قائد الطوفان قائد الطوفان

لماذا تخشى (إسرائيل) القائمة الفلسطينية المشتركة؟

ارشيفية
ارشيفية

الرسالة نت-شيماء مرزوق

رفضت القواعد التنظيمية لحركتي فتح وحماس القائمة المشتركة بين الفصائل الفلسطينية، ومع فتح باب الترشح امام القوائم في 20 من الشهر الجاري، يبدو واضحاً أن كل التنظيمات ستخوض الانتخابات بقوائم منفردة.

ولكن الرفض الداخلي ليس وحده ما أعاق القائمة المشتركة، بل هناك ضغوط خارجية مورست لمنع هذه القائمة، خاصة من الاحتلال (الإسرائيلي).

وقد كشفت القناة العبرية "الـ12" أن رئيس جهاز «الشاباك»، نداف أرغمان، التقى في وقت سابق هذا الأسبوع رئيس السلطة محمود عباس في المقاطعة، ونقل إليه «تحذيراً إسرائيلياً شديداً» في عدة قضايا، منها نيّة «فتح» الدخول في قائمة مع «حماس»، وحتى الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة.

وأضافت القناة أن أرغمان حذّر أبو مازن من «أخطاء جسيمة يصعُب التراجع عنها لاحقاً»، داعياً إيّاه إلى «إجهاض هذه الأفكار باكراً»، لأنها ستؤدي إلى «تراجُع مكانته وقوته السياسية في حال تشكيل حكومة مع حماس أو خوض الانتخابات معها في قائمة واحدة».

كذلك، نقل مسؤول أميركي إلى عباس رسالة مشابهة، تُحذّره من أن تؤدّي حوارات القاهرة إلى تمكين حماس من العودة إلى لعب دور في الضفة المحتلة، أو تولّيها حقائب في الحكومة أو الوصول إلى ميزانية السلطة.

ويأتي هذا وسط حديث عن نيّة واشنطن تعليق تجديد الدعم المالي وإعادة العلاقات مع السلطة إلى ما بعد الانتخابات.

رفض الاحتلال لقائمة مشتركة تضم فتح وحماس له أسباب واضحة وهي:

أولاً: خوض الانتخابات بقائمة مشتركة تضم التنظيمين الأكبر في الساحة الفلسطينية يضمن سير العملية الانتخابية دون عوائق كبيرة، وهذا ما لا يريده الاحتلال، فما زال يعول على أزمة الانقسام والاختلافات الواسعة بين التنظيمين لضرب عملية الانتخابات وإلغائها قبل الوصول ليوم الاقتراع.

وقد لعب الاحتلال دور المتفرج منذ اصدار مرسوم الانتخابات منتصف يناير المنصرم على أمل أن يفشل الفلسطينيون في الوصول الى الانتخابات نتيجة صراعاتهم كما جرت العادة في سنوات الانقسام السابقة.

ثانياً: يخشى الاحتلال من أن قائمة مشتركة ستمنح مساحة من العمل والحركة لحماس في الضفة الغربية ضمن التفاهمات التي تجري بين الحركتين وذلك بعد سنوات من الملاحقة والقمع والمنع لعناصر حماس من العمل بالضفة.

ويتوقع الاحتلال ان خوض الانتخابات بتوافق فتحاوي حمساوي سيمنح الأخيرة حرية العمل خاصة فترة الدعاية الانتخابية وهي مظاهر يخشى الاحتلال من تكرار وجودها في الضفة.

ثالثاً: يعتبر الاحتلال أن تشكيل حكومة وحدة وطنية من فتح وحماس، ستفضي إلى نتائج مرضية للحركتين وقد تصل لتشكيل حكومة وحدة وطنية أيضاً ستمنح حماس مساحة من العمل في الضفة، وفرصة للاطلاع على تفاصيل عمل السلطة في الجوانب الأمنية والمالية وبعض الملفات المهمة.

رابعاً: تشكل العوامل السابقة مجتمعة ضربا لاستراتيجية الانقسام التي عمل الاحتلال خلال السنوات الماضية على تعزيزها وتهيئة كل الأجواء اللازمة لاستمرارها، وهي سياسة عمل عليها الاحتلال منذ العام 2002، ويهدف من خلالها للاستفراد بالفلسطينيين واضعافهم وفصل الضفة عن القطاع والتعامل مع كل ساحة وفق آليات وسياسات مختلفة، تضمن تأبيد الانقسام.

البث المباشر