قائمة الموقع

الأسير غازي حر وزيارته الأولى إلى القبر

2021-04-03T16:44:00+03:00
الأسير غازي حر وزيارته الأولى إلى القبر
الرسالة نت-رشا فرحات

"يمه غازي طلع يمه" كانت كلمات شقيقة الأسير غازي كنعان تتردد فوق قبر الأم التي رحلت قبل أربعة شهور من الإفراج عنه، بينما وقف غازي يذرف الدموع بين أحضان أخته التي تقلب الكلمات بين مواساة وحب لامرأة ثكلى تعرف ما يشعر به شقيقها من فرحة منقوصة .

الاحتلال الذي يسعى إلى قتل الفرحة في قلوب الأسرى، أفرج عن الأسير المقدسي غازي كنعان "48 عاما" الخميس الماضي بعد أحد عشر عاما من الاعتقال، وبعد رحيل والدته بأربعة أشهر.

لم يكن هناك حيز للزغاريد وإنما احتل الحزن كل الأمكنة فوق قبر الأم المدفونة، فبكى الجميع ورتل غازي القرآن على قبر والدته وأودعها كل القصص التي كانت مخبأة ليوم الحرية ولم يحكها لها.

ورغم كل شيء، ولأن الفرحة رسالة تحدٍ للاحتلال أتقنت عائلة كنعان الفرح وأقامت بيتا كبيرا  مزينا بالمحبة والهتاف والغناء والرقص والدبكة والزغاريد، ومرت فوق أحزان أحد عشر عاما لتوجه للمحتل رسالة إصرار بأنه لن يهزم الإرادة مهما فعل.

وفي رأس العامود حمل أهالي القدس الأسير كنعان على الأكتاف صاعدين إلى التلة حيث بيته وعائلته وابنه ياسر أكبر أبنائه الخمسة محمولا إلى جانبه بعد أن تركه طفلا لا يتجاوز الثلاث سنوات.

أبناؤه أكبرهم ياسر وأصغرهم يارا وبينهم أماني ويزن وفهد وجميعهم كبروا أكثر من أعمارهم في أحد عشر عاما من غياب والدهم حيث كانت الأم والجدة كل شيء في هذه الدنيا لهم.

كانت فاطمة كنعان والدة الأسير غازي تردد في كل عام وهي تحتفل بعيد ميلاد ابنها وتجمع كل أصدقائه في غيابه للاحتفال: "رغم مرضي وولعي على ابني إلا أنني كنت أشعر بالسعادة وأنا أنظر إلى عيون أطفاله فذلك يذكرني بطفولته".

ولكن قلب الأم لم ينتظر أو لم يقو على الانتظار لأربعة شهور أخيرة، فرحل حزنا وكمدا وشوقا للقاء الحبيب.

لم يكن غازي وحده من تعرض لتجربة الاعتقال في عائلة كنعان المقدسية. فهو أيضا شقيق الأسيرتين المحرتين سميرة ورانيا  والأسير سعود وقد تعرضوا لتجارب متفاوتة من الاعتقال أخذت من قلب الأم ما أخذت، ولكنها كانت تردد دوما: "أنا فخورة بهم، مناضلين يدافعون عن وطنهم المسلوب" 

ياسر ابن الأسير عاش طفولته وشبابه وتخرج من جامعته وهو يحمل رسالة وحيدة: "كنت أريد أن يفخر بي أبي، وكنت لاعبا في نادي سلوان، فتصل صوري إلى والدي داخل السجون، كنت أريد أن أكون يدا تواسي أبي فيما أقدمه لنفسي وليشعر بأنه فخور بي".

رسالة الفرحة والحرية التي يكرهها الاحتلال وصلت من بيت آل كنعان في رأس العامود من القدس إلى كل العالم، وكانت بمثابة رصاصة مقاومة أخرى في وجه المحتل الذي يسعى إلى كسر إرادة الأسرى.

غازي أوصل رسالة الأسرى وأنهم يتأهبون ويحلمون بصفقة تحررهم في وقت ربما تؤلمهم فيه الاشاعات المتناقلة عن الصفقة، ولكنهم لا زالوا على ارادتهم القوية لا ينكسرون ولا يهزمون.

اخبار ذات صلة