائجها.

ويلفت إلى أن استمرار تشرذم فتح وتصاعد الأصوات يعزز لدى عباس الرأي الذي يقول نعم لتأجيل الانتخابات لفترة ما؛ لحين ترتيب أوراق التنظيم وبالتالي يتم تضخيم المشهد أمام المجتمع الدولي من أجل إيصال رسالة لبايدن بأن الانتخابات سوف تأتيك بحماس.

 طريق الهروب

ويرى الكاتب والوزير السابق حسن عصفور أن حركة حماس لديها مساحة أوسع من حيث المناورة أكثر من "فتح" التي لن تجد قدرة على ذلك سوى التحالف مع حماس، وهو خيار القتل السياسي البطيء لأنها مجبرة على الارتهان لمواقف غريبة عنها وعن وقاعدتها الحزبية والشعبية، وقد تجد نفسها "تابعا" لها.

ويؤكد عصفور في مقال له أن ملامح المشهد الراهن يشير إلى أن قيادة السلطة لن تذهب إلى إجراء الانتخابات التشريعية في موعدها، وربما لن ترى النور قريبا، وستكون "القدس" وكورونا عربات قطار الهروب الكبير من استحقاق برلماني.

ويشير إلى أن تأجيل الانتخابات هو الخيار الأول للرئيس محمود عباس وفريقه السياسي، كون خسارته المقبلة لم تعد مجهولة، خاصة وأن تأجيلها بعد المراسيم سيمنح الرئيس "سلطة خاصة" لتسيير المشهد وربما سيلجأ لـ "تقاسم سياسي – وظيفي" مع حماس بحساب غير انتخابي، على حد زعمه.

 

اخبار ذات صلة