قائد الطوفان قائد الطوفان

الحرس الثوري: تل أبيب تتكتم على ما جرى

ارشيفية
ارشيفية

الرسالة نت-وكالات

أقر الجيش الإسرائيلي بفشله في التصدي لصاروخ وصفه بالطائش أطلق من سوريا وسقط في منطقة بعيدة عن مفاعل ديمونة النووي في صحراء النقب، في وقت قال فيه مسؤول بالحرس الثوري الإيراني إن إسرائيل تسعى للتعتيم على ما جرى.

وصرح وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس بأن الصاروخ المضاد للطائرات انطلق من سوريا خلال ضربة إسرائيلية هناك استهدفت "أصولا يمكن استخدامها لهجوم محتمل على إسرائيل"، وأضاف غانتس أن الأنظمة الإسرائيلية المضادة للصواريخ حاولت اعتراض الصاروخ "إس إيه-5" (SA-5) لكنها لم تنجح.

وتابع الوزير الإسرائيلي "في أغلب الحالات نحقق نتائج أخرى. هذه حالة أكثر تعقيدا بعض الشيء، سنتحرى الأمر".

وقال متحدث باسم جيش الاحتلال إن الصاروخ من طراز أرض-جو وأطلقته القوات السورية على طائرة إسرائيلية، وأضاف أن الصاروخ تجاوز الهدف وحلق فوقه ليصل إلى منطقة ديمونة على مسافة 200 كيلومتر جنوبي الحدود السورية. وتابع أن الصاروخ لم يصب المفاعل النووي، وسقط على بعد نحو 30 كيلومترا منه.

انطلقت صفارات الإنذار خلال ساعات الليل بعد الواقعة، التي أعقبت تصاعد التوتر على مدى أسابيع بين إسرائيل وإيران، الحليف المقرب من الرئيس السوري بشار الأسد، مع تجدد المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني في ظل رغبة واشنطن للعودة إلى الاتفاق النووي المبرم في 2015.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية نقلا عن خبراء أمنيين أن خللا وقع خلال اعتراض منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي الصاروخ، وهو ما أدى إلى فشل الاعتراض، وأشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن الجيش يحقق فيما إذا كانت بقايا الصاروخ التي عثر عليها قرب ديمونة تعود للصاروخ السوري.

وتتحدث وسائل الإعلام الإسرائيلية منذ أسابيع عن تعزيز الدفاعات الجوية حول مفاعل ديمونة وميناء إيلات المطل على البحر الأحمر، تحسبا لهجوم محتمل بصاروخ بعيد المدى أو بطائرة مسيرة تشنه قوى تدعمها إيران، وقد ينطلق من مسافات تصل إلى اليمن.

الدفاعات السورية

من جهتها، قالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن "الدفاعات الجوية في الجيش العربي السوري تصدت فجر اليوم لعدوان إسرائيلي بالصواريخ في محيط دمشق، وأسقطت معظم الصواريخ المعادية".

ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري أنه عند "حوالي الساعة الواحدة و38 دقيقة من فجر اليوم، نفذ العدو الإسرائيلي عدوانا جويا برشقات من الصواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتل".

وأضاف المصدر أن القصف استهدف "بعض النقاط في محيط دمشق، وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت معظمها"، مشيرا إلى أن "العدوان أدى إلى جرح 4 جنود ووقوع بعض الخسائر المادية".

وذكر ميلاد فضل مراسل الجزيرة في ريف إدلب أنه لا رواية رسمية سورية عن الصاروخ الذي سقط قرب مفاعل ديمونة، ولكن كان التركيز على التصدي للغارات الإسرائيلية، وأضاف المراسل أنه عقب سقوط الصاروخ قرب المفاعل، استهدفت مقاتلات إسرائيلية مواقع عسكرية للنظام السوري في منطقة الضمير على مسافة 40 كلم شمال شرق دمشق، وهي تضم قاعدة للدفاع الجوي، كما تحتوي الضمير على قواعد عسكرية لقوات تابعة لإيران.

ونقلت وكالة الأنباء السورية عن وزارة الخارجية السورية دعوتها مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة إلى إدانة العدوان الإسرائيلي على محيط دمشق أمس الأربعاء، وأضافت الوزارة "لن نتوانى عن الدفاع عن أرضنا وسيادتنا بكافة الطرق التي يكفلها ميثاق الأمم المتحدة".

الحرس الثوري

وفي سياق متصل، قال مسؤول في الحرس الثوري الإيراني إن ما حدث في جنوبي إسرائيل "لا يمكن كتمانه، ومن يرتكب شرا عليه تحمل نتيجة أفعاله"، وأضاف المسؤول أن تل أبيب "تسعى للتعتيم على ما جرى أمس من انفجارات في إحدى الشركات العسكرية".

كما صرح فلاح زاده نائب قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري بأنه "على الكيان الصهيوني إدراك أن المقاومة مستقرة قرب قواعده حول العالم وتدفعه للانهيار"، وأضاف أن إسرائيل "لن تكون موجودة بعد 25 عاما، والأمة الإسلامية لن تتوقف عن مواجهتها".

وقد شككت وسائل إعلام إيرانية غير رسمية في الرواية الإسرائيلية بشأن الحادثة ووصف تل أبيب للصاروخ بالطائش، ووصفته بأنه أمر مضحك للخبراء، وقالت إن ما جرى قرب مفاعل ديمونة "رسالة لإسرائيل بأن مناطقها الحساسة ليست محصنة"، وأضافت المصادر نفسها أنه كان بإمكان الصاروخ أن يتابع طريقه إلى المفاعل، "لكن التسبب بكارثة ليس مطلوبا".

وأوردت المصادر نفسها أن المعلومات المتوفرة تفيد بأن الصاروخ من نوع "فاتح 110″، وهو قادر على حمل رؤوس متفجرة، كما تفيد المعلومات بأن الصاروخ هو من نوع أرض-أرض وليس أرض-جو كما ذكرت الرواية الإسرائيلية.

يشار إلى أن إسرائيل كثفت في السنوات القليلة الماضية وتيرة استهدافها مواقع عسكرية، تقول إنها تتبع قوات إيرانية ومجموعات موالية لها في مناطق عدة من سوريا، إذ قال رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية في ديسمبر/كانون الأول الماضي إن إسرائيل شنت أكثر من 500 غارة صاروخية على سوريا في العام الماضي وحده بهدف محاربة تمركز إيران عسكريا في الأراضي السورية.

المصدر : الجزيرة + وكالات

 

البث المباشر