واجهت حملة التطعيم ضد فيروس كورونا المتعثرة في أوروبا المزيد من العراقيل، في حين تشهد تقدما في الولايات المتحدة. وفي مناطق عدة من العالم يتفشى الوباء بوتيرة سريعة مع تسجيل أعداد قياسية من الوفيات أو الإصابات في دول بينها البرازيل والهند وإيران.
وتعرضت حملة التطعيم ضد كورونا في أوروبا لمشاكل جديدة إثر إعلان هيئة تنظيم الأدوية الأوروبية أنها تدرس الآثار الجانبية للقاح "جونسون آند جونسون" (Johnson & Johnson) ووضعت فرنسا حداً لاستخدام لقاح مجموعة أسترازينيكا، وإعلان هذه الأخيرة تأخير تسليم جرعات كان مقرراً هذا الأسبوع لدول بالاتحاد الأوروبي.
وكانت الهيئة الأوروبية للأدوية أعلنت أمس أنها تدرس إصابات بتجلط الدم بعد أخذ لقاح جونسون آند جونسون عقب تسجيل 4 حالات بينها حالة وفاة.
وقالت إن 3 حالات سجلت في الولايات المتحدة ورابعة خلال تجارب سريرية في موقع لم يحدد، وفي المقابل ذكرت هيئة الدواء والغذاء الأميركية أنها لم تجد حتى الآن رابطا بين استخدام هذا اللقاح وحالات تجلط الدم التي تم الإبلاغ عنها.
وأجازت الهيئة الأوروبية "لقاح جونسون آند جونسون" ومن المقرر أن يبدأ إعطاؤه في دول الاتحاد الأوروبي خلال أبريل/نيسان الجاري.
وأمس، أعلنت مجموعة أسترازينيكا (AstraZeneca) أنها ستؤخر تسليم نصف الجرعات المرتقبة هذا الأسبوع للاتحاد الأوروبي، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية عن متحدث باسم المجموعة.
وكان لقاح أسترازينيكا نفسها قد واجه مؤخرا مشاكل بعدما أظهرت تقارير أنه تسبب في عشرات حالات تجلط الدم في دول أوروبية بينها بريطانيا وفرنسا، مما استدعى تعليق استعماله لبعض الوقت.
وأعلنت الهيئة العليا للصحة في فرنسا أن الأشخاص الذين تلقوا جرعة أولى من لقاح أسترازينيكا ولا تتجاوز أعمارهم 55 عاما سيتلقون جرعتهم الثانية إما من لقاح فايزر أو مودرنا.
التطعيم في أميركا
وفي الولايات المتحدة، بدا أن حملة التطعيم تحرز تقدما متسارعا، مع سعي إدارة الرئيس جو بايدن إلى تطعيم كل البالغين ضد الفيروس بحلول نهاية مايو/أيار.
وقالت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن نحو 179 مليون أميركي حصلوا حتى صباح أمس الجمعة بالتوقيت المحلي على جرعة واحدة من اللقاحات المضادة لكورونا، في حين تم توزيع أكثر من 233 مليون جرعة.
ويأتي الكشف عن هذه الأرقام في وقت تعتزم سلطات مدينة ديترويت في ولاية ميشيغان التواصل مباشرة مع السكان في منازلهم لحثهم على أخذ اللقاحات، وفقا لوكالة أسوشيتد برس.
الوباء يتفشى بسرعة
وعلى صعيد تفشي الوباء عالميا، تجاوز عدد الوفيات جراء فيروس كورونا في البرازيل لأول مرة 4000 حالة وفاة أمس الجمعة، مما رفع الإجمالي إلى نحو 340 ألفا، كما تم إحصاء أكثر من 93 ألف إصابة جديدة بالفيروس.
وتلقى 3% فقط من بين 210 ملايين برازيلي جرعتين من لقاح مضاد لكورونا، وتواجه المستشفيات في معظم الولايات ضغطا شديدا مع بلوغ نسبة إشغال الأسرّة في غرف العناية المركزة 90%.
وقال مجلس الشيوخ أمس الجمعة إنه سيفتح تحقيقا في تعامل الحكومة مع وباء كورونا، ويأتي ذلك في وقت يواصل الرئيس جايير بولسونارو مقاومة تدابير الإغلاق.
وأحصت الهند اليوم عددا قياسيا من الإصابات بواقع 134 ألف إصابة جديدة ونحو 800 وفاة إضافية، ويأتي هذا التطور في حين فرضت السلطات قيودا مشددة شملت حظر التجول على مناطق بينها العاصمة نيودلهي وولاية ماهاراشترا الأكثر تضررا من الموجة الثانية من الفيروس.
بدورها، سجلت إيران أمس الجمعة نحو 22 ألفا و600 إصابة جديدة بفيروس كورونا، في حصيلة قياسية جديدة، وكانت سجلت اليومين السابقين أعدادا قريبة، وهو ما حمل السلطات على وضع عشرات المدن ضمن المستوى عالي الخطورة
كما سجلت تركيا في الأيام الماضية أعدادا مرتفعة من الإصابات تجاوزت 50 ألف إصابة يوميا.
وفي أوروبا أيضا، أحصت ألمانيا اليوم أكثر من 24 ألف إصابة جديدة بالفيروس و246 حالة وفاة، ويأتي ذلك بينما تشهد دول أخرى في القارة الأوروبية انتشارا مقلقا للوباء.
وفي كندا، وصف رئيس الوزراء جاستن ترودو انتشار الموجة الثالثة من الوباء في بلاده بالمقلق، داعيا إلى إجراءات أكثر صرامة.
وبينما قالت الصين إنها لم تسجل أمس أي إصابات محلية، ذكرا مسؤول بلجنة الصحة الوطنية الصينية اليوم أن بلاده ستنتج على الأرجح ثلاثة مليارات جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا بحلول نهاية العام الجاري.
وفي آسيا أيضا، أحصت كوريا الجنوبية لليوم الثالث أكثر من 600 إصابة جديدة بالفيروس، وسط مخاوف من موجة رابعة من الوباء.
عالميا، ارتفعت حصيلة الإصابات صباح اليوم السبت إلى 135 مليونا و404 آلاف إصابة، والوفيات إلى مليونين و931 ألفا، في حين زاد عدد المتعافين من المرض إلى 108 ملايين و963 ألفا، وفق أحدث البيانات التي ينشرها موقع "ورلد ميتر".
الجزيرة نت