طيلة الوقت، يقلب الستيني "أبو سامر" محطات المذياع؛ عله يسمع خبرا عن موعد صرف شيكات الشؤون الاجتماعية، وحين ييأس يطلب من أحد ابنائه البحث عبر موقع الوزارة لكن الجواب "فش اشي يابا".
كان من المفترض أن يتسلم "أبو سامر" شيك الشؤون نهاية مارس الماضي، لكن هذه المرة أصبح الانتظار صعبا لدخول شهر رمضان، ويقول: "توقعت أن يصرف الشيك قبل رمضان، ظننت أنهم سيخجلون لكن لا نزال نترقب أي خبر".
وتابع: "لا أتسول لكن ثلاجتي فارغة وبالكاد تدبر زوجتي المائدة الرمضانية (..) وشيك الشؤون الذي انتظره بالكاد يكفي عائلتي المكونة من خمسة أشخاص ويحتاجون مصاريف أكثر".
أبو سامر ليس الوحيد الذي ينتظر المساعدة المالية التي تقدمها الشئون الاجتماعية كل ثلاثة شهور للمحتاجين من فقراء غزة، فهناك حوالي 80 ألف مستفيد غيره، غالبيتهم يبحثون عن رزقهم بين الأزقة وفي الأسواق ليل نهار علهم يسدون رمق أسرهم.
يحكي أبو سامر "للرسالة" أنه قبل دخول شهر رمضان استلف مائة شيكل من أحد معارفه ليفتح بسطة خضار على باب بيته لبيع الفجل والجرجير والبقدونس والخس، وما يجنيه من شواكل بسيطة يشتري به الأكل لأولاده.
حالة من الغضب انتابت المستفيدين من الشؤون الاجتماعية، لاسيما وأنهم منذ نوفمبر الماضي لم يتسلموا أي شيء، فخرج عبر وسائل الاعلام قبل أيام قليلة أحمد مجدلاني وزير التنمية الاجتماعية ليوضح سبب التأخير.
وذكر مجدلاني أن تأخر صرف الشؤون يعود لسببين الاول هلاك الخزينة المالية لفلسطين والثاني هو أن الاتحاد الأوربي يدفع ما نسبته 40% من ميزانية شيكات الشؤون، ولكنه تأخر عن الدفع هذه المرة.
وأكد أن الوزارة تسعى لتوفير قرض من البنوك الفلسطينية؛ لكي يتم صرف شيكات الشؤون بأقرب وقت ممكن لكل الأسر المستفيدة من البرنامج.
وحول الاتهامات التي تلقاها بتعمد عرقلة دفع مخصصات الأسر المحتاجة هذا الشهر، قال مجدلاني، إن المسألة ليست قرارًا شخصيًا، وهو موضوع مالي تتخذه الحكومة فقط".
بدورها ذكرت عزيزة الكحلوت المتحدثة باسم وزارة التنمية الاجتماعية في غزة أن المستفيدين من شيكات الشؤون ينتظرون صرف الشيكات بفارغ الصبر، خصوصا في ظل بدء شهر رمضان المبارك.
وأوضحت أن الوعود التي أطلقت من الوزارة برام الله كانت تتحدث عن أربع دفعات خلال العام 2021، وبالتالي فإن موعد الدفعة الأولى يكون في نهاية مارس الماضي وهذا لم يحدث.
وأشارت إلى أن آخر دفعة حصل عليها المستفيدون كانت في شهر نوفمبر الماضي، أي قبل أكثر من أربعة أشهر، مما أدخلهم في ضائقة مالية شديدة، نتيجة اعتمادهم الكلي على هذه الدفعات المالية في قضاء احتياجاتهم الأساسية.
وأوضحت أن الوزارة بغزة تحاول قدر المستطاع مساعدة مستفيدي الشؤون لتجاوز الأزمة من خلال مساعدات عينية بالتنسيق مع المؤسسات الخيرية والأهلية، إلا أنها لا تكفي حاجتهم؛ نظرًا إلى احتياجهم للمبلغ المالي المستحق كل 3 أشهر.