لولا أن تأثير الصحفي علاء الريماوي يطوف أرجاء الضفة الغربية المحتلة إن لم يكن فلسطين بأكملها، لما فكر الاحتلال الإسرائيلي في اعتقاله في جنح الظلام، لكن ما لم يعلمه الاحتلال أن صوت علاء سيكون أعلى من خلف القضبان، حيث ستعلو أصوات أمعائه الخاوية بإضرابه عن الطعام.
وفي التفاصيل، أفادت مصادر محليّة، صباح اليوم الأربعاء، بأنّ قوات الاحتلال الصهيوني اعتقلت الزميل الصحفي علاء الريماوي، بعد اقتحام منزله في حي الإرسال بمدينة البيرة الضفة المحتلة.
وأوضحت المصادر أنّ القوّة الإسرائيلية التي داهمت منزل الصحفي الريماوي نقلته إلى جهةٍ مجهولة.
وخلال عملية اعتقاله، أبلغ الصحفي الريماوي زوجته أنّه منذ هذه اللحظة سيشرع بإضرابٍ عن الطعام رفضًا لهذا الاعتقال التعسفي.
يُشار إلى أنّ الصحفي الريماوي يعمل لصالح العديد من الوكالات المحليّة والدوليّة، وهو أسير مُحرّر قضى ما مجموعه 11 عامًا في سجون الاحتلال، فيما أضرب عن الطعام في أغسطس 2018 رفضًا لاعتقاله التعسفي كعقاب على عمله الصحفي.
وفي التعقيب على اعتقاله ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بعشرات المنشورات التي تتحدث عن مناقب الريماوي، وسط مطالبات بضرورة الضغط على الاحتلال للإفراج عنه في أقرب وقت ممكن، نظرًا إلى عدم وجود تهمة ضده سوى عمله الصحفي وصوته العالي في وجه الظلم والدعوة إلى خدمة الناس.
ونشط الريماوي في الأونة الأخيرة في اتجاه خدمة المواطنين المحتاجين للخدمات الإنسانية والصحية والتعليمية في ظل ظروف جائحة كورونا التي تضرب فلسطين، وسط مشاركة كبيرة من المواطنين واستجابة للمناشدات التي تصله عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ولا يمكن فصل اعتقال علاء الريماوي عن أتون موجة الانتخابات في الشارع الفلسطيني، إذ للريماوي مواقف محفوظة في الذاكرة، في مواجهة نهج السلطة في الملفات السياسية والاجتماعية، ويحظى بشعبية واسعة في الشارع الفلسطيني.
وعلق المتابع للشؤون الإسرائيلية الأسير المحرر سعيد بشارات على نبأ اعتقال الريماوي: "إسرائيل وفي إطار حملة تخريب الانتخابات الفلسطينية اعتقلت علاء الريماوي لتستل من فضائنا شعلة إعلامية منيرة كان لها الأثر والتأثير الكبير في مجريات الأحداث التي ترافق هذا الحدث الفلسطيني المهم".
وفي بطاقة التعريف على الصحفي الأسير علاء حسن الريماوي فهو إعلامي وكاتب فلسطيني وباحث مختص في شؤون القدس والاستيطان الإسرائيلي، ومحلل سياسي وخبير بالشأن الإسرائيلي، وعضو مجلس بلدي منتخب في بيت ريما، ولد في بلدة بيت ريما، رام الله، ولديه ثلاثة أبناء أطلوا على الحياة وهو في المعتقل عند الاحتلال الإسرائيلي.
واعتقل أكثر من مرة لعدة سنوات سابقاً أسير محرر، وتعرض لظروف صحية صعبة في السجن، كان منها حين اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر الخميس 6-1-2011 من منزله في بلدة بيت ريما شمال رام الله، وذلك بعد أيام قليلة من الإفراج عنه من سجون أجهزة السلطة الفلسطينية في رام الله.