قائمة الموقع

في غزة.. علب سردين تنبض بالحياة

2021-03-20T20:26:00+02:00
في غزة.. علب سردين تنبض بالحياة
الرسالة نت-مها شهوان

أن تبدع في مجالك هذا أمر عادي، لكن عندما تخرج عن المألوف سيقف الجميع منبهرا بعملك، فما بالك لو كنت فنانا ومحاصرا تعيش في قطاع غزة، تجسد من اللا شيء فنا مميزا تجذب إليه القاصي قبل الداني كما فعل الفنان الغزي محمد جحلش.

درس الشاب جحلش الفنون الجميلة وبات معلما للعشرات من الطلبة الذين ساعدهم في تنمية مواهبهم الفنية، فهو فنان لديه أفكار مبدعة شاركها في معارض عربية ودولية في مصر والأردن وألمانيا، ونقل من خلال رسوماته التي سافرت دونه الوجع الفلسطيني وخاصة الغزي.

في سابقة فريدة من نوعها، استغل الفنان فترة الحجر المنزلي بسبب جائحة وكورونا، ليباشر فكرة لطالما راودته وهي مشروع "علب السردين" برعاية دار قنديل في طولكرم، فقد روت كل علبة حكاية وجع فلسطيني.

تنقلت "الرسالة" في معرض جحلش داخل منزله لتروي تفاصيل العلب التي كان منشغلا بترتيبها ويقول: "لا شيء يجسد الواقع الفلسطيني من اغلاق حواجز ومعابر سوى علب السردين"، متابعا: اخترتها لإيصال مشاكل اللاجئين للعالم، خاصة وأن تلك العلب معروف أنها تصل إلينا كمساعدات منذ بداية اللجوء لذلك اثرت تسليط الضوء على المشاكل التي يعانيها اللاجئ في حياته والتي تشبه علبة السردين المغلقة من كل الاتجاهات.

ويحكي أن تجميعه لتلك العلب استغرق وقتا طويلا، حتى اهتدى لشراء 300 علبة فارغة، استخدم منها 200 وبأحجام مختلفة، فهناك علب بأحجام كبيرة استخدمها في مواضيع بحاجة لتوضيح أكثر للعالم خاصة فيما يتعلق بحالة الاغلاق التي يعانيها الفلسطيني أينما كان سواء في غزة أو الضفة المحتلة.

أبرز تلك اللوحات كانت لثلاث صغار، يصفها وهو يضحك قائلا:" في الأصل هم أولادي الثلاثة استغليت وجودهم وطلبت منهم تجسيد المشهد لأنقله على اللوحة"، موضحا أنه يهتم بمواضيع الأطفال وحياتهم المغلقة في قطاع غزة، عدا عن قضايا التعليم التي جسدها في أكثر من جانب داخل علب السرين فمثلا كانت ترمز الحقيبة المركزة التي نحتها ووضعها داخل العلبة إلى الحاجة الملحة لتطوير التعليم.

علبه أخرى استوقفت "الرسالة" خلال تجولها في معرضه، ألصق بداخلها مجموعة من الحبوب الطبية، وهنا أمسكها جحلش ليقص حكايتها التي تمثل عمه والكثير من المرضى الذين هم بحاجة إلى العلاج غير المتوفر داخل مخازن وزارة الصحة بسبب الحصار، مما يضطر المريض لشرائها على حسابه الشخصي.

كما جسد معاناة الصيادين في قطاع غزة وملاحقة الاحتلال لهم وتحديد مساحات الصيد وتقييد حريتهم في عرض البحر.

وفي علبة جديدة نحت الفنان "اخطبوط" وعند سؤاله عن رسالته ذكر جحلش أنها تجسد حصار الفلسطيني من جميع النواحي، بينما سلط الضوء على قصص الشباب الذين بترت أقدامهم بسبب الاحتلال الإسرائيلي بعلبة احتوت ساقا ممددة.

وذكر أنه في حال أراد البحث عن أفكار جديدة يريد أن تحتويها علب السردين خاصته، يقلب في مواقع التواصل الاجتماعي أو وكالات الأخبار ويستقي لوحات من هناك لتجسد الواقع الفلسطيني.

داخل المعرض علب سردين كثيرة، تروي حكاية الوجع الفلسطيني بكل تفاصيله، غادرنا المكان ولا يزال جحلش ينحت الواقع بدقة.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00