قائمة الموقع

هل ترجح السلطة سيناريو تأجيل الانتخابات؟

2021-03-31T12:40:00+03:00
الرسالة نت- شيماء مرزوق

تحديات كبيرة ما زالت تواجه الانتخابات الفلسطينية المزمع عقدها في مايو المقبل، ورغم تقدم مراحل العملية الانتخابية، بدأت تصريحات مقلقة تخرج للإعلام خاصة من قيادة حركة فتح والسلطة الفلسطينية مع قرب إغلاق باب الترشح.

وخرجت تسريبات تؤكد أنّ تعليمات صدرت من البرغوثي في سجن هداريم، بتشكيل قائمة له لخوض الانتخابات التشريعية المقررة في 22 مايو المقبل لتزيد المشهد الفتحاوي تعقيدا.

وأفادت مصادر في الضفة الغربية أن مسلحين أطلقوا الرصاص الحي بشكلٍ مكثّف وأغلقوا الشارع الرئيسي في مُخيّم قلنديا للاجئين الفلسطينيين.

وأفادت مصادر محلية أنّ إطلاق النار نفذته "عناصر تابعة لحركة فتح" احتجاجاً على ما أسموه "الأسماء المتداولة لمرشحي الحركة لانتخابات المجلس التشريعي، إذ يطالبون باختيار أسماء وازنة من المنطقة للمشاركة في الانتخابات"، على حد قولهم.

بدورها أثارت تصريحات عضو المجلس الثوري لحركة فتح عبد الاله الأتيرة حول إمكانية منع الاحتلال الإسرائيلي اجراء الانتخابات في القدس حالة من القلق والشك من إمكانية اجراء العملية الانتخابية برمتها.

وقال الأتيرة: "الانتخابات نريدها في القدس ترشحاً ودعاية وانتخاباً وتصويتاً، ولو انطبقت السماء على الارض لا انتخابات دون القدس".

التصريحات خرجت عقب تسجيل كل من قائمة القدس موعدنا التابعة لحركة حماس وقائمة المستقبل التابعة لتيار محمد دحلان القيادي المفصول من فتح، بينما لا تزال فتح تعقد اجتماعات لاختيار قائمتها وتواجه الكثير من الإشكاليات.

وقد لاقت قائمة حماس رواجا كبيرا حيث ضمت عددا من كبار الاسرى الفلسطينيين، وترأسها القيادي في حماس خليل الحية.

يوني بن مناحيم المحلل (الإسرائيلي) قال إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أوفد اثنين من كبار مستشاريه إلى الولايات المتحدة الامريكية لبحث تأجيل الانتخابات الفلسطينية بسبب تخوفات من خسارة فتح للانتخابات نتيجة الانقسامات، وبانتظار اطلاع الولايات المتحدة على التطورات – حيث تدعم (إسرائيل) ومصر والاردن تأجيل الانتخابات الفلسطينية.

ويبقى سيناريو تأجيل الانتخابات قائما في ظل التحديات التي تواجهها فتح تحديداً والتي انعكست في الصراع بين تياراتها قبيل الانتخابات.

ويمكن القول إن هناك أربعة أسباب قد تدفع نحو تأجيل الانتخابات وهي:

أولاً: الموقف الأميركي: رغم أنه يمكن وصفه بالموقف الباهت حتى الان، حيث لم يصدر موقف واضح بالرفض أو التأييد لإجراء انتخابات تشارك فيها حركة حماس خشية تكرار سيناريو 2006 وفوزها الكاسح.

كما أن الولايات المتحدة لم تشكل الفريق الخاص بمنطقة الشرق الأوسط ولم تقدم رؤية واضحة للتعامل مع الملف الفلسطيني، لكن من ناحية أخرى ترى الولايات المتحدة ضرورة تجديد النظام السياسي الفلسطيني كأساس للانخراط في أي عملية سياسية قادمة، ولكنها ترغب بأن تفرز فوز حركة فتح، لكن هذا الفوز غير مضمون في ظل أزمات الحركة.

ثانياً: الموقف (الإسرائيلي)، ويمكن القول إن الاحتلال حتى وقت قريب لم يكن مهتما كثيراً بما يجري على الساحة الفلسطينية، حتى أن المستوى السياسي المنشغل بأزماته الداخلية كان يشكك بإتمام الانتخابات.

ولكن المستوى الأمني هو من يتطرق للتخوفات من إمكانية فوز حماس وسيطرتها على الضفة تدريجيا في حال السماح لها بالعمل هناك.

ويعتبر الاحتلال الطرف الاكثير تأثيراً وقدرة على تعطيل الانتخابات لأنه يملك الأدوات لذلك في الضفة الغربية، سواء منع اجرائها في القدس أو في مناطق ج في الضفة أو عبر الاعتقال والتهديد.

ثالثاً: الانتخابات في القدس، وتشكل هذه المسألة عامل تفجير لملف الانتخابات في حال صدقت الاخبار حول رفض الاحتلال اجراءها في المدينة والتي أجمعت كل الفصائل والسلطة أنه لا انتخابات دون القدس، وفي ظل رغبة فتح باستخدام هذه الحجة للهروب من الانتخابات، وعدم البحث في وسائل بديلة لتجاوز العراقيل الإسرائيلية.

رابعاً: الانقسامات داخل فتح، وهي أزمة برزت بقوة خلال الشهور الماضية خاصة بعد اعلان مروان البرغوثي نيته الخروج بقائمة مستقلة عن فتح.

ومن ناحية أخرى تطور الخلاف مع ناصر القدوة عضو اللجنة المركزية لفتح والذي شكل الملتقى الديمقراطي وأعلن انه سيشكل قائمة منفصلة أخرى، ما أدى لفصله، ما يعني ان فتح أمام معضلة تشتيت أصوات ناخبيها الامر الذي يهدد بتكرار خسارتها كما جرى عام 2006.

حتى الان يرجح أن يكون الموقف الإسرائيلي والأمريكي من أكبر عوامل التأجيل في حال ممارسة المزيد من الضغط على السلطة الفلسطينية للتأجيل خوفا من فوز حماس، وهو ما سيتضح خلال الأيام القليلة المقبلة.

اخبار ذات صلة