قائمة الموقع

"حبيبي".. صورة لغرفة "نائل" اختزلت الحياة رغم "المؤبد"!

2021-05-01T20:19:00+03:00
صورة "أرشيفية"
الرسالة نت-أمل حبيب

"حبيبي" هل فاز اسم الصورة؟، أم هي رفيقة دربه إيمان التي فازت؟ أم أنها بدلة زفافه المعلقة؟ أم هو اصيص الورد الذي لم يذبل رغم الغياب!

تحتفظ بكل ما هو أثرٌ لزوجها الأسير في سجون الاحتلال نائل البرغوثي، هو حنين عالق في زوايا غرفة واسعة النوافذ، تلك التي لم يجدها نائل يومًا في زنازين العزل!

كل ما يمثل نائل ستجده من حولك، ثيابه، أحذيته، كتبه، وسريره، وحتى تلك الستارة وردية اللون التي لم تحجب نور الشمس عن غرفته منذ 41 عامًا من الاعتقال.

قصة مصورة!

كل شيء ينتظر نائل، هكذا تخبرنا الصورة التي فازت بجائزة أفضل قصة مصورة للصحافة العالمية لعام 2021، تحمل عنوان "حبيبي" للمصور الإيطالي أنطونيو فاتشيلونجر.

 الصورة الفائزة هي لغرفة نوم أقدم أسير في العالم وهو نائل البرغوثي (63) عامًا من بلدة كوبر شمالي رام الله المحتلة، أمضى أطول مدة اعتقال في سجون الاحتلال، بلغت 34 عاماً بشكل متواصل.

نائل الذي جرى اعتقاله في نيسان/أبريل عام 1978 بسبب نشاطه المقاوم، حُرر في صفقة "وفاء الأحرار" والتي عُرفت بصفقة "شاليط" عام 2011، ثم أعاد الاحتلال اعتقاله عام 2014، وأصدر بحقه حكمًا بالسجن المؤبّد.

تتعامل زوجة الأسير نائل مع غرفته كأنه لم يتركها يومًا، هو الحاضر فيها رغم الغياب، حتى أن حذاءه الأسود ملمعًا، جاهزٌ للارتداء والخروج لنزهة صباحية قصيرة!

كيف يكون الوفاء شكلًا آخر لملامح زوجات الأسرى؟ وكيف يكون الأمل نهجًا لهن رغم الحكم المؤبد على رفاقهن خلف القضبان؟

قصيدة حب!

"هي ليست أفضل قصة مصورة، هي قصيدة حب ملحمية مصورة.. يجب أن يراها كل العالم" بهذه العبارة تؤكد هناء الرملي رئيسة جمعية "كتابي كتابك لثقافة الطفل الأسرة" عبر صفحتها في "فيسبوك على أن الصورة هي عبارة عن ملحمة نضال وقصيدة حب تشهدها فلسطين، وتؤمن بها "كوبر" بلدة البرغوثي!

الرملي كانت أول من نشر صورة "حبيبي" عبر منصات التواصل الاجتماعي والتي لاقت روجًا كبيرًا، حيث تناقلتها الصفحات الإخبارية والمنوعة العربية منها والدولية، لما عكسته هذه الصورة من نبض الحياة في حياة أهالي الأسرى، لاسيما الزوجات منهم.

وفازت هذه الصورة التي تُظهر لباس الأسير الفلسطيني نائل البرغوثي معلقًا وسط غرفته بعناية ملفتة إضافة لحذائه أسفلها، ضمن مسابقة "وورلد برس فوتو" الدولية.

"حبيبي" لم يكن اسمًا لصورة عابرة، هذه الصورة الخالدة في قاموس الحب الفلسطيني تخلده رفيقات الحلوة والمرة، صاحبات الثبات الحقيقي والوفاء المدهش!

كل مكونات الصورة سيعطيك دلالة على طريقة إدارة الزوجة لحالة الفقد التي تعيش، لعذابات اللهفة والحنين، يُبين لنا سلوكها في التعامل مع أغراض نائل وكأنه هنا معها، كأن لم يترك غرفته للحظة، حتى يصل بك الحال لتقول: "إن لهذه الصورة رائحة تشبه رائحة الزنبق.. تشبه رائحة نائل"!!

اخبار ذات صلة