قائمة الموقع

"الرحاحلة".. أنقذ وثائق القدس من السرقة

2021-03-14T18:06:00+02:00
عبد الرزاق الرحاحلة
الرسالة نت-رشا فرحات

منذ احتلال القدس في عام 1967 والاحتلال يمارس السرقة، يسرق الحجر والجدران والأبواب، والأوراق التي تدل على الطريق، وعلى الحق المسلوب، ونتيجة لذلك فقدت مئات الوثائق، خاصة التاريخية التي كانت يوما محفوظة في المسجد الأقصى المبارك، وفي كل ورقة هناك دلالة على إسلامية المكان والزمان.

وفي ظل المخططات الكثيرة لعشرات السرقات، وفي قلب مدينة القدس، عاش رجل اسمه عبد الرزاق الرحاحلة، لم يكتب عنه أحد، لكن بعد أن رحل قبل أيام، ظهر اسمه على الصور كلها، وفي الصفحات التي أنقذت تاريخها دون أن تعرف من تشرف بذلك.

عبد الرزاق الرحاحلة لم يتكلم عن نفسه يوما، ولم يحك عن بطولته التي حفظت تاريخا طويلا، وإنما تكلم عنه شقيقه بعد رحيله، قائلا: "لقد نقل شقيقي أوراق القدس يوم خرجنا من بيتنا بعد احتلال القدس، راكضين من مكان إقامتنا في السلط بالأردن، إلى حيث يقيم أخي ويعمل في مدينة القدس".

ركض شقيق عبد الرزاق وهو لا يعلم أنه أعد خطة مرتبة بعناية، لينقل الأوراق التي باتت مهددة بالسرقة والضياع والاتلاف من الاحتلال الذي كانت مهمته اخفاء الدلائل العربية والإسلامية من المدينة المقدسة.

يقول شقيق الراحل: "وصلنا إلى مكتب أخي وكان في انتظاره محام اسمه عزيز شحادة، وبينما كانت النيران تضرم في البيوت، كان شحادة يريد مخططا لأراضي القدس، ليحتفظ بها لديه خوفا من ضياع مخطط المدينة".

دب الرعب في قلب عبد الرزاق، ونقل كل الأوراق التي بعهدته في مكتبه كموظف في مركز التوثيق الملكي الأردني بالقدس، إلى المقر الرئيسي للمركز في الأردن، ولم يخطر بباله أن ينقل شيئا من بيته، حتى ملابسه أو ماله، أو ذهب زوجته.

عبد الرزاق الرحاحلة كان يعرف قيمة الوثائق التي رصدت حقوق أهالي القدس ودونت أراضيهم ومعلوماتهم ولم تكن هناك أي نسخة ثانية عنها في أي مكان، فكانت الأولى بالحفظ من الذهب والمال.

قام مركز التوثيق الأردني بأرشفة السجلات والأوراق توثيقا لذاكرة القدس وما زالت حقوق كل المقدسيين مرصودة هناك منذ اليوم الذي نقلت فيه على يد رجل لم يكتب عنه التاريخ يدعى عبد الرزاق الرحاحلة.

ولا زال الاحتلال منذ اليوم الأول للسيطرة على مدينة القدس وهو يسعى لسرقة أوراقها التي تثبت ملكية أهلها، وخاصة تلك التي تخص الأراضي التابعة لبيت المقدس، وقد كان آخر اقتحام لمركز المخطوطات التابع للمسجد الأقصى منذ ثلاثة أعوام، حينما تمكن الاحتلال من سرقة وثائق إلكترونية مهمة من المسجد الأقصى المبارك، تخص أملاك وأوقاف القدس المحتلة وأراضيها، بعدما أزالت سلطات الاحتلال كلمة السر عن أجهزة الكمبيوتر والسيرفر الخاص بالمسجد الأقصى.

اخبار ذات صلة
مقال: مَنْ بقي مع القدس
2014-04-20T10:04:18+03:00