تواصل هجوم عناصر اليمين والشرطة الإسرائيلية على المواطنين الفلسطينيين في القدس المحتلة طوال الليلة الفائتة وحتى فجر اليوم، الجمعة، حيث أغلقت الشرطة باب حطة، أحد الأبواب الرئيسية المؤدية للمسجد الأقصى المبارك، ومنعت المصلين من دخوله لأداء صلاة الفجر. وتجمهر مئات المقدسيين امام باب حطة، مطالبين بفتحه، ليتمكنوا من أداء الصلاة في المسجد.
وكانت الشرطة قد أجبرت المعتكفين في المسجد الاقصى على الخروج منه بالقوة، بعد اقتحام باحاته والمصليات المسقوفة. وهددت المتواجدين بالاعتقال في حال عدم مغادرتهم المسجد على الفور.
وهاجم عشرات المستوطنين، الليلة الماضية، بيوت مقدسيين قريبة من تظاهرات المستوطنين قرب باب الخليل وفي البلدة القديمة بالتزامن مع قمع قوات الاحتلال للمواطنين المقدسيين في مختلف أنحاء القدس.
وأظهرت فيديوهات نشرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مستوطنين يطلقون النار صوب المواطنين المقدسيين، وسط صمت شرطة الاحتلال وقيامها بقمع المواطنين المقدسيين، الذين أصيب العشرات منهم في أحياء المدينة
وشهدت مدينة القدس المحتلة، الليلة الماضية، أعنف الاعتداءات التي نفذتها الشرطة الإسرائيلية بحق المقدسيين منذ سنوات، بالإضافة إلى عربدة المستوطنين التي تصاعدت وبشكل كبير خلال شهر رمضان المبارك، لا سيما التضييق على المصلين بعد خروجهم من صلاة التراويح، والاعتداء على المارة ومركباتهم.
واتسعت رقعة المواجهات لتصل إلى أحياء الصوانة والطور ووادي الجوز، وتصدى المواطنون المقدسيون لقطعان المستوطنين وقوات الشرطة، في حي وادي الجوز واندلعت مواجهات هناك وأحرق المواطنون سيارة مستوطن اقتحم الحي.
واندلعت مواجهات في بلدة الطور، وأصيب عدد من المواطنين بالرصاص المطاطي واحرق المواطنون حافلة تابعة للمستوطنين دخلت إلى الحي. كما اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال في حي الصوانة.
واعتدى مستوطنون، فجر اليوم الجمعة، على ممتلكات المواطنين في شارع المطران، بحي الشيخ جراح، وكذلك نفذ آخرون اعتداءات بحق مقدسيين في حي التلة الفرنسية بالقدس المحتلة. وأفاد شهود عيان بأن مستوطنين حطموا زجاج عشرات السيارات في شارع المطران وأعطبوا إطارات أخرى.
وأصيبت، فجر اليوم، مقدسية بجروح في رأسها، بعد اعتداء المستوطنين عليها في حي الشيخ جراح. وأفاد شهود عيان بأن عددا من المستوطنين هاجموا مركبتها بالحجارة، ما تسبب باصابتها.
كما هاجم عشرات المستوطنين مواطنين مقدسيين في حي المصرارة القريب من باب العامود مجددا، وحطموا عددا من المركبات.
وقالت تقارير فلسطينية، عند منتصف الليلة الماضية، إن 105 مقدسيين أصيبوا بجروح، خلال مواجهات عنيفة اندلعت مع قوات الاحتلال في مختلف أحياء القدس المحتلة، ووصفت حالة 22 مواطنا بالمتوسطة، وتم نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج، فيما جرى معالجة باقي الاصابات ميدانيا. واعتقلت الشرطة، فجر اليوم، ثلاثة أطفال من مدينة القدس المحتلة، خلال تواجدهم في حي الصوانة.
وأدان رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، اعتداءات المستوطنين وقوات الشطة الإسرائيلية على المواطنين المقدسيين، ووصفها بأنها "إرهاب دولة منظم، يستهدف تهويد المدينة المقدسة، وفرض وقائع زائفة فيها، والمس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، بالاقتحامات اليومية المتكررة للمسجد الأقصى، ومحاولات إحراق كنيسة الجثمانية قبل أشهر".
وطالب اشتية في بيان، المجتمع الدولي ولجان حقوق الإنسان العالمية، بإدانة تلك الاعتداءات، والعمل على توفير الحماية الدولية للمواطنين المقدسيين.
وأشاد اشتية بشجاعة المقدسيين وتصديهم البطولي للمستوطنين وجنود الاحتلال، وقال "إن مشاهد البطولة الطالعة من شوارع وحارات مدينة القدس هذه الليلة للشبان المقدسين العزل النابعة من قوة إرادتهم ومضاء عزيمتهم، وهم يتصدون لاعتداءات المستوطنين، تؤكد من جديد فشل المخططات الإسرائيلية في تهويد المدينة المقدسة، وتعيد إلى الأذهان مشاهد البطولة في مقاومة وإفشال مخططات البوابات الإلكترونية التي تصدى لها أهالي المدينة مسلمين ومسيحيين، والتي حاولت سلطات الاحتلال فرضها على المصلين في المسجد الأقصى المبارك قبل أربعة أعوام".