قائمة الموقع

مسيحيو غزة يتقاسمون "فرحة العيد" مع "مسلميها"

2010-11-17T16:43:00+02:00

الرسالة نت - كمال عليان

خيوط الفرح ارتسمت على وجـه الفتاة الفلسطينية داليا حنا وهي "تبسبس" – بلهجة أهالي غزة - عجينة المعمول والكعك، في أول أيام عيد الأضحى المبارك، لتهدي جزءً منه لجيرانها، ولتشارك صديقاتها فرحة العيد.

ولكن المفاجأة أن تكتشف أن الفتاة "حنا" مسيحية الديانة، إلا أنها تحب أن تشارك المسلمين فرحتهم بأعيادهم ومناسباتهم السعيدة، "فلا فرق بيننا وكلنا أخوة" حسب ما تقول. 

ويشكّـل المسيحيون نحو 4% من عدد الفلسطينيين بالضفة وغزة، حيث يعيش في غزة نحو 3500 مسيحي، 70% منهم أرثوذكس يتبعون مرجعية القدس، والباقي كاثوليك يتبعون مرجعية روما.

وبينما كانت تضع "صينية" الكعك في الفرن تقول : "حياتنا في غزة حياة مثالية مع مسلميها، وما عاد هناك فرق بيننا، فنحن نشاركهم أفراحهم وهم يشاركونا مناسباتنا، ونحن أخوة مهما صار".

وتمتزج شوارع قطاع غزة بين الحضارة الإسلامية والحضارة المسيحية بشكل ساحر، وتعتبر غزة المنطقة الأكثر في العالم التي يشارك فيها المسيحيين والمسلمين بعضهم البعض في المناسبات.

ويلتف الأطفال الصغار حول فرن خبز الكعك والمعمول ينظـرون بفرحة إليه ويتمتـمون ببراءة وسعادة:" لقد جاء عيد الأضحى وسنأكل الكعك".

المواطن المسيحي، سامي الصوري، أكد أن المسيحيين في غزة مندمجين كلياً مع المسلمين، يشاركوهم أحزانهم وأتراحهم ومناسباتهم "فلم يعد ينظر إلينا أحد إلا على أننا فلسطينيون".

ويقول الصوري لـ"الرسالة نت":" نحن نستقبل أعياد "الفطر والأضحى" كما يستقبله المسلمون تماماً، فأجواؤه تدخل الفرحة والسعادة على قلوبنا كما المسلمين، ولا فرق بيننا".

وليس ببعيد عن بيت الصوري يسكن الفنان التشكيلي المسيحي نصر الجلدة الذي أشار إلى أن المسيحيين يعيشون في غزة دون أن يشعروا بأي تمييز بينهم وبين المسلمين، مدللاً على العلاقات الطيبة التي ينسجها مع جميع جيرانه المسلمين.

وقال الفنان الجلدة "53 عام" والذي يزين جدران منزله بصور ورسومات ومجسمات العائلة المقدسة "لا يوجد مسيحي ومسلم في غزة، الكل فلسطيني".

وأضاف الجلدة لـ"الرسالة نت"، " يبارك المسلمين أعيادنا ونبارك لهم أعيادهم ونعيد عليهم، وفي رمضان أذهب عند أصدقائي المسلمين لأكل حلوى القطايف".

"العلاقة السائدة بيننا وبيننا المسلمين قائمة على الاحترام المتبادل" .. هذا ما أكده الفنان الجلدة أثناء إغلاقه للمذياع وهو يسمع الموسيقي فور سماعه لأذان العصر.

ويمضي يقول: "نحن نحب القرآن الكريم لأنه يذكر المسيحيين في مواضع كثيرة ويحتوي على سورة كاملة لمريم العذراء ومواقف المسيح عيسى، يمكنني ترك البلد ولكنني لا أريد ذلك لأنني مرتاح أنا وعائلتي".

جدير بالذكر أن من أشهر العائلات المسيحية في غزة هي عائلة "ترزي، خوري، مسلم ، عياد، حاكورة، الصايغ، فرح، الطويل، الصّراف، وعائلة غطاس".

وتحوي غزة على خمسة مدارس مسيحية وهي "مدرسة العائلة المقدسة"، ومدرسة" البطريركية اللاتينية"، و"مدرسة راهبات الوردية"، و"روضة راهبات المحبة"، و"مدرسة الروم الأرثوذكس".

ويسكن المسيحيون في أربع مناطق غزية رئيسية "حارة الزيتون، حارة الدرج، غزة القديمة، ومخيم الشاطئ "ويقطنون أيضاً في مناطق "الرمال، وتل الهواء، والشيخ رضوان، وخان يونس".

ويمثل المسيحيون في المجلس التشريعي الفلسطيني النائب حسام الطويل، والذي انتخب نائباً عن دائرة غزة مدعوماً من حركة حماس وحصل على 54961 صوتاً، ويشغل أمين سر مجلس وكلاء الكنيسة العربية الأرثوذكسية بغزة.

 

 

اخبار ذات صلة