من جديد، تتصدر قضية تهجير سكان الخان الأحمر وسائل الاعلام، وذلك بعدما أوردت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية أن مسؤولين إسرائيليين بلوروا خططا لتسوية قضية القرية، وأبرزها نقل أهاليها إلى مكان أوسع يجاور القرية ويفصل بينهما الشارع الرئيس.
وما يجعل قرية الخان الأحمر مطمعا للاحتلال هو موقعها الحالي الذي يوصل الأراضي بين القدس وأريحا، وتهجيرهم يعني القضاء على احتمال قيام دولة فلسطينية مترابطة في هذه المنطقة.
قرار الضغط على سكان الخان الأحمر لتهجيرهم يهدد به بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية ترويجا لبرنامجه في الانتخابات المقبلة، فهذه ليست المرة الأولى، فقد لوح بذلك أكثر من مرة، وقبل عامين أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية قرارا بإخلاء القرية مما أثار غضبا واسعا فلسطينيا وأوروبيا.
وبحسب ما ذكرته يديعوت أحرنوت، فإن مقترح التسوية نقل إلى أهالي القرية لبحثه، وفي حال الموافقة عليه سيُنقل المقترح إلى المستوى السياسي الإسرائيلي لإقراره.
يذكر أنه في نوفمبر الماضي أخطرت النيابة العامة الإسرائيلية المحكمةَ العليا بأنّ سلطات الاحتلال تعتزم إخلاء وهدم قرية الخان الأحمر الفلسطينية شرق مدينة القدس؛ خلال الأشهر الأربعة المقبلة (تنتهي خلال الأسابيع المقبلة).
وحذر فلسطينيون من أن تنفيذ عملية الهدم من شأنه التمهيد لإقامة مشاريع استيطانية تعزل القدس المحتلة عن محيطها، وتقسم الضفة الغربية إلى قسمين بما يؤدي إلى القضاء على خيار "حل الدولتين".
وفي هذا السياق يقول محمود أبو داهوك الناطق الإعلامي باسم تجمعات الخان الأحمر: "قرار هدم القرية وتهجير السكان تروج له الحكومة الإسرائيلية عبر وسائل الاعلام، ولم يبلغنا أحد بشيء"، متابعا: الحكومة تروج لتبييض وجهها أمام شعبها، بالإضافة إلى معرفة رد فعل التجمعات من هذا القول.
وأضاف أبو داهوك "للرسالة": في حال قرر الاحتلال تطبيق مخططه لتهجير سكان القرية وهذا ليس وليد اللحظة بل منذ 1980، سيكون ردنا مختلفا عن السنوات الماضية"، موضحا أنه في حال اقترحت الحكومة رسميا وتقدمت لهم بنقلهم لمكان فيه إمكانيات أفضل من قريته البدوية سيطلبون من الجهات الدولية التفاوض مع الإسرائيليين لتحسين معيشتهم والبنية التحتية وهم في مكانهم ما دامت قادرة على تحسين أوضاعهم في مكان آخر بعد ترحيلهم.
ويؤكد أن رد سكان الخان الأحمر لن يكون بالرفض فقط بل بتقديم مقترحات وحلول، كون الاحتلال يسعي من وراء مخططه إلى اغلاق الوجه الشرقي لمدينة القدس.
وبحسب أبو داهوك، فإنه في حال كرر الاحتلال فعلته في التعدي عليهم واستفزازهم كما الأعوام السابقة، سيكون ردهم مختلفا بالإضافة إلى الاستمرار في الفعاليات أيضا لتدعيم قضيتهم بدلا من تهجيرهم.
وتجدر الإشارة إلى أنه في سبتمبر الماضي، قدم نتنياهو طلبًا بتأجيل مداولات العليا الإسرائيلية في التماس "ريغافيم"، حتى نهاية الربع الأول من العام 2021 المقبل، وتذرّع بانشغال الحكومة بمواجهة فيروس كورونا؛ علما بأنه كان قد تقدم بطلبات مشابهة للمحكمة في الماضي، بذرائع مختلفة، منها سياسية وأخرى بحجة أنه يترأس حكومة انتقالية.
وتعتبر سلطات الاحتلال الأراضي المقام عليها التجمع البدوي "أراضي دولة"، وتدعي أن البناء عليها جرى دون ترخيص".
ويعيش في التجمع عشرات من عشيرة الجهالين، الذين رحلتهم السلطات الإسرائيلية من أراضيهم في النقب في خمسينيّات القرن الماضي، إلى مكان سكناهم الحالي.
ويحيط بالتجمع عدد من المستوطنات اليهودية؛ حيث يقع ضمن الأراضي التي تستهدفها السلطات الإسرائيلية لتنفيذ مشروعها الاحتلالي المسمى "E1".
يشار إلى أن مخطط تهجير خان الأحمر يلقى معارضة دولية أيضا. كما أن مصادر أمنية إسرائيلية أكدت، في حزيران/ يونيو 2019، أن الإدارة الأميركية طلبت من (إسرائيل) تأجيل إخلاء وهدم قرية الخان الأحمر.