كشف خبير عسكري إسرائيلي أن "22٪ من الصواريخ التي تم إطلاقها من قطاع غزة على إسرائيل في الأيام الماضية، كان من المفترض أن تنفجر في منطقة مأهولة بالإسرائيليين، وتدرك المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أن حماس تريد تحسين الصاروخ في محاولة لتحدي القبة الحديدية، وتحاول تهريب مجموعات دقة الصواريخ إلى غزة، وتحويلها إلى صواريخ على غرار مشروع حزب الله".
وأضاف يوآف زيتون بتقريره على صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ترجمته "عربي21" أنه "تم تشكيل فريق خاص من الجيش وجهاز الأمن العام- الشاباك والموساد، ونفذ عمليات فحص حساسة لمكافحة الصواريخ؛ لأن حماس تواصل تكثيف دقتها الصاروخية وتحسينها، والأيام الأخيرة أثبتت ذلك، فـ"جيش حماس" كما وصفه رئيس أركان الجيش أفيف كوخافي في بداية ولايته، لا يقف ساكنا للحظة، وبيانات إطلاق صواريخه أظهرت ذلك".
وأشار إلى أن "السنوات الأخيرة شهدت تحسين قدرات حماس في الجبهة الجنوبية؛ لأن 9 من بين 40 صاروخا تم إطلاقها من قطاع غزة يومي الجمعة والسبت، كان من المقرر أن تنفجر في مناطق مأهولة بالإسرائيليين، 7 تم اعتراضها من قبل مقاتلات القبة الحديدية، واثنان آخران انفجرت قرب مباني المستوطنات المحيطة، وفيما كان يسمى سابقا باسم "الصاروخ الغبي"، فإن نسبة النجاح بنسبة 22٪ هي فرصة كبيرة".
وأكد أنه "مقارنة بأيام الحرب الأخيرة، فإن 200 صاروخ على الأقل من أصل 1000 صاروخ سيتم إطلاقها يوميا سينفجر في مناطق مأهولة بالإسرائيليين، إذا لم يعترضها نظام الدفاع الجوي، وفي أحسن الأحوال لنجاح 85-90٪ ستسقط عشرات الصواريخ على مناطق مأهولة مع أي تصعيد، أو الحرب القادمة مع حماس، على افتراض أن الصراع سيكون معها فقط، ولن يكون حزب الله جزءا منه".
وأوضح أن "المؤسسة العسكرية الإسرائيلية سعت في السنوات الأخيرة لتحسين قدرات النظام لمواجهة القنابل المركزة في مجموعة متنوعة من النطاقات، وانتهت بنجاح نسبي لحماس، حتى لو لم تتسبب بسقوط قتلى إسرائيليين، لكن بالنسبة للقيادة الجنوبية في الجيش، فإن أي صاروخ يتم إطلاقه بشكل روتيني، هو فرصة لـ "خلق" قدرات استراتيجية إضافية تطورها حماس، من أجل درء المواجهة القادمة، أو جعل حماس غير مستعدة".
وأشار إلى أن "كل جولة من المواجهة العسكرية مع إسرائيل تسمح لسلاح الجو وشركات "رافائيل ومابات" بتحسين إصدار نظام القبة الحديدية، حتى لو تعلق الأمر بإطلاق وابل من الصواريخ أسفرت عن دمار كبير في العامين الماضيين، لكن حماس لم تستسلم، ومن المحتمل أنها تحاول تطوير قدراتها العسكرية في قطاع غزة، خاصة من خلال أجهزة دقة الصواريخ على غرار مشروع حزب الله".
وكشف النقاب أن "جهازي الشاباك والموساد دأبا على معالجة هذه القضية على مدار العام ونصف، ويعملان على إغلاق النهايات ضد تكثيف حماس الاستراتيجي بهذه الإجراءات، وهي عمليات حساسة لمكافحة الحركة، وبعضها يتم خارج غزة عبر الموانئ، حيث البضائع التي تصل إلى غزة، تساهم بإيصال أسلحة تكسر التوازن القائم، حيث تسعى الحركة منذ سنوات لإدخال أسلحة غير عادية لقطاع غزة رغم نشاط الجيش الإسرائيلي".
وأشار إلى أن "حماس نجحت بتسليح ذراعها العسكري، ووصل بالفعل لعوالم تراكم الصواريخ وتحسينها، مما دفع ضابطا كبيرا في القيادة الجنوبية للجيش للقول؛ إن هذا الصاروخ على وجه التحديد ذو قدرة تتطلب العمل على إحباطه؛ لأن تجارب حماس لا تتوقف".
عربي21