أن تكون سكيرا فإنك تصلح للانضمام لقائمة فتح في الانتخابات التشريعية، بينما أن يكون شقيقك من التيار الدحلاني أو تكون مقربا من حماس فإنك لا تصلح، نعم هكذا اختارت فتح قائمتها وفق اعتبارات خاصة لديها.
فمثلا أن تكون فتحاويا حتى الصميم وتترشح أكثر من مرة للانتخابات ولم يحالفك الحظ وتفشل فإنك لا تصلح، ربما لحسابات لدى حركة فتح في اختيار المرشحين كأن يكون النائب سكيرا مغيبا يساهم في سن القوانين التي تتعلق بالأخلاقيات.
المعايير السابقة ليست نسجا من الخيال، وانما مثبتة بوثائق خاصة بجهاز مخابرات السلطة الفلسطينية التي تولت مهمة "التشييك" على الأسماء المرشحة للانضمام لقائمة فتح الانتخابية، وهناك معايير أخرى للموافقة على الانضمام للقائمة في المحافظات الجنوبية "قطاع غزة" تم تسريبها عبر وسائل الاعلام.
ويندرج ضمن المعايير المؤهلة للترشح، شروط معاداتهم وكرههم لحركة حماس أو تم اعتقالهم لديها.
وهناك أشخاص تم ادراجهم تحت بند " لا يصلح" بالخط العريض لوجود شبهات تدور حوله بسبب علاقته مع حركة حماس".
أما من ينسق مع الاحتلال الإسرائيلي ويعلن أمام الملأ علاقته مع القادة الصهاينة فهو يحق له الترشح كونه "وطني" وفق الرؤية الفتحاوية العجيبة.
وتوجد مبررات أخرى لرفض الأشخاص كأن يصف جهاز المخابرات الشخص بأنه متكبر وغير محبوب في منطقته، وكأن معايير القبول تتم وفق "نحب ولا نحب"، بدلا من "قادر على الإصلاح والتحسين".
وهناك أسماء أدرجت في القائمة تحت بند "لا يصلح" وكتبت ملاحظة بجانب اسمه بإعادة التحري عنه، عدا عن شخص يصلح لكن اقامته في الامارات جعلته موضوع شك وتمت المطالبة بالتحري عنه أكثر خشية أن يكون مقربا من القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان.
وأدرجت في القائمة أسماء مدعومة بجانب اسمها "مدعوم من قبل قيادي كبير في حركة فتح" لذلك بات يصلح للترشح.
وتكشف الوثائق وجود شخص آخر يصلح ويتشرط ترشيح اسمه ضمن الأسماء ذات الترتيب الأول في القائمة وتقديم تعهد له بالعودة إلى وظيفته أو منصب جديد في حال خسارة الانتخابات "كبير مين قده".
وبعد التفحيص والتمحيص، والخض والرد ستندرج أسماء المقبولين ضمن القائمة الفتحاوية، أما المغضوب عليهم "كش ملك"، وسيبقى شارب الخمر ربما الأكثر حظا للفوز، وغالبا سيطالب بأن يكون "الكيف" شعار القائمة الانتخابية كما تتطلب المرحلة المقبلة!