الرسالة نت-كمال عليان
بينما كان أبناء الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة "السجن الكبير" منهمكين في زيارات أقاربهم، في أول أيام عيد الأضحى المبارك، بعد ليلة عصيبة مرّت عليهم بدون كهرباء، نظرا لقلة كميات الوقود التي يدخلها الاحتلال للقطاع، كان الأسير الصهيوني جلعاد شاليط يحتفل مع آسريه من رجال كتائب القسام بشرب القهوة العربية "السادة" وتناول الحلويات التركية من حملة "مودة وتواصل" التي نفذتها حركة حماس في الأيام الماضية.
ورغم أن الحلويات التي وزعتها حركة حماس على الشعب الفلسطيني تركية الصنع، إلا أنها أعجبت شاليط الذي لم يعد يكترث لموقف حكومته التي باتت تنظر لقضيته بازدراء وتجاهل كبير.
ويجدر الإشارة إلى أن العلاقة الإسرائيلية التركية قد تراجعت كثيرا بعد العدوان الأخير على قطاع غزة التي استشهد فيها أكثر من 1400 شهيد، وزادت العلاقات تراجعا بعد جريمة أسطول الحرية التي راح ضحيتها 9 شهداء أتراك.
ويمضي شاليط أكثر من أربعة أعوام في قبضة المقاومة دون معرفة الاحتلال بكافة أجهزته الأمنية والاستخبارية بصيص معلومة تفيد بمكان احتجاز جنديه صاحب الأصول الفرنسية، الأمر الذي جعله يحتفل مع آسريه في الأعياد أكثر من ثماني مرات على التوالي.
وأحيت عائلة الجندي الإسرائيلي مع آلاف الصهاينة، قبل ثلاثة شهور عيد ميلاده الرابع وعشرون ضمن صلاة كبيرة أقيمت عند حائط (البراق) بالقدس.
يشار إلى أن حركة حماس تصر على إطلاق سراح مئات الأسرى من ذوي المحكوميات العالية, في حين يعبق في السجون الإسرائليي أكثر من 8000 آلاف أسير فلسطيني من مختلف الأعمار والأجناس والتنظيمات والنواب والوزراء ورؤساء المجالس المحلية.
وذكرت عائلة شاليط وبعض أصدقاءه، أنه لا توجد لديهم أي أخبار جديدة بخصوص أي صفقات جديدة للافراج عن ابنهم، وهم يقرؤون الصحف كباقي العامة في (إسرائيل).
وأقامت هيئة الدفاع عن "شاليط"، قبل عدة شهور خيمة اعتصام مماثلة لتلك التي أقاموها في آخر أيام الحكومة الإسرائيلية المنصرمة بزعامة "إيهود أولمرت"، لتشكل ضغطا على حكومة "بنيامين نتنياهو" للتقدم في هذا الملف، إلا أن ذلك لم يزد رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو إلا إصرار على رفض التنازل لشروط المقاومة.
وحملت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" حكومة الاحتلال الصهيوني برئاسة "بنيامين نتنياهو" المسئولية عن فشل إبرام صفقة الأسرى، مؤكدةً أن المقاومة لن تتخلى عن شرطها القاضي بعقد صفقة تبادل للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين مقابل شاليط.
الوزير الصهيوني بنيامين بن اليعيزر من حزب العمل، دعا في وقت سابق، إلى ما أسماه دفع ثمن صفقة التبادل عبر إطلاق سراح "قتلة" من أجل الإفراج عن الجندي الصهيوني الأسير شاليط.
وبالتزامن مع تصريحات بن اليعيزر أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" كبرى الصحف العبرية عن تأييد ثلثي الشارع اليهودي اتمام الصفقة مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين من السجون الصهيونية بمن فيهم معتقلين من أصحاب المحكوميات العالية والتي ترفض "إسرائيل" إطلاق سراحهم.
وكان أطباء نفسيون أكدوا لـ"الرسالة نت" أن هناك علاقة وطيدة بين الحالة النفسية ومرض القولون العصبي، فالمرضى الذين يعانون من اكتئاب، يوجد عندهم القولون العصبي بنسبة أكبر من الأشخاص الآخرين، الأمر الذي يجعل شاليط الذي عاش طيلة حياته في رفاهية أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، ولكن حسب الاعتقاد يبدو أن رجال القسام يحاولون تخفيف الضغط عن شاليط بالاحتفال معه في عيدهم.