قال رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيف كوخافي، اليوم، الإثنين، إن قوات كبيرة بمشاركة عناصر الاستخبارات وجهاز الأمن العام (الشاباك) تعمل للعثور على منفّذي عملية زعترة، أمس، الأحد، التي أسفرت عن إصابة مستوطنين بجراح خطيرة، وآخر بجراح طفيفة.
وتفقّد كوخافي، صباح اليوم، موقع العملية في حاجز زعترة، وأجرى لاحقًا تقييمًا للوضع في مقر جيش الاحتلال في الضفة الغربيّة، وقام قائد "فرقة يهودا والسامرة" في الضفة الغربيّة، يانيف ألوف، بعرض جهوزية وتعزيز انتشار جيش الاحتلال في المنطقة على ضوء الأحداث الأخيرة.
وتشهد الضفة الغربية المحتلة أوضاعًا أمنية متوتّرة على خلفية الاعتداءات المتواصلة للمستوطنين وتصعيد الاحتلال في المسجد الأقصى المبارك.
كما يتصاعد التوتر في القدس المحتلة، بعد إعادة الشرطة الإسرائيلية الحواجز إلى منطقة البلدة القديمة، إلى جانب عزم الاحتلال إخلاء عائلات مقدسية من بيوتها في الشيخ جراح وهدمها.
وأمس، الأحد، أطلقت قوات الاحتلال عن مسنة فلسطينية قرب الخليل ما أدّى إلى استشهادها، بزعم محاولتها تنفيذ عملية طعن، وفي وقت لاحق، مساءً، أصيب ثلاثة مستوطنين بجراح، اثنين منهم بجراح خطيرة.
وذكر المحلّل العسكري في موقع "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن هذه الأحداث تأتي في توقيت حساس، وأن الأسبوعين المقبلين مشحونان من الناحيتين السياسية والدينية، بسبب ليلة القدر وذكرى النكبة وعيد البواكير اليهودي، "والجيش الإسرائيلي يأمل ألا تتطور موجة عمليات تقليد ترافق الأيام الأخيرة من شهر رمضان".
وبحسب هرئيل، فإن "الأحداث في الضفة والقدس لا تؤثر حتى الآن على مجرى الأمور في قطاع غزة. وغضب حماس بسبب إعلان رئيس السلطة، محمود عباس، عن تأجيل الانتخابات التشريعية لا ينعكس بأعمال عنف ضد إسرائيل".
وأضاف هرئيل أن حماس لن تنفذ هجمات ضد إسرائيل بسبب حادث جبل الجرمق، "فهي لن تستفز إسرائيل في الوقت التي تدفن فيه أمواتًا سقطوا في كارثة جماعية، تحسبا من دفع الجيش الإسرائيلي إلى رد شديد، كما أن السفير القطري سيحضر الأسبوع الحالي إلى القطاع حاملا المساعدات المالية".
واعتبر محللون عسكريون آخرون أن أحداث الأمس هي بداية لموجة تصعيد أمني في الضفة الغربية. وحسب المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشواع، فإن الجيش الإسرائيلي يدعي أن تأجيل الانتخابات التشريعية من شأنه ألا يشعل الوضع في القدس فقط، وإنما الضفة الغربية كلها، فيما يقدّر جهاز الأمن العام (الشاباك) أنّ جميع الفصائل الفلسطينية ستركز على القدس وتحاول إشعال الوضع فيها فقط.
وأضاف يهوشواع أن تقديرات الجيش الإسرائيلي والشاباك تشير إلى أن التوتر سيتصاعد في الفترة المقبلة، وأن عملية إطلاق النار عند حاجز زعترة، أمس، نفذته خلية محلية "والتخوف في الشاباك هو أن تكون هذه عملية إيحاء لخلايا أخرى تقوم بتقليدها".
بينما أشار المحلل العسكري في موقع "واللا" الإلكتروني، أمير بوحبوط، إلى أن عملية إطلاق النار لم تفاجئ الجيش الإسرائيلي، وأن قائد المنطقة الوسطى، تمير يدعي، حذر من أن عدة أحداث ستؤثر على الوضع الأمني: "التوتر حول الحرم القدسي وباب العمود، الذي سنعكي بشكل مباشر على الضفة الغربية؛ شهر رمضان الذي يرافقه توتر أمني؛ قضية الانتخابات التشريعية والوضع الاقتصادي الصعب ومكافحة السلطة الفاشلة لكورونا".