قائمة الموقع

الأسرى يصنعون "القطايف" بالخبز المجفف

2021-04-17T10:53:00+03:00
الأسرى
الرسالة نت – مها شهوان

حين يهل شهر رمضان، تكون سيرة الاسرى داخل المعتقلات الإسرائيلية حاضرة على موائد ذويهم ومحبيهم، ترى هل سيأكلون مثل هذه الشوربة؟ هل يشتاقون لحبات القطائف الذهبية؟ ولا يرتاح بال لأحد حتى يأتي صوت الأسير من معتقله يخبرهم "لقد صنعت القطايف".

يصاب الجميع بالدهشة كيف تم ذلك وكثير من المواد الغذائية تمنع مصلحة السجون إدخالها.

مهما حاول البعض تخيل الحياة داخل المعتقل خاصة في المناسبات الدينية بالكاد يلمس القليل منها حال عايش أحد من المحررين للاستماع الى تجربتهم.

في الأيام الأولى من شهر رمضان راح الأسير المحرر أحمد ملحم، يستذكر بعض التفاصيل، يقول:

في هذه الساعات تقرع كل غرف القسم وتسمع تمتمات الأسرى (يلا السحور جاهز) نتسحر أول سحور من رمضان وكل لقمة ترافقها دمعة نستذكر أهلنا ثم نبدأ التخطيط لليوم".

ويتابع: "بعد السحور المتواضع كنا ننتظر الاذان، ومع اقترابه ينادي المؤذن (يا عباد الله تبقى للأذان 10 دقائق) والشباب ينبهون كل واحد لكي يشرب الماء، البعض منهم يتكلم مع والدته والبعض الآخر يسترجع الذكريات (..) وبعدها يصلون الفجر، منهم من ينام ومنهم من ينتظر الفورا ومنهم من يقرأ القرآن".

ويذكر ملحم أنه في نهار رمضان يبدأ الأسرى يتساءلون في الغرفة "شو بدنا نطبخ"، وحين يأتي موعد الإفطار يتناولون الطعام ويواسون بعضهم لاسترجاعهم الذكريات مع الأهل.

أما الأسير المحرر والمبعد إلى غزة رجائي الكركي، يحكي "للرسالة" عن أنواع من الطعام كانت ولا تزال مصلحة السجون تفرضها على الاسرى كالنقانق والبرجر ويكون مذاقها سيئا والاقبال عليها ضعيفا، عدا عن المواد الحافظة التي تحتويها، لكن الجوع يدفعهم لشرائها وتناولها.

وبحكم تجربته داخل السجون ذكر الكركي أن هناك قائمة ممنوعات من الطعام فرضتها إدارة السجون على الأسرى منها: الكبدة الطازجة والمجمدة، والسمك وبعض الخضار "الزهرة يسمح بإدخالها مرة في الشهر، وكذلك الملفوف والباذنجان والفاصوليا والبامية".

أما عن بعض الأطعمة المتوفرة دوما، تكون معلبة كالذرة والتونة وعلب الفاصوليا والبازيلاء، والحديث للأسير المحرر.

وعن حلوى "القطايف" التي تتزين بها جميع موائد المسلمين، يروي الكركي أن الأسرى رغم حرمانهم من إدخال الطحين إلا أنهم يعدون "القطائف" بعد عملية تجفيف الخبز الجاهز ومن ثم طحنه وخلطه بالحليب الناشف.

ويتذكر موقفا يتكرر مع الأسرى في المناسبات لاسيما شهر رمضان والأعياد، أنهم حينما يلتقون ذويهم يسألونهم ماذا تناولوا من طعام، فيضطرون للكذب عليهم أنهم أعدوا أفخر الاصناف لكن في حقيقة الأمر يكون عكس ذلك، عدا عن أن ذويهم دوما يتذرعون بتناولهم للعدس خشية أن يكون في نفسهم شيء.

وفي السياق ذاته يقول عبد الله الزغاري رئيس نادي الأسير الفلسطيني، إن شهر رمضان شهر صعب على الأسرى لأنه يذكرهم بعائلاتهم وذويهم خارج السجن، مؤكدا أن الاحتلال يتعمد التنغيص على الأسرى في شهر رمضان وفي جميع المناسبات.

ولفت إلى أن هناك ثلاثة أسرى لا يزالون يخوضون الاضراب عن الطعام رفضا لاعتقالهم الإداري، مبينا أنهم يعانون من هزال في الجسد وضعف عام نتيجة اضرابهم عن الطعام.

وذكر في تصريحات صحفية أنه في كثير من الأحيان تمنع إدارة السجون إقامة الشعائر الدينية في شهر رمضان للتنغيص على الأسرى.

اخبار ذات صلة