قبل أشهر نشر إعلام الاحتلال فيديو يعرض سيارة حديثة الطراز من مقتنيات جيش الاحتلال الجديدة والأكثر تطورا لرش المياه العادمة على المتظاهرين المقدسيين لقمعهم، والمفاجأة أن المياه ملونة ومجهولة التركيبة والمصدر.
صور المواطنون المقدسيون السيارة وهي تدور في شوارع الطور بالقدس ليلا والناس نيام وترش منازل المواطنين بالمياه ذات الروائح الكريهة، وكأنها لم تستطع مواجهة الشباب الثائر في باب العامود فاسترقت الرش على المنازل الساكنة، وكأنها تفرغ غلها في الحجارة، بينما أهلها نيام.
وقد تحدث الأهالي في منطقة الطور ووادي الجوز عن روائح كريهة تظل منتشرة في شوارعهم لأيام بسبب هذه الماكينات التي ترش المباني وتؤثر على الأشجار، علما بأن الهواء النقي أصبح شحيحا في تلك المناطق المزدحمة بالسكان.
كما أن لا أحد من الأهالي يعرف مكونات هذه المياه العادمة – المصنعة- وقد حاولت جهات مختصة أخذ عينات منها لفحصها، ولكنها سريعة التبخر، وهم لا يعرفون مدى الضرر الذي يمكن أن تلحقه بهم وبأطفالهم، معتبرينهاانتهاكا لحقوقهم الإنسانية.
ولم تستخدم هذه التقنية في القدس والضفة الغربية فقط بل استخدمها الاحتلال في قمع المتظاهرين على حدود قطاع غزة في مسيرات العودة، حيث كان يطلق عليهم مياه عادمة ذات رائحة كريهة.
ووفقا لتقرير لمنظمة "بتسيلم" الحقوقية الاسرائيلية، فـإن قوات الجيش الاسرائيلي تستخدم ما يعرف بـ"بماء الظربان" وهو عبارة عن مزيج خاص من المياه العادمة المضاف لها مواد كيميائية في قمع التظاهرات السلمية المناهضة للاستيطان في الضفة الغربية، وهو على ما يبدو السائل ذاته الذي استخدمته القوات الاسرائيلية ضد المتظاهرين في قطاع غزة.
وذكر التقرير أن الماء سمي كذلك نسبة لحيوان الظربان المعروف برائحته القذرة. وهو أيضا اسم المادة المستخدمة التي أنتجتها الشركة الإسرائيلية Odortec.
وحسب هذا التقرير فإن المادة تتكون من الماس والخميرة وبيكربونات الصوديوم وتفاعل الخميرة والبيكربونات كيميائيا هو الذي يعطي هذه الرائحة النفاذة.
وتقول منظمة "بتسليم" إن ماء الظربان قد استخدم لأول مرة عام 2008 أثناء مظاهرة فلسطينية على مصادرة أراض في قرية نعلين وتوضع هذه المادة في خزانات سيارات متطورة ترش ضد المتظاهرين الذين يتجمعون بانتظام في الضفة الغربية والقدس.
وعلى الرغم من انكار (إسرائيل) بأن هذه المياه تشكل أي خطورة صحية، إلا أن حالات كثيرة أصيبت بالتقيؤ والغثيان بسببها.