قائمة الموقع

الاحتلال يفقد السيطرة على سلاح الردع المعنوي

2021-05-15T13:36:00+03:00
الاحتلال يفقد السيطرة على سلاح الردع المعنوي
خالد النجار

الاحتلال يفقد السيطرة على سلاح الردع المعنوي.

. لقد دخلنا المرحلة الأخيرة والتي ستجبر العدو أن يخضع لوقف إطلاق النار
 عشرات الغارات الصهيونية نفذتها ما يزيد عن مائة طائرة صهيونية، استهدفت ماذا؟ بيوت المدنيين، مفترقات طرق مركزية، مرافق حيوية، ورش لمشاريع صغيرة للعاطلين عن العمل، أراضي زراعية فارغة، جميعها اعتبرها العدو أهدافًا لتنفيذ ضربة مركزة لاستهداف السلاح المعنوي للشعب الفلسطيني، العامل الرئيس الذي يحمي ظهر المقاومة، ويحتضن مشروع الوطن بعد أن شُطب من مواثيق حركة فتح. ماذا أراد العدو كتداعيات لعمليته العسكرية التي أطلق عليها "حارس الجدران"؟ منذ أن تم تعيين كوخافي قائدًا لأركان الجيش الصهيوني، بدأ بالعمل على تعزيز الخطة العسكرية الأوسع والذي أُطلق عيها "تنوفا" تهدف تنوفا إلى جعل أداء الجيش الصهيوني أكثر امتلاكًا لمعظم وسائل تكنولوجيا القتال المتقدمة لإلحاق أكبر قدر من الخسائر البشرية والمادية في صفوف المقاومة بغزة، وذلك من خلال توسيع قوة النار، والاعتماد بالأساس على وحدات السايبر التي تنفذ مهام قرصنة على شبكة الاتصال وشبكات الانترنت المختلفة، الغرض منها تحويل مسار العمل العسكري إلى حرب بأشكال متعددة، لتدمير كلي لمراكز القوة الأساسية التابعة للمقاومة في قطاع غزة كأحد مراكز القوة الاقليمية التي تشكل مصدر تهديد رئيس للاحتلال. أهم ما يستند إليه كوخافي في هذه اللحظات هو إلحاق الأذى بأبرز الشخصيات القيادية، وإخماد نيران المقاومة، وضرب مركزية الصمود على الأرض، وإنهاء جولة القتال في فترة قصيرة، حتى وإن كان ذلك على حساب أرواح المدنيين على غرار ما حدث في كل الحروب على غزة. كشفت عملية سيف القدس أن الاحتلال بدأ فعليًا بتنفيذ خطته العسكرية الموسعة، فباغتته المقاومة بالتشويش على عمله المركز وهي من بدأت بتوسعة النار بعد أن استهدفت في اليوم الأول مدينة القدس، ووجهت ضربات مركزة لمدينة عسقلان واسدود وتل ابيب، وصولاً بإعلانها عن استخدام صواريخ أكثر عمقًا يصل مداها إلى ما يزيد عن 250 كيلومتراً، ذهب ضحيتها عشرات المستوطنين ما بين قتلى ومصابين، والتشويش على أداء القبة الحديدية من خلال استراتيجية الأداء في توجيه الضربات الصاروخية على المدن المحتلة، والتي أفقدت العدو صوابه، وجعلت من منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي أول مفاصل الخسائر التي قسمت ظهر العدو، وفتحت خطوط النار على مدن الاحتلال. أداء المقاومة المتعاظم، واستراتيجية القتال المستخدمة، أسقطت خطة تنوفا، وأفشلت ما يفكر به في فرض معادلات أمنية بقوة النار، ما جعل العدو يغامر وينسف الأبراج السكنية، والمقار الأمنية على طريقة الجيش المأزوم الغارق في إفلاسه، والذي يفكر بصناعة نصر يحفظ به ماء الوجه الذي تمزق بالعار أمام قلاع غزة. في الختام هناك الكثير من العوامل التي تؤكد أن مرحلة إنهاء العملية العسكرية قاب قوسين أو أدنى، وهي ما تتحدد في النقاط الآتية:
1- العدو أُجبر على أن يبقى في حالة دفاع عن نفسه خلال الأيام الأربع الماضية، وهو ما لم يحدث عبر تاريخ الصراع، وهنا إشارة إلى أن المقاومة أفقدت العدو هيبته العسكرية، وقطعت عليه الطريق في التفرد بالفلسطينيين ومقاومتهم الباسلة.
2- حالة الندية غير المسبوقة للمقاومة، وإظهار ذلك للعالم بأسره، وهو ما يؤكد أن مراكمة القوة العسكرية دفعت المقاومة لتشكيل هذه الحالة التي أحرجت العدو.
3- عدم قدرة الاحتلال على مواصلة العمليات العسكرية لفترة طويلة لأن قدراته العسكرية لا يستثمرها إلا في عمليات خاطفة وسريعة وعدم السماح للخصوم من تحويل مسار المواجهة إلى فترات أطول، وهو أحد العوامل التي تحقق للعدو مواصلة الحفاظ على أمنه القومي.
4- يخشى الاحتلال من تنفيذ عملية برية لمساندة سلاح الجو، لأن رسائل المقاومة سلطت الضوء مسبقًا على نتائج العملية البرية، تمثلت في استهداف جيب صهيوني شمال القطاع باستخدام صاروخ كورنيت موجه.
5- التحرك الداخلي لسكان الاراضي المحتلة عام 48 وهو ما خلط كافة الحسابات الإسرائيلية، وجعل حكومة نتانياهو أمام تهديد جديد، مما قلب الساحة الداخلية أمنيًا، ونشوب مواجهات ومظاهرات أدت لمقتل عدد من المستوطنين، وفشل حكومة الاحتلال في تقدير داخلي لتثبيط انتفاضة داخلية قد تتسع رقعتها وتشتد جذوتها.
6- . الضفة تنتفض وتخرج في مظاهرات أفسدت على المنسقين خططهم، وكشفت عورتهم، وساندت غزة وما تزال في أوج المواجهة كمحور له تأثير مباشر على العملية العسكرية في القطاع.
7- . الانقسام الداخلي بين الأحزاب الاسرائيلية والتي بدأت تُظهر موقفها من العملية العسكرية، واتهامات موجهة لنتانياهو بأنه لا يستطيع حماية منصبه كرئيس حكومة أمام القانون، وألا يعوض ذلك بحرب قد تلحق بحكومة الاحتلال خسارة مئات الجنود الإسرائيليين، ولن تحقق اهدافها. 8
8- . ضغط الوسطاء المتواصل على حكومة نتانياهو، وعلى المقاومة، قد يؤتي ثماره بالإعلان عن وقف إطلاق النار.
9- . ترى المقاومة أنها ألح

قت خسائر فادحة وكبيرة في صفوف الصهاينة، وأوصلت رسالتها للعدو بأن عمق الصراع هي القدس، وأجبرت العدو أن يفقد السيطرة على إدارة المعركة.
10- . يرى الاحتلال أنه أوغل في دماء الفلسطينيين، وبعض القادة الميدانيين للمقاومة، وإن كان ذلك لا يؤثر على قدرات المقاومة، ولكنها عقيدة الاحتلال التي يؤمن بها ويتخذ منها صورة لاستعراض عضلاته أمام الجبهة الداخلية الاسرائيلية.

[12:47:32 PM]

اخبار ذات صلة