لم تمحى من ذاكرة عوائل الشهداء المطاردين، تلك الصور التي التقطت لعناصر أمن السلطة وهي تبحث عن أبنائها، ولا لحظات المداهمة الدائمة لمنازلها من أجهزتها على مدار اللحظة لمنازلهم في سبيل الحصول على من باتوا ايقونة للعمل الثوري في القضية الفلسطينية.
أم باسل الأعرج، والدة الشهيد الأيقونة المثقف، الذي ترك خلفه بصمة واضحة في مفهوم العمل الثوري وإعادة تعريفه في ذهنية المثقف الفلسطيني، لا تزال تحتفظ بأسى ما فعلته السلطة بابنها خين اعتقلته ورفاقه ثم أعلن رئيسها محمود عباس بكل "وقاحة"، عن اسم باسل.
منذ ذلك الحين، أصبح باسل في قائمة المطلوبين والمطاردين، ولم تمضي أيام قليلة حتى ارتقى شهيدا بعد رحلة مطاردة مزدوجة تعرض لها من السلطة والاحتلال.
تقول أم باسل لـ"الرسالة نت" بغصة لا يزال يحتفظ بها قلبها، "هم من أوشوا على باسل وهم من سلموه وهم من أخبروا الاحتلال عنه".
وكما كل مرة تهتف والدة الشهيد المثقف المشبتك، "لن ننسى ما فعلوه بنجلنا، وما فعلوه بحق كل مطارد تعرض للمطاردة من الاحتلال في فترة السلطة".
تسليم تقارير
هنا، تعود الذاكرة لحوار أجرته "الرسالة نت" مع عاصم أبو الهيجا شقيق الشهيد المطارد حمزة، في ظل ما تعرض له من ملاحقة مزدوجة من أمن السلطة والاحتلال معا.
يقول عاصم حينئذ، إن السلطة سلمت تقارير جاهزة سلمتها أجهزة امن السلطة ضد المقاومين والأسرى داخل سجون الاحتلال.
وأضاف أبو الهيجا لـ" الرسالة نت"، : " شخصيًا وجدت تقارير خاصة رفعتها السلطة عني في مكتب مخابرات الاحتلال اثناء التحقيق، وكانوا يهددوني فيه خلال مرحلة الاستجواب"، مشيرًا إلى أن شقيقه الشهيد حمزة أبو الهيجا كان قد أعلن عن وجود تقارير من الامن الوقائي عنه في مكتب المخابرات الإسرائيلية اثناء اعتقاله.
ولفت إلى ان مخابرات الاحتلال حاولت مقايضة شقيقه حمزة قبل استشهاده ، بأن يتركوه مقابل التوقف عن أي عمل ضد السلطة، عدا عن اعتقاله شخصيًا –أي عاصم- بسبب نشاطه ضد السلطة وبناء على توصية منها.
وكان حمزة قد استشهد في شهر مارس 2014، اثناء محاصرته في منزل بمخيم جنين.
كشف الخلايا
وأشار أبو الهيجا تورط أجهزة امن السلطة في الكشف عن خلايا بالضفة من بينهم خلية الشاب قيس السعدي، الذي حاول الاحتلال اغتياله قبل ان ينجح مؤخرًا في القاء القبض عليه منذ شهرين في مخيم جنين.
وقال إن اسرى معتقلين داخل السجون خلال انتفاضة القدس، اكدوا أن مخابرات الاحتلال واجهتهم بتقارير مرفوعة من امن السلطة.
ويستدرك أبو الهيجا، أن ما كشفته السلطة وسملته خليتين في جنين، عدا عن دورها في تسليم خلايا بمناطق أخرى، الا انه يشير الى ان الاحتلال يبالغ في قضية كشف الخلايا ويكذب في بعض الأحيان بغرض تدمير معنويات الفلسطينيين بالضفة.
ويستدل على ادعاء الاحتلال بكشفه عن خلية في نابلس تبين لاحقًا ان أعضاءها طلبة وأساتذة جامعات، وتم اطلاق سراحهم بعد عدة اشهر.
خيانة مرتين!
قالت أم عاصف البرغوثي والدة الشهيد صالح البرغوثي، والأسير عاصم، إنّ ما فعلته السلطة من بحث عن الأسير منتصر شلبي أثناء مطاردته، هو تكرار للخيانة مرتين، كما فعلت في المرة الأولى مع صالح.
وأضافت أم عاصم لـ"الرسالة نت": "مشهد منتصر أعاد لي في الذاكرة ما فعلته السلطة بحق صالح، عندما كانت تبحث عنه على مدار اللحظة"، متابعة: "حسين الشيخ وكلابه فعلوا الجريمة مرتين".
ولفتت بالقول: "ذات يوم قال لي كابتن إسرائيلي هذه سلطتكم، فقلت لهم هؤلاء جيش لحد الذي قمتم بفكه من جنوب لبنان وجأتم به إلينا لأنكم تعلمون أنهم أكثر قذارة منكم".
وأكدّت أم عاصف أن "سلوك السلطة سيظل مصحوبا بالعار والخزايا، وسيظل لعنة على قادتها ومنسقيها".